الرياضة السودانية عامة وبصفة خاصة كرة القدم وخطورة كرة القدم انها بما لها من نفوذ جماهيري وسياسي ظلت تؤثر بسلبياتها على كافة الانشطة الرياضية حتى ان الدولة تصدر قوانينها ولوائحها التي تحكم كل الرياضات بعقلية كرة القدم رغم ان لكل رياضة اوضاعها الخاصة بل ولان هناك خط فاصل بين الرياضات الجماعية ورياضات الالعاب الفردية حتى تحكمها نفس العقلية التنظيمية فمن الخطأ ان تحكمها قوانين واحدة ومبنية على تجربة كرة القدم السالبة. ولعل الحديث عن كرة القدم له الاولوية حيث ان العلة فيه لاتقف على كرة القدم وحدها وانما تمتد اثارها السالبة على كل الانشطة ومعالجتها تعالج تلقائيا علل الكثير من الرياضات. مايقرب من سبعين عاما منذ عرفنا التنظيم الرياضي الذي يحكم كرة القدم ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم فان الرياضة السودانية لم تفلح في معالجة اي قصور في الرياضة بل تتسع دائرة العلل ولا تقل ولعل السبب الرئيسي في هذا الخلل عدم وجوج الجهة المختصة بمعالجة هذه العلل ليس لانه لا توجد جهة ولكن الجهة المعنية وممثلة في الدولة واجهزتها المسئولة عن الرياضة فانها نفسها مغيبة بل وواحدة من العلل بممارساتها التي اخفقت الدولة في علاجها . لهذا لكم هو غريب ان تعاني الرياضة عامة وكرة القدم خاصة هذا الكم الهائل من العلل ولا نلمس علة واحدة وضعت لها الحلول وحسمت لستين عاما مما غيب كرة القدم من الساحتين العربية والافريقية ولن اقول العالمية والعالم يشهد بعد بضعة ايام اكبر تظاهرة كروية والسودان بعيد عن مجرد الخيال بان يكون يوما في هذا الحدث الكبير الذي نالت شرفه الكثير من الدول الافريقية والعربية التي عرفت كرة القدم بعد عشرات السنين من السودان والمصيبة ليس هناك من هو معني بهذا الواقع المؤسف مما افشل السودان في ان يعالج اي من العلل التي تقعد بكرة القدم والرياضة عامة عن مسارها الصحيح فالنظام الرياضي عشوائي ولايزال منذ مولده ويعاني من الضعف الاداري خاصة في هذا الزمان الذي اصبحت الادارة من اهم عناصر النجاح ويعاني من العلل الفنية التي اصبحت مرتعا لغير المتخصصين فنيا وحتى المتخصصين فنيا شابت مواقفهم المصالح الشخصية والانانية مما غيب دورهم تماما كما يعاني من الانحراف الجماهيري حتى اصبح المشجع هو الاداري والمدرب اما الصحافة الرياضية فلقد احتلت موقعها بجدارة على راس العلل التي تعاني منها الرياضة. ولهذه الاسباب فان الكثير من الظواهرالسالبة في الرياضة والتي افرزتها هذه العلل لا تحظى باي اهتمام او تخضع لاي معالجات بل تزداد هذا الظواهر من حيث الكم والكيف لغياب من يملك التأهيل للتصدى لها ومعالجتها . لهذا من الطبيعي ان تفتقد انديتنا كل مقومات التطور فلسنا الا تمامة عدد افريقيا وعربيا حتى اصبحت الرياضة السودانية هرجا وفوضى محلية فاقدة لكل القيم ومركبا بلا قائد سابحة في محيط بلا رئيس يحدد وجهتها ويعرف كيف يقودها للبر الذي تهدف الوصول اليه ومع ان المجال لايسع الحديث عن كل الظواهر السالبة في هذا المنشط الجماهيري الا انني اشير لبعض جوانبها على سبيل المثال. فكم من المليارات اهدرت في ربع القرن الاخير وما هو مردود هذه المليارات وما هي مصادرها وما هي مصادرها وما هو المقابل لذلك وكم عدد المحترفين الاجانب الذين استجلبتهم الاندية خلال هذه الفترة ومن منهم اضاف للكرة السودانية او حقق لها مكاسب فنية او عوضهم ماليا. وكم من لاعب وطني او اجنبي انضم لنادي بمئات الملايين وغادره مشطوبا خلال فترة وجيزة وقبل انتهاء عقده ثم عاد اليه بمبالغ مضاعفة وكم من مدرب فعل ذات الشئ ذهابا واياب لنفس الاندية وفي كل مرة يتضاعف المال ويبقى المردود على ما هو عليه. وكم نادي عانى ويعاني من عدم استقراره اداريا حيث يغرق في الصراعات الشخصية بعيداعن المصلحة العليا للاندية وكم وكم من ظواهر افرزها هذا الواقع المؤسف خلاصة القول لابد ان نعترف بان الرياضة السودانية وبصفة خاصة كرة القدم بحاجة لمركز دراسات رياضية من متخصصين مؤهلين ومتجردين بعيدا عن الصراعات الهامشية والمصلحية ليعيدوا قراءة خارطة الرياضة السودانية وبصفة خاصة كرة القدم حتى تخضع كل هذه الاخفاقات للدراسة العلمية ووضع الأسس لمعالجتها ولكن يبقى بعد ذلك ان تلد حواء التي لم تعرف السودان بعد حتى تنجب مسئولين يعيدون صياغة هذا الواقع على ضوء الدراسات العلمية التي يقوم بها متخصصون اعتقد انكم تتفقون معي بان التشاؤم صاحب الموقف لاننا نفتقد التأهيل للتصدي لهذه القضايا يلا بلا لمة اعيدونا للدافوري ما دامت عقليتنا محلية وليس لنا طموحات خارجية فعلى الاقل الدافوري سيعيد لنا القيم الاخلاقية التي كانت تحكم الملعب دون اداريين او حكام او مسئولين ودون صحاقة رياضية