* تعرض الأخ الحبيب محمد جعفر قريش الأمين العام لنادي المريخ العظيم، إلى اعتداء غاشم وقبيح من شخص نشك بقوة في أنه ينتمي لنادي الصفوة المصطفاة. * متى كانت الرؤى تتطابق وتتناغم في العمل العام، ومتى كانت البشرية على فكر رجل واحد، ومتى كان التحضر والتأنق يقوم على البلطجة والعنكبة حتى يقوم هذا النبت الأشتر بفعلته التتي فعل بلا وازع من دين أو تأنيب من ضمير؟ * متى كان الحب يتجزأ، فكيف لعاشق ناد كبير وعظيم مثل المريخ ترضى يده لتلطم أو تقبل أن تؤذي جسدًا خرج لخدمة الكيان ذو المقام الرفيع، مثل الأخ محمد جعفر قريش؟ * الرأي عندي هو أن الشخص الذي تعرض لقريش بالأمس، لا يمكن أن يكون مشبعًا بحب المريخ ولا يفقه تاريخ النادي التليد، وهو بفعله الكريه ذاك لا يستحق أن يتتشرف بتشجيع نادي الصفوة المنضبطة. * تعاقب على المريخ آلاف الإداريين منهم الناجح ومنهم الفاشل، وواجهت معظم المجالس التي تعاقبت على النادي الأحمر معارضات قوية وشرسة تصل حد المقاطعات والتلاسنات وفي بعض المرات تصل التتشابك بالأيدي، ولكن لم نسمع أن مشجعًا تجرأ ومد يده على أي عضو يوافقه الرأي أو يخالفه أبدًا أبدًا. * نشهد لمحمد جعفر قريش أنه رجل مؤدب ومهذب لا يتلفظ بذاءة ، ولا يقول سبًا ولا نعلم له شرًا ، فما يحدث من تباين في الأفكار والرؤى هو أمر مألوف بل ومطلوب وليس به ما يعيب الرجل أو يكون سببًا لمثلما تعرض له من اعتداء مرفوض ومذموم. * هذا الشخص الذي لوث جسد قريش الأحمر بيده المتسخة، يجب أن يجد جزاءه الرادع حتى يكون عظة وأدبًا لغيره، ممن تحدثه نفسه بمثل ما قام به هذا المعتوه فكريًا وتصرفًا. * فاجأ الاتحاد العام كعادته الأندية السودانية بقرار لم يكن متوقعًا ، وهو منع مشاركة أكثر من لاعبين أجنبيين، واثنين مجنسين، في مباراة واحدة على المستوى المحلي. * غرابة القرار تتمثل فقط في توقيته ، لأن الاتحاد كان قد قرر قبلاً بأن يضم النادي ثلاثة أجانب فقط ، ولم يحدد بتاتًا عدد المجنسين، والتجنيس أتى أصلًا التفافًا وتحايلًا لقرار الثلاثة أجانب بالكشف. * إن القرار يصب في مصلحة الكرة السودانية، من ناحية فنية، لأنه يعطي مساحة ومجالًا للاعب المحلي، كما أن الأجانب لم يقدموا الإضافة ولم يأت من هو أفضل من المحلي. * لكن الخطأ الذي ارتكبه الاتحاد بقيادة دكتور كمال شداد يكمن في أنهم أخروا هذا القرار كثيرًا، ولو أنهم أعلنوا هذا الرأي قبلًا، لعملت الأندية ألف حساب في تعاقداتها مع اللاعبين الأجانب بكل تأكيد ويقين. * صحيح أن مستوى اللاعبين الأجانب وحده جعلهم لا يتخطون الاثنين أو واحد في كل مباراة، ولكن هذا شأن يخص الأجهزة الفنية وظروف المباريات، وهو يختلف تمامًا عن القرار الملزم للكافة ، بل يصبح قانونًا واجب التنفيذ حتى وإن كان الأجنبي أو المجنس في مستوى سادو ماني ، أو كان الفريق في أمس الحاجة له في الوظيفة المعنية. * مما تقدم نرى أنه كان يتوجب على الاتحاد العام أن يؤجل تطبيق هذا القرار لينفذ الموسم القادم، لأن هذا الموسم قصير جدًا، وهو قائم لتعديل أوضاع الخارطة التنافسية ومواكبتها مع التنافس الدولي، فما كان سيضير الاتحاد إن بدأ تنفيذ هذا القرار الموسم القادم. * الضرر البائن في هذا الشأن يتمثل في أن اللاعب الأجنبي الذي لا يجد فرصة اللعب في التنافس المحلي، لن يكون على ما يرام في التنافس الخارجي بلا شك أو جدل. * مع مراعاة أن اللاعبين الأجانب في كشوفات الأندية يتوزعون على ثلاثة وظائف متباينة، لأنهم أصلًا انتدبوا لسد الفراغ الذي خلفته الحاجة الفنية الماسة، بعد أن تعذر سدها من العناصر المحلية، فلأجل كل هذا لن يكون في مقدور الجهاز الفني الاستغناء عن أي أجنبي أو مجنس وبخاصة في التنافس الخارجي. * خلاصة القول هو، أننا نطلب من الدكتور كمال حامد شداد أن يؤجل تنفيذ هذا القرار للموسم القادم، حتى توفق الأندية أوضاعها، بالاستفادة من العناصر التي دفعت فيهم مبالغ كبير، رغم هذه الظروف الاقتصادية الحرجة. * لأنه لا يعقل أن يدفع النادي بالدولار الحار للاعب عاطل، يكتفي فقط بالتدريبات والفسحة على شارع البحر، بلا فائدة مقابل تلك الدولارات. * لو كان هذا القرار معلومًا للأندية كانت تجنبت ضغوط الجماهير والإعلام لأن معظم مجالس الإدارات عندنا يلجؤون للتعاقدات الأجنبية لخاطر الإعلام والجمهور، وليس للجانب الفني فيه نصيبًا واضحًا، الأمر الذي جعل أنديتنا تتعرض للشكاوى من كل من هب ودب، حتى تهددت أنديتنا الكبيرة صاحبة الاسم والرسم لفقدان مراكزها التي ظلت عاكفة عليها منذ التأسيس. ذهبيات * الاعتداء على قريش هو اعتداء على كل كيان المريخ . * يجب أن يكون هذا الفعل محفزًا لقريش ليواصل عمله حتى نهاية المدة. * كل كوادر المريخ هربوا من العمل، فلماذا لا يجد من يتقدم التعامل اللائق؟ * بهذه الكيفية لن يجد المريخ من يخدمه مستقبلًا. * سومانا هو الأجنبي الوحيد بالفريق الأحمر، وهو أحنبي ناجح ومالي وظيفته. * بعد قرار الاتحاد هذا على النادي الأحمر أن يختار أحد البرازيليين ليكون الأجنبي الثاني بالكشف والثاني داخل الملعب. * الهلال هو النادي الأكثر تضررًا من هذا القرار، لأنه استقدم ثلاثة أجانب. * ليس هناك عدداً كبيرًا من المجنسين بالقمة، ولن تكون هناك مشكلة في العدد المسموح به. * التجنيس قائم أصلًا على الاحتيال، وبعد منعه ستخلو الكشوفات من المجنسين قريبًا. * ماكسيم وجمال سالم كانا من أهم المجنسين بناديي القمة، ولكنهما مع ذلك صارا يجلسان احتياطيًا للحراس الوطنيين. * الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح، نتأسف بشدة لما حدث لقريش، ونقول تبًا لهذه اليد المارقة. *