* خسارة المريخ (بثلاثية نظيفة) أمام أي خصم، مهما بلغ شأنه، تعتبر في العادة مفاجأة موجعة لدى محبيه، ما خلا مباراة الأمس، لأن الهزيمة فيها كانت متوقعة حتى لدى أكثر الصفوة تفاؤلاً وتجاهلاً للظروف الصعبة التي خاص فيها المريخ المباراة. * غياب أبرز الأساسيين عن توليفة الفريق في استهلالية موسم استثنائي، شهد أقصر فترة إعداد للفرق السودانية المشاركة إفريقياً في السنوات الأخيرة جعل الهزيمة أقرب للمريخ من النصر في أولى مبارياته القارية. * سيطرة الأسماء الجديدة على التوليفة جعل الخسارة متوقعة. * فشل المجلس في إدارة التسجيلات بالطريقة الصحيحة، وضم لاعبين غير مؤهلين بما يكفي للدفاع عن شعار المريخ، والتفريط في لاعبين مميزين كانوا موجودين في كشف الفريق، والفشل في التعاقد مع أجانب يحدثون الفارق، قلصت كلها معدل استفادة الزعيم من الإضافات الجديدة، وأضعفته أكثر ولعبت دوراً بارزاً في حدوث كارثة بوتسوانا! * حداثة عهد الجهاز الفني بالفريق والتلكؤ في تسميته في الوقت المناسب جعل الخسارة تبدو أقرب من النصر. * التفريط في محمد موسى الذي قاد الفريق في خواتيم الموسم المنصرم وأشرف على التسجيلات (بتصفية قبيحة للخلافات على حساب المصلحة العليا للفريق) جعل المريخ يبدو أضعف مما كان عليه في خواتيم الموسم السابق، وسهل مهمة خصمه في البطولة القارية. * التلكؤ في علاج المصابين برغم تكرار مناشداتنا للمجلس، وضغطنا عليه بعنف للتحرك بسرعة لتدارك أوضاعهم، وضعف إحساسه بقيمة الزمن أفقد المريخ أقوى وأفضل لاعبيه، وجعله أقرب للهزيمة من النصر. * بيع لاعب بقيمة السماني الصاوي سعياً لمداواة فلس المجلس وتوفير المال اللازم للتسيير، والتسبب في إيقاف بكري المدينة، والتلكؤ في تجديد عقد جمال سالم أفقد المريخ ثلاثة من أهم أعمدته الرئيسيّة في بوتسوانا، وجعله أقرب للهزيمة من النصر. * بدء الإعداد في وقت متأخر وإسناده لمدرب لياقة متطوع شكل بدعة لم تحدث في المريخ من قبل، وأضعف الفريق أكثر. * إقامة معسكر الإعداد في منزل للإيجار يفتقر إلى أبسط مقومات الراحة والتغذية الجيدة للاعبين يبذلون جهداً عالياً في مستهل فترة التحضير لموسم جديد أضعف التجهيزات، وصعّب مهمة لاعبين جدد فوجئوا بواقع أسوأ من الواقع الذي أتوا منه، وقلص قدراتهم على تقديم أفضل ما لديهم في أولى مبارياتهم الرسمية مع المريخ. * ظهرت ملامح الكارثة مبكراً في المباريات الإعدادية الثلاث التي خاضها المريخ قبل أن يطير إلى بوتسوانا بخسارتين أمام الاتحاد الليبي وديدابيت الاثيوبي وتعادل سلبي بأداء مخيب أمام التيحا. * فشل الفريق في تسجيل أي هدف في مباريات الإعداد الثلاث، وتلقت شباكه أربعة أهداف، ولم يقدم أي أداء يشبه المريخ أو يشي بقدرته على فعل شيء إيجابي في أولى غزواته الإفريقية، بعد أن افتقد كل مهاجميه المميزين وأبرز نجومه الأساسيين في كل الخطوط. * اتضح الهزال أكثر في المقدمة الهجومية بغياب بكري وميدو واحتجاب الأجنبي الوحيد الذي تم ضمه في فترة التسجيلات الأخيرة بسبب إصابة تم تجاهلها في الكشف الطبي الذي خضع له فوفانا قبل تسجيله للمريخ، وتفاقم وضعه بسبب تلكؤ المجلس لعلاجه بالخارج. * من يلومون مازدا لاعتماده على النعسان منفرداً في خط المقدمة عليهم أن يتذكروا أن ماردا لم يمتلك سواه، بعد أن فشل المضافون حديثاً لخط الهجوم في تقديم ما يقنع المدرب بقدرتهم على اللعب للمريخ، وتغيب فوفانا بسبب الإصابة! * حذرنا في هذه المساحة عدة مرات من سوء الطريقة التي يتعامل بها مجلس المريخ مع الفريق، وذكرنا أنه سيتسبب في دخول الأحمر للموسم الجديد منزوع الأنياب، ومجرداً من أفضل لاعبيه، وأن الأحمر سيلعب إفريقياً بفرقة تفتقر إلى الخبرة ومنقوصة من أبرز