المريخ يملك أفضل فريق شباب بولاية الخرطوم صدارة مطلقة ب30 نقطة من تسع انتصارات وتعادلين.. جهد حقيقي مبذول على المستويين الإداري والفني والإشادات تترى انضمام أسامة عبدالجليل ونخبة من الشباب لدفع المسيرة.. الفريق خسر أميز المواهب لمصلحة الوطني والهلال وهلال كادوقلي متابعة/ أبو عاقلة محمد أماسا الحديث عن الفريق الأولمبي للهلال السعودي.. أدار الرؤوس نحو قطاع مهمل داخل نادي المريخ.. وأرض خصبة زرعت بأفضل البذور وأغلاها، ولكنها لم تجد الهمة في وقت الحصاد وموسمه فتناثر على الأرض لتوفر الغذاء للطير وهو رزق ساقه الله إليها.. وكذا هي قصة تؤكد أن مواهب نادي المريخ تتسرب من بين أصابع مجلس الإدارة لم يكترث بها.. لم يهتم بها ولم يضعها ضمن أولوياته، أو حتى ضمن المهام الروتينية التي تمليها عليه المسؤوليات. ورغم أن قطاع المراحل السنية في أي نادٍ كبير في العالم يعتبر من الثوابت التي تخصص لها الميزانيات وتستوعب الكوادر، وتبذل فيها الجهود لرعاية المواهب وتنميتها للمستقبل القريب، إلا أن المريخ ما يزال بعيداً عن هذه الاعتبارات، ومع ذلك ظهرت المواهب التي توازي بل وتتفوق على أقرانهم الذين لعبوا أمام المريخ في البطولة العربية ممثلين للهلال السعودي والدليل على موهبتهم أن بعضهم انتقل إلى أندية أخرى وأبدعوا وقدموا مستويات أثارت الاستغراب وأكدوا أنهم كانوا يستحقون الاهتمام كمواهب. رعاية المواهب صناعة كرة القدم رعاية المواهب هي أصل الفكرة في أن تكون كرة القدم (صناعة) وهي مجال تقوم عليها أية نظرية لنهضة كرة القدم في أي دولة. وتعتبر المادة الخام في هذه الصناعة الواهب الصغيرة من مرحلة البراعم وحتى مرحلة الفرق الأولمبية.. والثابت في كرة القدم وفي المريخ بصورة عامة أن أي جيل وجد الاهتمام الذي يلتفت بمواهبه وينادي المريخ إلا وكانت الثمرة عدداً من اللاعبين المميزين. المراحل السنية إرث قديم في المريخ للمريخ تاريخ وإرث من الاهتمام بالمراحل السنية منذ الستينات.. وأبرز ثمار اهتمامه بهذه الفئات عدداً من نجومه الكبار أمثال جاد الله خير السيد وكذلك تخرج من أشباله علي قاقارين وعدد من نجوم الكرة السودانية في عصرها الذهبي. وفي بداية الثمانينات نشط النادي بقيادة محمد الحميد الملقب ب(أبو الأشبال) ونتج ذلك الاهتمام المتصاعد عن مجموعة نجوم وضعوا بصمتهم عبدالسلام حميدة.. صديق العمدة.. عيسى صباح الخير.. وعادل عطا.. ثم جيل نهاية الثمانينات وبداية التسعينات وهم علامة فارقة في تاريخ الكرة السودانية لأنهم شاركوا مع منتخب الناشئين في نهائيات كأس العالم بإيطاليا.. إبراهومة.. خالد أحمد المصطفى، طارق أبوالقاسم، حموري الصغير.. انضم إليهم لاحقاً إدوارد جلدو فضة.. وقد سلم هذا الجيل رايته لجيل آخر حملها باقتدار وكان منهم جندي نميري.. ياسر قورماهيا.. هيثم الرشيد.. يس سلامة.. ياسر فريني.. ومعتز عبدالماجد.. هيثم عربي.. هاشم عبدالهادي وصلاح يحيى وعلاء الدين ومرتضى الظافر.. قبل أن تلغى فرق دوري