* انصرف عدد كبير من المريخاب وانشغلوا بالحديث حول موضوع المدرب غارزيتو وعرض الاتحاد الليبي ومفاوضة المريخ للفرنسي بواسطة الوالي وإمكانية مواصلته أو رحيله عن القلعة الحمراء * أولاً قبل الخوض بعيداً حول في هذا الملف نريد تثبيت جزئية مهمة نقتنع بها وهي أن عرض الإتحاد الليبي لا يعني (إلزام وإرغام) الوالي بضرورة الجلوس مع الفرنسي وتقديم عرض يعادل عرض الليبين أو قريباً منه وبالتالي حتمية أن يبقى غارزيتو مدرباً للمريخ وبأي طريقة * وبصورة أكثر وضوحاً عرض الاتحاد لا يعني أن يدفع الوالي ذات المبلغ حتى وإن كان عالياً ويفوق عرض المريخ السابق مرات ومرات لأن هناك رفقوات شاسعة بيننا والإخوة في ليبيا فالعرض المقدم لغارزيتو لا يدفعه رئيس النادي من جيبه الخاص وإنما توجد قدرات مالية مهولة للأندية الليبية والمدرب يتسلم راتبه من خزينة النادي * نرى أن المريخ ممثلاً في شخص الوالي يجب أن يفاوض غارزيتو في (حدود قدرات) المنطق والمعقول وليس التفاوض وفي البال عرض الإتحاد الليبي البالغ (35) ألف دولار في الشهر مقابل عرض المريخ البالغ (15) ألف دولار في الشهر والسبب أن غارزيتو لا يتسلم راتبه من خزينة المريخ وإنما من جيب الوالي وهذا يعني أن حديث البعض بضرورة بقاء الفرنسي يعني بصورة مباشرة إلزام الوالي بدفع ما يفوق عرض الليبيين أو ما يعادله وهذا يعني إرهاق رئيس المريخ مالياً ويمكن أم يقود ذلك للتفريط في رئيس المريخ الحالي لأنه هناك بنوداً أخرى مهمة وتنتظر الصرف عليها بالدولار مثل بقية الجهاز الفني والأجانب وغيرها من البنود. * ثمة جزئية مهمة يجب الانتباه لها وهي أن زيادة راتب ومقدم غارزيتو يعني تلقائياً زيادة راتب ومقدم مساعده إبنه أنطوني وهذا يعني مزيداً من الإرهاق المالي على الوالي * لو كان مساعد غارزيتو سودانياً كان يمكن للوالي زيادة العرض للفرنسي وزيادة راتبه إلى (20) ألف دولار مثلاً لأن المعاون المحلي لا يكلف الخزينة ربع ما يكلفه راتب أنطوني الحالي وهذا يعني توفير الأعباء المالية على الوالي أو مجلس المريخ المقبل حال غادر الوالي * نرى أن المنطق يقول يجب على الوالي تقديم ذات العرض القديم مع بعض التحسينات في الحوافز بدلاً من الإندفاع وتقديم عرض عالٍ بحجة أن العرض الليبي عالٍ جداً * حال تمسك غارزيتو بأن يُقدم له ذات العرض الليبي فيمكن إيقاف التفاوض فوراً والبحث عن بديل آخر لأن أي مجاراة للعرض الليبي تعني إستنزاف الوالي أو المجلس المقبل وهناك بنود أخرى تنتظر الصرف عليها وبالدولار كما ذكرنا * مطلوب منا عدم الوقوف في محطة غارزيتو والتسليم الكامل بأنها المحطة الأخيرة ويجب التعاقد معه بأي صورة لأن مثل هذه السلوكيات من شأنها إحداث ربكة إدارية وتصور التعاقد مع غير غارزيتو وكأنه فشل وخيبة وانتكاسة إدارية * لا توجد مقارنة بين القدرات المالية للأندية الليبية والسودانية فهناك توجد أرصدة بالدولار في خزائن الأندية وفي السودان توجد خزائن مثقلة بالديون الكبيرة مما يعني أن نتعامل مع الأمور بعقلانية ومنطق بعيداً عن العاطفة المؤذية * الاتحاد الليبي من الأندية التى تنتمي لدولة من الدول (البتردولادرية) وتجد دعماً كبيراً من حكوماتها ونحن في المريخ ما زلنا حتى اللحظة أن يفي والي الخرطوم الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين بوعده للأخ جمال الوالي قبل عام بدعمه مالياً عقب عودته لرئاسة المريخ * قد يعثر المريخ على مدرب يعمل بمقابل أقل بكثير مما يتقاضاه غارزيتو وبدون مساعد أجنبي وبمعاون محلي وبالتالي نضمن التوفير في ظل الإرتفاع المنفلت للدولار في السودان. * نتساءل : لو كان عرض الاتحاد الليبي يتضمن (40) ألف دولار في الشهر لغارزيتو هل هذا يعني أن يجلس معه الوالي ويفاوضه حول إمكانية البقاء ؟ * الخبر المنشور عبر الصحف بالأمس وتضمن أن الفرنسي وضع العرض الليبي سقفاً للتفاوض مع المريخ يعني عدم رغبته بصورة غير مباشرة في الإستمرار مع المريخ لأنه يعلم جيداً الفارق الكبير بين راتبه وراتب إبنه مع المريخ مقارنةً مع العرض الليبي. * ملاحظة نهديها لمن ظلوا يرددون نغمة أن الوالي لا يرغب في بقاء غارزيتو وهي أن جلوسه مع الفرنسي يدحض فرضية عدم رغبة الوالي في إستمرار الفرنسي. * شخصياً من أنصار استمرار غارزيتو لموسمين آخرين على الأقل ومن قبل كتبنا وجهة نظرنا حول هذا الموضوع ولكن حال تعارض استمرار الفرنسي مع منطق الحال والواقع في المريخ فلا مناص من البحث عن بديل. * ينزعج البعض من عدم العثور على مدرب آخر محلياً لقيادة المريخ حال فشل التفاوض مع غارزيتو وهذا الإنزعاج في غير محله فيمكن الحصول على مدرب وطني يقود المريخ مع الإستعانة بأجنبي يراقب الأوضاع الفنية لفترة بسيطة ومن ثم يتسلم قيادة الدفة الفنية. * فاروق جبرة مثلاً خيار جيد ومن قبل عمل في المريخ ويمتلك حلفية فنية كاملة عن الفريق والأقرب ويمكن الإستعانة به حال غادر الفرنسي * بالتأكيد نستبعد تماماً خيار الإستعانة بإبراهومة لأن وضعه في هلال الأبيض لا يسمح له بترك الفريق حالياً وهو مقبل على مباريات أفريقية مهمة على مستوى البطولة الكنفدرالية. * وبعد كل ما سردناه نتمنى نجاح الوالي في إقناع غارزيتو بالإستمرار بعيداً عن أي مغالاة أو إرهاق مالي.