تاج محل الرياضية * ضريح (تاج محل) بالهند يعتبر أحد التحف المعمارية ذائعة الصيت بالعالم بل مازالت تمثّل ألقاً معمارياً رغم أن عمرها تجاوز الثلاثة قرون ونصف ويزيد. * الضريح المذكور شيّده الامبراطور المغولي (شاه جاهان) في العام 1653 كتكريم لذكرى زوجته الراحلة (ممتاز محل) التي دفنت به، ويُقال أن أعمال البناء شارك بها أكثر من (22) ألفاً من العمال والمهندسين واستند التصميم الأساسي على (الرخام الأبيض النقي) وأكثر من أربعين نوعاً من الأحجار الكريمة تم جلبها من عدة دول. * تاج محل تم تصنيفه من قبل (اليونسكو) في العام 1983 بأنه (درة الفن الاسلامى فى الهند و من اجمل نماذج التراث العالمى الفنى). * المهم، التحفة الهندية المعمارية بدأ العمل بها في عام (1632) وتم الإنتهاء منها في عام (1653) أي حوالي (21) عاماً بالتمام والكمال تخللتها أعمال معمارية دقيقة وحساسة ولكنها في نهاية المطاف (أُنجزت) وبان حجم العمل والمجهود الذي كان متواصلاً لعقدين وعام من الزمان. * تاج محل السوداني (صبّة خرصانية) تقبع بجوار حي الأزهري الذي تعتبر معظم منازله نتاج طبيعي للتجاوزات التي تمت في المساحة التي صدقتها اللجنة المركزية للتخطيط العمراني في جلستها رقم (2) بتاريخ العاشر من مارس من العام 1991 وفقاً للقرار الجمهوري رقم (45) والقاضي بتحويل احدى المساحات الزراعية وتخصيصها لإنشاء مدينة السودان الرياضية. * أمس الأول طالعت تصريحات وزير الشباب والرياضة السوداني (عبد الحفيظ الصادق) والتي ذكر فيها بأنه تم تخصيص مبلغ 20 مليون جنيه من موازنة 2015 لإنشاء المدينة الرياضية، منوّهاً على إكمال الأعمال في غضون (18) شهراً حال انسياب التدفق المالي بصورة منتظمة ! * المدينة الرياضية باتت أشبه بقصّة المغترب السوداني الذي كان يرسل الأموال لتشييد منزله بالسودان وكلما هاتف من أوكل إليه مهام البناء كان يخبره بأنهم وصلوا (البيم) حتى سئم أخونا المغترب وقال (اعرشوا) على كده. * مدينة السودان الرياضية ما هى إلا محض هياكل خرصانية لأكثر من (ربع قرن) من الزمان في كنف نفس الحكومة التي صادقت على قرار التشييد في العام 1991 (رسمياً) وهذا في حد ذاته يدين (كل) القائمين على أمر التشييد وجميع (وزراء الرياضة) السابقين دون استثناء لأن هذا الملف كان يتذيّل أجندة جميع المتعاقبين على كرسي وزارة الشباب والرياضة ولا يجد الاهتمام الفاعل. * حديث الوزير عبد الحفيظ الصادق يعتبر امتداد جديد لتصريحات سابقة بأن اكمال المدينة الرياضية سيتم خلال 18 شهراً وأن هناك مبلغ مالي من موازنة 2015 لأجل إكمال مراحل التشييد لأن تلك الهياكل الخرصانية لم تعرف طعم الكسوة حتى في ظل تكوين عدة (لجان) على مستوى دستوري عالي ورجال أعمال بإمكانيات مهولة. * إذا كان المسبح الأولمبي فقط الذي بدأت أعمال تشييده في العام (2008) سينتهي في خواتيم العام 2015 أي سبع سنوات بالتمام والكمال لإنشاء (مسبح أولمبي) وهى فترة زمنية تكفي لإنشاء مدينتين رياضيتين بجميع مرافقهما. * أما مضمار ألعاب القوى فحدّث ولا حرج إذ أن عمره الافتراضي انقضى قبل إكماله مما يستوجب تغيير الطبقة الترسانية من جديد ولا ندري كم ستستغرق هذه العملية إذا كانت الهياكل الخرصانية فقط (لتاج محل السوداني) مازالت قيد التشديد لأكثر من 25 عام. * تعاقب على مقعد وزارة الشباب والرياضة منذ قرار تشييد المدينة الرياضي حوالي (8) وزراء تقريباً وكان أولّهم اللواء ابراهيم نايل ايدام وآخرهم الأستاذ عبد الحفيظ الصادق والمدينة الرياضية محلك سر. * حاجة أخيرة كده :: اعرشوا على كده.