أساسييها، وسيعتمد على لاعبين جدد وآخرين عائدون من الإعارات، وأن غياب الأساسيين بسبب عدم الاهتمام بتجهيزهم سيتسبب في كوارث، وقد أسمعت إذ ناديت حياً! * المقدمات بررت النتيجة، وقلصت معدل المفاجأة، وغلظت الخسارة، وأضعفت الحظوظ، وجعلت المريخ قريباً من مغادرة دوري الأبطال من دوره التمهيدي. * عشرات العوامل تسببت في ظهور المريخ بمستوىً مزرٍ، وخروجه بنتيجة كارثية أمام خصم مغمور، لا يمتلك أي مقومات تجعله يهزم فريقاً بموزم المريخ وسمعته وقدراته بربع دستة نظيفة! * عوامل إدارية، يتحمل مسئوليتها مجلس هزيل، أضعف فريقه، بل تسبب في تشليعه وقدمه لقمة سائقة لخصم يفتقر للخبرة والسمعة والقدرات الفنية العالية. * لا نلوم مازدا مطلقاً، لأن من وقفوا خلفه صعبوا مهمته، وأجبروه على أن يؤدي المباراة بفريق يفتقر لكل مقومات التفوق. * لم يكن بمقدوره أن يفعل شيئاً يجنب به المريخ هول المصيبة التي حدثت له في بوتسوانا، بعد أن ترك أفضل لاعبيه وأهم أسلحته في الخرطوم بسبب فشل إداري غير مسبوق في تاريخ النادي الكبير. * المعطيات السيئة التي أحاطت بفرقة المريخ قبل مباراة الأمس جعلت رهاننا كله يستند إلى ضعف الخصم أكثر من قوة المريخ وخبرته في البطولات الإفريقية خلافاً للمعتاد، لكن ذلك الرهان ذهب أدراج الرياح، لأن الظروف القاهرة التي أحاطت بالأحمر أذهبت عنه كل عناصر التميز، وسهلت مهمة أصحاب الأرض، برغم تواضع قدراتهم وضعف خبراتهم في بطولات الكاف. * قياساً على ما شاهدناه في المباراة فقد أتت الهزيمة مخففة، لأن تاونشيب أهدر فرصاً سهلة كانت ستمكنه من زيادة الغلة، أمام خصم مفكك افتقر لكل عناصر التميز، وأدى المباراة مستسلماً لمصيره المحتوم، ولم يقو على تشكيل أي خطورة أو صناعة فرصة واحدة على مدار الشوطين! * الكارثة كبيرة لكنها ليست مفاجئة صادمة كالتي حدثت للمريخ أمام ريفرز النيجيري في الموسم المنصرم، لأن المريخ لعب وقتها مكتمل الصفوف، وبقيادة مدرب كبير، وجهاز فني مكتمل، وتجهيزات إدارية نوعية، وبعد معسكرين طويلين امتد أولهما شهراً كاملاً في تركيا، واستغرق ثانيهما ثلاثة أسابيع في الدوحة، وخاض فيهما المريخ ثماني مباريات إعدادية، قبل أن يؤدي مباراتين تحضيريتين أمام الاتحاد السكندري في بورتسودانوالخرطوم، ومباراتين في البطولة العربية أمام بطل جيبوتي، ومباراتين أمام بطل غينيا في تمهيدي دوري أبطال إفريقيا، فاز فيهما ذهاباً بهدف كليتشي، وإياباً برباعية نارية، بخلاف عدة مباريات في الدوري الممتاز. * وقتها تماسك المريخ بسرعة عندما سقط بنتيجة مماثلة أمام ريفرز النيجيري، وأفلح في التعويض بريمونتادا تاريخية أذهلت الخصوم قبل الأحباب، لأنه كان مكتمل الصفوف وعلى ذمة مجلس أدى ما عليه تجاه الفريق وهيأ له أفضل مقومات الإعداد، فهل يستطيع المريخ تكرار ذات الملحمة في لقاء الإياب مع تاونشيب البوتسواني بعد أسبوع واحد من الآن؟ * الأمنيات تذهب في ذات الاتجاه، والواقع يؤكد أن المهمة ستلامس سقف المستحيل، ما لم تتغير المعطيات الحالية. * لا الفريق نفس الفريق. * لا التحضيرات نفس التحضيرات. * لا المجلس ذات المجلس. * ولا المدرب نفس المدرب. * المصيبة تكمن في عدم توافر الوقت الكافي لتغيير المعطيات التي تسببت في كارثة الأمس. * الأيام القليلة التي تفصلنا عن لقاء الإياب لن تمكن المصابين من العودة لدعم الفريق وتحسين مردوده الفني وإعانته على تحقيق طفرة مماثلة للتي حدثت في مواجهة ريفرز النيجيري، ولا تغيير المجلس سيسهل مهمة الفريق لتحقيق ريمونتادا جديدة. * مع ذلك لا نملك إلا أن ندعو إلى الاجتهاد والتمسك بأهداب الأمل، وعدم الركون إلى اليأس، أملاً في تحقيق ريمونتادا جديدة، لا نرى في الأفق ما يعزز حدوثها، لكننا