ليس بالامكان خير مما كان ولا ليلة سعدنا بها طربنا.. رقصنا وهللنا مثل ليلة السبت 2فبراير 2012 التي سال فيها الذهب من شعر كرتنا السودانية والذي تهدل على أكتافها ألقاً وجمالاً وتموجاً وليته كان حاضراً معنا شاعرنا الهلالي الجميل الرقيق أبو آمنة حامد في استاد الهلال الجميل وقتها ليصوغ قصيدة في منتخبنا الوطني أروع كلمات وأعذب لحناً تتوارى منها خجلاً رائعته (سال من شعرها الذهب) التي تغنى بها الرائع صلاح بن البادية.. رحم الله شاعرنا الرقيق أبو آمنة حامد وأطال الله في عمر فناننا الكبير صلاح بن البادية.. كذب المنجمون ولو صدقوا وخاب المثبطون وإن تيقنوا من محاولاتهم التشكيك في قدراتنا وفشل فشلاً ذريعاً المتفائلون باسكاتنا.. فقد انبرى فتياننا الأشاوس بعزيمة لا تفتر وعرق يقطر يقلبون الطاولة في وجه كل من تطاول عليهم.. استهون أمرهم واستسهل صيدهم ناسياً إن صقور الجديان تصيد ولا تُصاد ولا يخيفها أحد فكانت المفاجأة والفجيعة لجاماً ألجم غرورهم وحاجزاً منع ظهورهم وتبختر الأبطال في مقبرة الأبطال يصولون ويجولون ومن حولهم حناجر تهتف وطبول تقرع وأعلام تلوح.. مظهر من أروع مظاهر الوطنية تجسدت فيه رغبة الجميع على تحقيق نصر كروي يعيد كرامتنا ويسترد سيادتنا ويؤكد أحقيتنا في زعامة أُخذت منا على غرة وسُلبت منا في غفلة وهل هناك أقسى من أن يكتب على جدار مملكتنا الكروية عبارة (هنا كانت كرة)؟ هكذا كان الشعور الذي غلب على الجميع والاحساس الذي تمكن من الكل.. وما خيّب أحد ظن الآخر فيه ونجح مازدا وصنع منتخباً وطنياً سودانياً يسعى بقوة كاشفاً صدره لرصاصات نحاسية أضحت بلا مفعول أو تأثير (فشنك) كانت ترتد من صدره القوي العريض لتصيب اثنان منها من أطلقها في مقتل.. لعب أبناؤنا برجولة ومسئولية وثقة أفردت لهم الغلبة وحققت لهم التفوق وقد أحاطهم الجمهور بمساندة ومؤازرة أشعلت حماسهم وأوقدت غيرتهم وأتوا بمالم يسر الزامبي فهزموه وسلبوه لقباً كان إلى ما قبل المباراة يشتق ويتفاخر به في كبرياء وغطرسة.. شكراً أبطالنا صقور الجديان فقد كنتم عند حسن الظن بكم أسود تلتهم ضباع.. شكراً مازدا ما خاب ظن فيك أو ضاع.. شكراً جمهورنا الواعي الراقي الفهيم فقد كنتم خير سند واتباع يا صاح إن جدت يوماً بقريحتك لا تنسنا بالله شيد بكرامة وبعزة وبقوة فينا لا تحيد اسناكس * ولسه ماشين والله ماشين