* ما بين أبريل 85 وأبريل 2019 وما بين 6 أبريل 2019 و11 أبريل 2019 وقف العالم مشدوهاً. * يحكي لبعضه عن أروع قصة تلاحم لأروع شعوب العالم؛ السودان. * ما بين 19 ديسمبر و6 أبريل كان المانشيت العريض والأبرز هو الصمود الحقيقي لكل قطاعات الوطن ضد الحكم البغيض حتى رفع الراية البيضاء. * اعتصام الشعب الحُر لم تزعزعه طلقات الرصاص أو محاولات جهاز الأمن فكان السقوط المريع لأطول مدة حكم في السودان. * قال أبو القاسم الشابي من لم يرد صعود الجبال يعيش أبد الدهر بين الحفر. * فكان الشعب السوداني على قدر كلمات الشابي صعد الجبال وترك الآخرين بين الحُفر وقال كبيرهم: عندما تدق الموسيقى كل الفئران تدخل جحورها وصدق هذه المرة، فهم من دخلوا جحورهم إلا أن البرهان أخرجهم منها من أجل تقديمهم للمحاكمة العادلة العاجلة على كل ما اقترفوه في حق هذا الشعب العظيم. * عفواً، الحصة وطن. صدى ثان * الحمد لله الذي أمد في أيامنا وحضرنا ثورة أبريل 85 ونحن صغار. * وها نحن اليوم شهود عيان لثورة أبريل 2019. * وسنحكي لأبنائنا ونروي لكل الأجيال أن لكل ظالم نهاية وكل طاغية يأخذ دوره ثم ينتظر قرار الشعب. * لم يتعظوا من صدام والقذافي وبن علي ومبارك. * بل لم يلتفتوا إلى بوتفليقة وثورة الجزائريين بلد المليون شديد. * خدعوا أنفسهم بالحديث الذي أطلقه نافع بأنهم سيحكمون البلاد مائة عام والزارعنا يجي يقلعنا والمسيرة المليونية يومين وتنتهي ونحن على سُدة الحكم. * أين نافع اليوم؟
صدى ثالث * الشعب السوداني قدم درساً لكل شعوب العالم. * اعتصام وعصيان مدني وتلاحم والتفاف حتى الاستجابة لكل المطالب. * أبناء الشعب السوداني الأوفياء قدموا كل الخدمات للمعتصمين طيلة مدة الاعتصام. * ابنعوف العقل المدبر لتكوين الجنجويد فكيف يستقيم عقلاً رئاسة السودان. * من البشير إلى ابنعوف، من كي إلى كي. * سيشهد التاريخ في موسوعة جينيس أن أقصر مدة حكم هي يوم واحد لابنعوف وبعدها أعلن التنحي. * وسنقرأ في سطور التاريخ بأن الشعب السوداني تفوق على الجزائري بالضغط والاعتصام والنتيجة تنحي الرئيس البشير ثم ابنعوف بينما لا يزال الشعب الجزائري بانتظار تنحي الرئيس الجديد. آخر الأصداء * ما بين إعلان تنحي البشير في البيان الأول وإعلان تنحي ابنعوف في البيان الثاني أعظم لحظات عايشها الشعب السوداني. * خرجوا للشوارع معبرين عن ذاتهم وأحقيتهم بنظام حكم يلبي طموحاتهم. * إرادة الشعب كانت أكبر من صدور إعلان رئاسة ابنعوف وتحطيم استمرار المؤتمر الوطني. * الشعب السوداني هو الذي يتحكم في مصيره وكل من يجلس على كرسي الرئاسة عليه أن يتذكر درس أبريل 2019. * إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر، ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر. * في النهاية لا يصح إلا الصحيح مهما اشتد سواد الظلام يعقبه فجر صادق ومهما طال الزمن أو قصر فإن العدالة تأخذ مجراها. * ختاماً يأتي الكل للقلب وتبقى أنت من دونهم يا سوداننا كل الكل في القلب.