الأشبال. المواهب تتسرب من المريخ بعد عودة الأشبال بمسمى دوري الشباب.. كان جيل من الإداريين قد غاب عن المشهد المريخي.. وغابت معهم جملة من التقاليد والقيم التي كانت تحيط هذه الفئة بهالة تربوية كبيرة.. وقيمة عالية واهتمام على مستوى مجلس الإدارة والأقطاب الكبار بحكم أن النادي يعتبر أكثر من تذوق ثمار التجربة وحلاوتها وحصد فوائدها ولكن في هذه المرة لم يرتق الاهتمام للمستوى المطلوب من مجلس الإدارات المتعاقبة.. يتم تسجيل المواهب عشوائياً وبطرق لم يألفها النادي.. ولم يعد الاهتمام بالكشيفين المتابعين لأنشطة الروابطة والساحات لذلك استمر نشاط المراحل السنية في حالة تثاؤب مستمر. صعود وهبوط لم يستقر مجلس إدارة نادي المريخ على سياسة واحدة وواضحة تجاه المراحل السنية من حيث الاهتمام والدعم وتهيئة الميادين وغيرها من المعينات على الإبداع.. فتعرضت الفرق الثلاث (رديف. شباب، ناشئين) لاهتزازات عنيفة. تراوحت ما بين إفادات واستقالات ما بين الإداريين والفنيين وسلسلة من معاناة اللاعبين ونتيجة لذلك غادر عدد كبير من المواهب المتميزة للفرق الأخرى المنافسة ومنها مواهب كان ينتظر منها أن تسير على درب النجوم الكبار إبراهومة وخالد وجندي من العمالقة الذين تخرجوا من مدرسة الأشبال. هدف الأندية المنافسة في السنوات الثلاث الأخيرة كانت الفرق السنية للمريخ هدفاً للفرق المنافسة حيث غادر ثلاثة من شباب المريخ وانضموا للهلال وذهب مثلهم للخرطوم الوطني وآخرين لمريخ كوستي والشرطة القضارف وهلال كادوقلي وأهلي مروي وغيرها من الأندية، وقليل منهم ذهبوا في صفقات إعارة والأغلبية غادروا في صفقات مجانية أثارت الكثير من الانتقادات باعتبار أن المريخ له الفضل في رعاية وتأهيل هذه المواهب ويفترض أن يتعامل معها بمفاهيم استثمارية احترافية تتيح له الفائدة المادية والمعنوية بينهم الأندية أخرى عبر عقود تحفظ للنادي نسبة ونصيباً في حال بيع اللاعب لأي طرف آخر في المواسم التالية. حسين وأحمد نمر وشرف والصادق يعتبر حسين محمد الطرف الأيمن لفريق الشرطة القضارف من أميز نجوم شباب ورديف المريخ الذين غادروا النادي للفرق الأخرى، وساهم حسين في بناء أمجاد الشرطة حيث قاد الفريق للدوري الممتاز كأحد أبرز عناصره وحجز موقعه كأساسي في تشكيل المدرب القدير محمد الطيب وبات من أبرز العناصر المرشحة للانتقال للقمة.. ولكن بعض قيادات المريخ اكتشفت مؤخراً انه كان أحد نجوم فريق الشباب في النادي. أحمد نمر نجم الأهلي الخرطومي وأحد أبرز مواهبه الحالية أيضاً يعتبر من أجود منتجات المريخ من المواهب الكروية.. وكذلك مهاجم هلال كادوقلي الصادق المناقل والذي أثار استغراب الفنيين بهلال كادوقلي لموهبته العالية وأبدى عدد كبير من المراقبين أسفهم أن تتعرض مثل هذه المواهب للتجاهل بدلاً من أن تحظى بالاهتمام لتتربى في كنف نادي المريخ وتستفيد من الإمكانيات ومستوى الأجهزة الفنية وغزارة التجارب والمشاركات للتقدم والتطور. عمل متميز وصدارة مستحقة للشباب يتصدر