□ إنها تحترم من يحترمها وتقدّر من يقدّرها ويعمل لأجل تحقيق النجاح مستغلاً جميع العوامل المتاحة وهكذا هي كرة القدم التي ما عادت تعترف بأي شيء سوى (العزيمة والإصرار والعطاء) لتحقيق النتائج الإيجابية وبالتأكيد فإن التخطيط الإستراتيجي يعتبر طرفاً أصيلاً لأي تقدّم في شتى مناحي الحياة. □ بالعزيمة والإصرار أقصت الإورجواي البرتغال وبفقه الاجتهاد وعدم اليأس والمنظومة الجماعية تأهّلت السويد لملحق المونديال عبر بوابة (هولندا) وأقصت (إيطاليا) في الملحق، وبالسعي لإثبات الذات أنهت كوريا الجنوبية آمال الألمان رغم أنها كانت قد غادرت مسبقاً. □ وروسيا التي كانت أفضل إنجازاتها في كأس العالم هو المركز الثالث وفوز يتيم في كل مونديال توقظ الماتادور من حلمه القاضي بتكرار إنجاز مونديال (2010). □ لم يكن العالم يعرف عن اليابان شيئاً سوى سياراتها المميزة أو ساعات الكاسيو الشهيرة أو الأدوات الكهربائية ومن بعدها جاءت الحواسيب والأجهزة الإلكترونية والدستور الحاكم لأي سلعة ويكون حكمه نهائياً ونافذاً هو تلك الديباجة (made in japan) المدونة عليها. □ اليابانيون وضعوا خطتهم الاستراتيجية للتفوق الكروي منذ العام (1993) عندما تم تأسيس ما يسمى بهيئة رابطة دوري المحترفين الياباني ووضعوا شروط مهمة للنهوض بالكرة اليابانية في مقدمتها تحديد مستوى المؤهّل التدريبي للمدربين ووضع سقف للتعاقدات المحلية وعدم تحديد أي سقف لتعاقدات المحترفين. □ أضف إلى ذلك الاستفادة من الكرة البرازيليلة في نهضة الكرة اليابانية سواء كان ذلك بابتعاث لاعبين يابانيين إلى البرازيل وهم في مهدهم الكروي أو استقطاب النجوم البرازيليين للعب في الدوري الياباني لإنعاش كرتها والإسهام في تطويرها. □ دونجا لعب في اليابان خلال الفترة من (1995 وحتى 1998)، وكاريكا من (1993 وحتى 1996)، كما لعب عدد من اللاعبين الذين كانوا بتشكيلة المنتخب البرازيلي الذي فاز بكأس العالم (1994) في الدوري الياباني. □ منهم جورجينيو وبيبيتو وليوناردو (فريق كاشيما) واللاعب ميوريرو (فريق كاشيوا)، واللاعب زينهو (يوكوهاما) وجليمار رينالدي مع (سيريزو اوساكا) ومولر مع (هيتاشي) وعدد من اللاعبين الآخرين. □ وقبلهم النجم الكبير (زيكو) الذي لعب مع فريق (كاشيما) خلال الفترة من (1991 إلى 1994) ثم تولى تدريب المنتخب الياباني خلال الفترة من (2002 وحتى 2006) ليكون أحد أدوات تطوير كرة القدم اليابانية أيضاً. □ إيرادات الدوري الياباني في العام المنصرم (2017) بلغت (240) مليون دولار ليس هذا فحسب بل إن رابطة الدوري الياباني أبرمت اتفاقية استراتيجية للتعاون مع رابطة الدوري الإسباني لتعزيز العلاقات بين أندية البلدين. □ اليابان ككرة قدم وتاريخها مع كأس العالم بدأ في العام (1998) خلال النسخة التي استضافتها فرنسا ولم يغب الساموراي منذ ذلك الوقت عن بطولات كأس العالم ليثبّت في المقام الأول مفهوم كاريزما المشاركة وعدم الغياب ومن ثم يسعى لتحقيق النتائج الإيجابية. □ على صعيد القارّة أيضاً بسط المنتخب الياباني سيطرته الفعلية على بطولات آسيا للأمم في مطلع القرن الجديد فبعد نيله لبطولة (1992) كثاني مشاركة له توج ببطولة (2000 – 2004 – 2011). □ ما قدّمه الساموراي أمام بلجيكا يستحق الإشادة والتقدير بعد أن منحنا كرة قدم سريعة ودقة في التمرير ومجاراة الشياطين الحمر وفقاً لإمكانياتهم المهولة، يستحق الإشادة لجرأته الكبيرة وهو يتقدم بغالبية لاعبيه في آخر هجمة لخطف المباراة ولكن براعة البلجيك في الهجمة المرتدة كانت أنجع وشكّلت قاصمة الظهر للساموراي المقاتل. □ كرة قدم راقية جداً سرعة ودهاء ضغط على الخصم جعلنا نتمنى تأهل الساموراي وفي ذات التوقيت نريد عبور بلجيكا لأننا نطمح لمشاهدة (مطحنة) بين السامبا والشياطين الحمر في سهرة الجمعة لأنه المونديال الذي لا يقبل سوى بالمعارك النارية عند الخواتيم إرضاءً لشغف شعب كرة القدم المليوني. □ تأهّل اليابان لم يأت بمحض الصدف لأنها تفوقت على (العكاليت) كولومبيا بهدفين لهدف ومن وجهة نظري أن تلك النقاط مهدت الطريق للساموراي للعبور للدور ثمن النهائي بصرف النظر عن الحديث عن (الحظ) كون الفصل بينه وبين المنتخب السنغالي لتحديد المركز الثاني بالمجموعة جاء عن طريق (اللعب النظيف). □ حيث تأهّلت اليابان لأنها حصلت على (أربع) بطاقات فقط بينما نالت السنغال (ست) بطاقات. □ قائمة المنتخب الياباني المكونة من (23) لاعباً حوت (8) لاعبين يلعبون بالدوري الياباني و (7) لاعبين بالدوري الألماني، وإثنين محترفين بإسبانيا واثنين من فرنسا وإثنين من إنجلترا ولاعب محترف بالمكسيك ولاعب محترف بتركيا. □ من طلب العلا سهر الليالي ومن يسعى للتطوّر عليه أن يضع هدفه الاستراتيجي أولاً ومن ثم يبحث عن الإنجازات التي لم ولن تتحقق عن طريق الصدف والأمنيات. □ رحيق رياضي :: متى يا إنجلترا؟