* كتبت صبيحة ملحمة العبور أنها (مباراة لاعبين في المقام الأول) وقلت أن جميع الإستراتيجيات والتجهيزات والتبديلات لن تثمر (مالم) يضع فتية المريخ الأشاوس انكسارنا وخذلاننا السابق نصب أعينهم ويقدموا (90) دقيقة تاريخية تسعد الأنصار وتسقط عزّام عنوة واقتدار. * اسمحوا لي اليوم أن أمارس شيئاً من (الترف) في الإشادة بفتية المريخ الأشاوس الذين برهنوا أن بمقدورهم تحقيق (المحال) ونيل (المنال) متى ما كانوا في قمة الجاهزية النفسية والبدنية ومتى ما أحسوا بالمسؤولية المتعاظمة الملقاة على عاتقهم. * فضّلت عدم الكتابة صبيحة اليوم التالي للإنتصار الناري ريثما أشاهد ماذا قدّم مقاتلو المريخ خلال ملحمة عزّام التنزاني عبر التسجيل الذي قدمته قناة النيل الأزرق مشكورة ورغم أن التوقيت كان يقود لسهر أكيد إلا أن المشهد كان يستحق المتابعة حتى وان امتد الأمر لصبيحة اليوم التالي. * تسعون دقيقة سطّرت فيها الجماهير الحمراء التي ملأت أرجاء جنبات القلعة الحمراء عن بكرة أبيها أقوى ملحمة تشجيعية وأميز دعم للاعبيها خلال السنوات الأخيرة لأن الشاهد الرئيسي من تلك الحشود هو (التشجيع) رغم الدخول لآخر خمس دقائق من زمن المباراة. * تسعون دقيقة حرث فيها لاعبو المريخ سندس القلعة الحمراء وفككوا أوصال التنزاني (المغمور) ومدرّبه (المغرور) بخط دفاع صارم ووسط مهول وهجوم مرعب امتلك قنطار الشطارة وافتقد لدرهم الحظ. * منذ ملاحم الأحمر في 2007 و 2008 لم أشاهد المريخ بكل ذلك الترابط في خطوطه وتلك الحيوية والنشاط في لاعبيه والأهم من ذلك هى روح الإصرار والعزيمة التي سادت وجوههم قبل صافرة البداية والتي أثمرت مع صافرة النهاية. * ما أحلاهم، وهم يتوشحون بلون الدم والقتال (الأحمر)، ما أقواهم وهم يقاتلون حتى الرمق الأخير وينقضون على كل شاردة وواردة، ما أجملهم وهم يسعدون هذا الحشد الجماهيري الذي كان الأكثر يقيناً بأنه سيزف لاعبيه إلى دور ال (32). * هذا هو المريخ الذي نعرفه منذ الصغر، مريخ ضد (المستحيل) مريخ ضد (الإنهزامية) مريخ ضد (القنوع بنتيجة الذهاب) مريخ لا يعرف طريقاً لليأس وهو يهدر (ركلة جزاء) مريخ يكافئ جماهيره المليونية على دعمها ومؤازرتها. * جمال سالم ومرمانا سالم، أمير كمال كان أميراً في الخط الخلفي وبجواره المخضرم علاء الدين (جلاد المهاجمين) رغم التوليف إلا أنه أجاد التوقيف، رمضان عجب باليمين ظهير أمين ومصعب عمر باليسار ظهير نار. * أوكرا النحيف غاني حريف راوغ بمهارة وخلخل الدفاع، وكوفي الفنان وعكسيات بإتقان صنعت الألحان، وسلمون الصخرة مشّط السنتر وأغلق المنطقة، وراجي المجتهد وبكري العقرب بدأ يتشقلب، وضفر الحار قونو نار وتراوري اجتهد كثيراً وعبس له الحظ في أكثر من مرّة. * أما وانغا فيكفي أنه زرع الفرح ومزّق الشباك وأشعل النيران في القلعة الحمراء والأحياء المجاورة وأشاع البهجة والسرور في قلوب محبي الأحمر الوهاج داخل الإستاد وخارجه وفي الولايات وخارج القطر، ولا ننسى الفرعون المصري أيمن سعيد شعلة الروح وقمّة القيادة. * التحيّة للاعبي الأحمر الوهاج فرداً فرداً أساسيين وبدلاء قدامى وجدد مخضرمين ويافعين على تلك الملحمة الكروية التاريخية. * التجلّة والإحترام لهذا الجمهور الشرس الذي عاد لمدرجاته وشجع بضراوة وأشعل النيران ومارس هديره المعتاد فحفّز لاعبيه وأرهب خصمه الذي عاد أدراجه محمّلاً بثلاثية المدينة الزينة وضفر النتر ووانغا القاتل. * والتهنئة موصولة لمجلس إدارة نادي المريخ الذي نرجو أن يكون هذا الإنتصار محفّزاً ضمنياً لإستقراره وتماسكه بعيداً عن التصدّعات والشروخ والخلافات. * المريخ يشوي (حمام) عزّام ويضع الأنجولي في (الطوّة). * حاجة أخيرة كده :: مريخ (باهر) ضرب (الساحر) ،، سحر (مايو) طار في (القلعة).