فريق شباب المريخ دوري شباب الخرطوم برصيد 30 نقطة من 11 مباراة بمعدل عشر انتصارات وتعادلين والأهم من ذلك كله يقدم نماذج محترمة على كافة الأصعدة وبهدوء تام بعيداً عن الضوضاء والصراعات وذلك على مستوى الإدارة الفنية التي يقف على رأسها نجم المريخ الدولي الأنيق المدرب المقتدر محمد موسى المهندس. وقد أثبت كفاءة عالية في التعامل مع اللاعبين كجماعة وأفراد مقدماً أنموذجاً تربوياً مشرفاً في كل النواحي. وعلى المستوى الإداري يعتمد القطاع على نخبة من الخبرات الإدارية والشباب المؤمنين بقضية المراحل السنية وأهميتها بالنسبة للنادي القطاع يضم في عضويته القطب عصام طلب أحد أقدم العناصر العاملة في مجال إدارة الكرة في المريخ، بالإضافة إلى عمر حمد دياب وحافظ عوض وخالد تاج السر وأيمن الكناني ومحمد تاجوج وحسكو والمدير الإداري سر الختم أحمد، وتعمل المجموعة يتناغم تام ورغم الصعوبات الناتجة عن بدء قيادات النادي عن برامجه وعدم قدرة الفئات السنية على الحصول على ملاعب تستضيف أنشطتها، إلا أن المجموعة قد نجحت في انتزاع الاحترام والتقدير ليكون ذلك أفضل فترات شباب المريخ استقراراً وعطاءً بعد عودة النشاط مجدداً. الملعب الرديف يترقب العاملين في قطاع المراحل السنية إنهاء العمل في ملاعب النادي الرديف وتأهيلها تأهيلاً كاملاً حتى تستقر فيه تدريباته.. إذ أن إدارة الفريق تبذل جهداً خرافياً من أجل إيجاد ملاعب والتنقل ما بين ملعب القادة والأركان ومركز شباب أمدرمان لإجراء التدريبات الروتينية وفي ذلك تكاليف وأعباء مالية وبدنية ونفسية. أناقة المظهر والأداء فضلاً عن الأداء الجميل المتماسك الذي يقدمه أبناء محمد موسى على الملعب لفت شباب المريخ الأنظار بأناقة ظاهرة وتناسق ألوان أزيائه والانضباط العالي في الأداء والسلوك، الأمر الذي جعل الفريق محل إشادة المتابعين لدوري الشباب من رواد دار الرياضة وملعب رابطة امتداد ناصر للنشائين ومركز شباب أمدرمان وهي الملاعب التي تستضيف أنشطة الفريق من مباريات وتدريبات، من وجوه الانضباط الكثيرة التي يفرضها الجهازان الإداري والفني. قال محمد موسى أنه غير مسموح لأي لاعب حتى لو كان يخوض فترة للاختبار أن يشارك في التدريبات وهو يرتدي ألواناً غير الرسمية والمعروفة لنادي المريخ وهما الأحمر والأصفر. نجوم الشباب والرديف في الأندية الأخرى فرّط النادي في أميز عناصره وأغلاها وأعلاها موهبة فانتقلت إلى أندية أخرى منافسة مثل أحمد ميسي الذي انتقل للهلال ثم ذهب مبارك جياد وجراهام ونادر نحو الخرطوم الوطني حيث يشارك الأخير مع الفريق الأول كأحد أميز المواهب بينما انتقل الثلاثي الصادق كرتكيلا ولاعب الطرف الأيسر يسار طيفور والموهوب جيري الذي شارك مع الفريق الأول للمريخ في أكثر من لقاء في الدوري وكأس السودان وبعض الوديات ولفت الأنظار في صناعة اللعب. كذلك اتجه الحارس الموهوب شرف الدين هبيلا وزميله جهاد نحو أهلي مروي في الشمالية ليقودانه في الدوري التأهلي المؤهل للممتاز. الصادق