□ يتعرّض اللاعب عند الإخفاق للكثير من النقد والسخط والتقريع ويجد نفسه أمام مواجهة الجماهير الغاضبة مما يتسبب في إرباكه وفقدانه للتركيز لأنه يؤدي داخل المستطيل الأخضر وفي باله غضبة الجماهير عند التمرير الخاطئ أو التمركز غير الجيّد أو الفشل في استثمار إحدى الفرص. □ الضغط المذكور يتعرّض له غالباً لاعبي الخط الخلفي (المدافعين وحراس المرمى) لأن الجماهير يمكن أن تتجاوز إهدار عدد من الفرص من قبل المهاجمين أو لاعبي الوسط ولكنها في المقابل لن تقبل بأي خطأ يكلّف فريقها هدفاً يصعّب المهمة أو يذلل الفارق. □ تلك الصفة تكثر في الأندية الجماهيرية وتعتبر سوءة لدى الأندية العربية تحديداً لأن ثقافة دعم وتشجيع اللاعب لحظة الإخفاق تعتبر مفقودة تماماً خلافاً لما يحدث في الأندية الأوروبية حيث تقوم الجماهير بالتصفيق للاعب المخطئ ودعمه بالهتافات وتشجيعه حتى يتجاوز مطب الخطأ. □ بعيداً عن تبخيس مجهود الفرقة الحمراء كمجموعة ومنظومة متكاملة نخص بالإشادة لاعبين تطوّر مستواهما خلال المباريات الأخيرة وشكلا صمام أمان للشباك الحمراء وباتا يشكلان عموداً أساسياً في جميع مباريات المريخ الأخيرة. □ نخصهما بتلك الإشادة لأن الأول عانى من (الموسرة) عقب تعاقد المريخ معه وهو المدافع الجسور (صلاح نمر) والثاني كان أسيراً لدكة البدلاء لحساب الأوغندي جمال سالم وهو الحارس (منجد النيل) الذي لم يكن يثق أحد في قدراته وبات الجميع يضع يده على قلبه عند غياب الحارس جمال سالم. □ صلاح نمر الفتى الأبنوسي شكّل ثنائية مميزة مع العاجي باسكال وشكلا سداً منيعاً أمام هجمات الخصوم لأن نمر تخلّص من أكبر عيوبه وهو بناء الهجمة من الخلف لأنه كان يعتمد اعتماداً كلياً على (الإرسال الطويل) وهي نقطة تجاوزها النمر بعد استلام المدرّب محمد موسى لزمام الأمور الفنية بالأحمر. □ شراسة نمر في التعامل مع المهاجمين كانت النقطة الإيجابية الأبرز في جودة أداء الخط الخلفي لأن صلاح لا يمنح المساحة والزمن للمهاجم لاستلام أو تمرير الكرة في وضعيه مريحة. □ كما أن واحدة من آفات الأحمر خلال الفترة الأخيرة هي قبول الأهداف من الكرات العرضية وتميّز نمر باستخلاص الكرات العالية وثباته في الخط الخلفي أعاد الهيبة للمنظومة الدفاعية التي كانت تعاني خلال الدورة الأولى. □ التميّز في الرأسيات لم يقتصر على حماية مرماه فقط بل استفاد منه المريخ أيضاً في الخطوط الأمامية لأن نمر أحرز (ثلاثة) أهداف في الممتاز حتى الآن بالضربات الرأسية. □ اعتمد المريخ في الدور الأول على ثنائية (كونلي وأمير) وكلاهما كان يخفق في فرض الرقابة الصارمة ويفشل في تشتيت الكرة بالرأس. □ نمر صبر وجبر وبات نمراً بحق في الخط الخلفي ويستحق الإشادة والتقدير على تطوّر مستواه وثباته وقوة شخصيته كمدافع رغم أنه تعرّض لحملة شعواء خلال الدور الأول. □ أما الحارس المميز (منجد النيل) فقد أراح المريخ من هاجس (دلال) جمال سالم وأثبت أن السودان زاخر بالمواهب فقط تحتاج للتدريب وتهيئة الأجواء وإتاحة الفرصة. □ سطرت مقالاً قبل ذلك عن (حراسة المرمى الحمراء) وقلت أن المريخ وصل نهائي الكونفدرالية (2007) بالحارس (بهاء الدين) وكان قاب قوسي أو أدنى من تكرار الوصول لنهائي نفس البطولة في العام (2008) بالحارس أكرم الهادي ووصل مجموعات الأبطال في (2009) بأكرم ومحمد كمال. □ وأخفق الأحمر في بلوغ نهائي كونفدرالية (2012) بحارس أجنبي (عصام الحضري) وكل هذه القراءة تدحّض ضرورة الاستعانة بحارس أجنبي لتحقيق البطولات. □ وتلك النتائج ليست بمحض الصدفة ولكن متى ما وجد الحارس الثقة اللازمة ومدرّب الحراس المقتدر فبالتأكيد سيكون ثباته حاضراً. □ منجد اختبر في الانفراد فأجاد وتوقيته في الكرات العرضية مميز جداً وبدايته للهجمة مثالية وتوجيهه لمدافعيه نموذجي رغم أنه حارس شاب ويلعب لأول مرة بنادي جماهيري كالمريخ. □ وراء كل حارس مميز مدرب حراس (مقتدر) وما صنعه (إحسان الشحات) مع حراس المريخ خلال الموسم الحالي سواء منجد أو عصام عبد الرحيم يستحق الإشادة ويضع مجلس المريخ أمام مهمة (تثبيت) الشحات وفرضه على الجهاز الفني القادم (إن وجد). □ حديثنا دوماً ندعمّه بلغة (الأرقام) حتى لا يكون مطلقاً على عواهنه ولغة الأرقام تقول أن المريخ لم يقبل خلال (ثماني مباريات) ببطولة الدوري خاضها في الدورة الثانية سوى (هدفين) فقط ومنجد النيل حافظ على نظافة شباكه لمدة (360 دقيقة حتى الآن) نتمنى أن ترتفع إلى (540) بإذن الله. □ ولغة الأرقام تقول أن شباك المريخ في الدورة الأولى (استقبلت) (تسع) أهداف وهو تحسّن يلفت الانتباه ويستحق الإشادة فالتحية للنجمين صلاح نمر ومنجد النيل. □ حاجة أخيرة كده :: المريخ يمتلك أقوى خط دفاع بالممتاز حتى الآن.