نترقبها ولو من باب جنون المستديرة. * خروج المريخ من الدور التمهيدي لدوري الأبطال سيشكل صدمة كبيرة، وكارثة مؤلمة سيدفع المريخ ثمنها غالياً وهو مثخن بالجراح، ومحاط بتعقيدات إدارية سيئة. * لذلك ندعو جميع الصفوة إلى الوحدة والترفع عن النزاعات والالتفاف حول الفريق إلى حين انتهاء الشوط الثاني للقاء تاونشيب، وبعدها لكل حادث حديث. آخر الحقائق * اتضح من مباراة الأمس أن المالي كيتا لا يمتلك ما يؤهله لارتداء شعار المريخ. * مدافع بطيء وضعيف الحركة والتفكير. * لولا مبادرة مازدا بإخراجه في مستهل الحصة الثانية لتضاعفت النتيجة. * حتى ضفر أدى مباراة في غاية السوء، واتضح أن غارزيتو كان محقاً في إبعاده المتواصل له عن خط المؤخرة. * الهدف الأول لتاونشيب فضيحة في حق قلبي الدفاع اللذين اكتفيا بالفرجة على المهاجم وهو يتقدم ليضع الكرة برأسه في مرمى منجد. * تكررت الفرجة على المهاجم في الهدف الثاني، حيث سمح له قلبا الدفاع بالتقدم للتسديد بكل ارتياح. * قلبا الدفاع من طراز مواتر الرئيس! * في الوسط أدى التكت أسوأ مبارياته مع المريخ، وعلى اليسار فتح البتسوانيون ممر حقار! * التاج يعقوب أفضل الجدد. * وكيتا أسوأهم. * لا نستطيع أن نلوم النعسان على عدم التسجيل لأنه لم يتوافر على أي فرصة تخوله بلوغ مرمى الخصوم. * لو امتلك مازدا غيره لما أشركه كرأس حربة وحيد. * مشاركة أحمد آدم بيبو في الوسط خصمت منه أكثر مما أضافت إليه. * قلة عدد اللاعبين الجاهزين قلصت خيارات مازدا ودفعته إلى توظيف بيبو على يسار الوسط. * ماذا يفعل مازدا لفريق سافر منقوصاً من أفضل نجومه؟ * هل بمقدورنا أن نلومه لأنه لبى نداء ناديه في أحرج الأوقات؟ * لو توافر على جمال سالم ورمضان عجب وأمير كمال وصلاح نمر وبكري المدينة والغربال ومحمد الرشيد وفوفانا ورفض إشراكهم أو أساء توظيفهم للمناه على الهزيمة وحملناه الكارثة. * لوموا مجلس الأفكار السوداء الذي قدم المريخ لقمة هنية للفرقة البتسوانية. * لوموا من باعوا السماني لمداواة الفلس بدولارات الإعارة. * لوموا من تسببوا في غياب العقرب بسبب عجزهم عن توفير ألف دولار له! * لوموا من ابتدروا عهدهم بتصفية الحسابات مع من سبقوهم منذ الشهر الأول. * لوموا من حشروا كل خمسة لاعبين في غرفة بمنزل إيجار أثناء فترة الإعداد. * لوموا من طردوا محمد موسى مكايدة له وللمريخ وأهدروا وقتاً طويلاً في انتظار سراب المدرب البرتغالي. * لوموا من فشلوا في إقامة المعسكر الخارجي. * لوموا من بدأوا المعسكر المحلي بمدرب لياقة متطوع! * لوموا من فشلوا في توفير المال الكافي للتسيير ولجأوا إلى الكسر والإعارة لتغطية عجزهم المادي. * لوموا من فشلوا في التسجيلات وأضعفوا بها الفريق وسجلوا لاعبين مغمورين اضطر مازدا لإبعادهم من بعثة بوتسوانا لضعف مستوياتهم. * ولو كان مازدا فاشلاً كما تزعمون فعليكم أن تلوموا من أتوا به لتدريب المريخ بعد شهرين من التلكؤ في انتظار نهاية مسرحية البرتغالي ألفارو السخيفة. * لا خيار أمام الصفوة سوى دعم الفريق والالتفاف حوله برغم سوء تدبير المجلس. * مجلس منهار ضرب الرقم القياسي في الفشل، عليه أن يبادر بالترجل بعد لقاء الإياب، بغض النظر عن النتيجة. * ما لم يفعل ذلك ويغور في ستين داهية فسيدفع المريخ الثمن بكوارث جديدة في المنافسات المحلية. * إذا استمروا في الكنكشة فلن نفاجأ بفقدان المريخ فرصة الترقي لدور الثمانية في الممتاز بنهاية الدورة الأولى. * هذا المجلس غير مؤهل لإدارة ناد بحجم المريخ. * لا خبرة لا تمرس لا مال لا انسجام لا قدرة على اتخاذ أي قرار في الوقت المناسب. * ولد مقطوع الرأس وأورد المريخ موارد الهلاك. * آخر خبر: مجلس الأفكار السوداء على مدرج الإقلاع.