المناقل يبدع في كادوقلي تساءل الكثيرون عن كيف لاعب بإمكانيات الصادق المناقل أن يعبر نادي المريخ دون أن يدير رؤوس الفنيين.. حيث أدهش هناك المدير الفني للأسود شرف الدين أحمد موسى ومجموعة من الفنيين بكادوقلي. وفي الجريف يقدم لاعب المحور مصعب فلاح مستويات مميزة تبشر ببزوغ نجم جديد في سماء الكرة السودانية في مقبل الأيام رفقة زميله لاعب الرديف الآخر بغدادي وقد حاز الأخير على أكثر من ثلاث جوائز نجومية مباريات مع الجريف هذا الموسم. غياب دوري الرديف وفقاً للتسلسل والتدرج المرسوم كان يفترض تصعيد نجوم شباب المريخ فيما بعد إلى فئة الرديف ولكن توقف دوري الرديف حال دون إكمال دورة الإبداع إذ يفضل أي لاعب موهوب أن ينتقل لدوري آخر يتميز بالحيوية حتى يستطيع أن يبرز مواهبه باللعب المستمر.. ولكن غياب دوري الرديف أو الفئة الأولمبية جعل الحديث منقوصاً عن المراحل السنية. أسامة عبد الجليل رئيساً في محاولة لتحريك القطاع وتقويته قرر مجلس الإدارة تعيين الإداري الشاب أسامة عبدالجليل الرئيس السابق لنادي الأمير وصاحب التجربة والخبرة المميزة مع الأنيق البحراوي ليكون رئيساً للقطاع وراعياً له.. وبذلك يكون القطاع بفرقه قد عبر من مرحلة إلى أخرى مع طموحات أكبر. تاج السر أحمد.. لدينا عناصر تستطيع الدفاع عن ألوان الفريق الأول المدير الإداري للشباب سر الختم أحمد قال أنهم يمرون بفترة استثنائية حقيقية وهنالك الكثير من الإيجابيات كما أن فريق الشباب يضم عناصر مميزة تستحق لنا أن نبشر الأنصار بمواهب قادرة على تمثيل الفريق الأول والدفاع عن ألوان المنتخب الأول في سنوات وجيزة. محمد موسى المهندس: مهمتنا تربوية في المقام الأول مدرب فريق الشباب ونجم المريخ أحد العلامات الفارقة في انتعاش تجربة فريقي الشباب والناشئين بالمريخ قال: إن مهمتهم تربوية في المقام الأول وتهدف إلى تأهيل لاعب متكامل يستطيع تقديم الأفضل في الملعب وخارجه وعن فريق الشباب الحالي قال محمد موسى: وضعنا استراتيجية جيدة تبدأ من تسجيل المواهب واختيارها من حيث الفئة العمرية وغيرها ووجدنا أنفسنا ملزمين بالواقعية لإنجاح تجربتنا وذلك من خلال تسجيل فئات ناشئة بفريق الشباب حتى تستثمر لأطول فترة ممكنة ويحصل على فرصة جيدة للتطور والاستمرار ووضعنا خطة محكمة في إدارة وسير العمل.. وفي البدايات كانت هنالك صعوبات في الناحية المالية ولكن بانضمام العناصر الجديدة بقيادة أسامة عبدالجليل أو عاصم حصلنا على وضع مثالي سيساعدنا كثيراً على تقديم ما هو أفضل. وعن قدرة مواهب فريق الشباب على المنافسة مع الفريق الأول قال محمد موسى أنه يملك عناصر مميزة ورفيعة المواهب وقادت على المنافسة مع الفريق الأول بجدارة واقتدار من خلال قدراتها ومواهبها الفطرية.. وأكد محمد موسى بأنه سيتولى التنسيق مع غارزيتو بعد أن طلب تصعيد عناصر شابة ونراهن على نجاح أكثر من سبعة لاعبين. ونادى محمد موسى بمزيد من الاهتمام والانتباه لوسائل حماية لاعبي الفريق من تغول الأندية الأخرى.