قبل أن نتناول قضية ما إذا كانت لوائح الفيفا تجوّز سحب نقاط مباراة زامبيا من السودان أم لا نقول أولاً لمن يزايدون على الاتحاد الحالي بالحديث عن أن مثل هذه الأخطاء لا يمكن أن تحدث لو استمر الدكتور كمال شداد متربعاً على عرش الاتحاد إن خطأ إشراك لاعب موقوف في مباراة دولية حدث على أيام رئاسة الدكتور كمال شداد للاتحاد أيضاً! * * فات الخطأ حتى على الاتحاد البنيني، لكنه لم يفت على الاتحاد الدولي لكرة القدم، فأقدم على معاقبة السودان بغرامة مالية بلغت أحد عشر ألف فرنك سويسري! * ولهذا السبب يمكن أن نتفهم سبب عدم إقدام شداد على انتقاد تلاميذه في واقعة إشراك مساوي الموقوف. * عليه تصبح المزايدة بأن وجود شداد كان سيمنع الاتحاد من خطأ إشراك مساوي لا مكان لها من الإعراب! * وهي مزايدة في غير محلها أصلاً، لأن الاتحاد يفترض أن يعمل كمؤسسة، لا تتأثر بتغيير الوجوه، ولا تهتز بتعاقب الأفراد على قيادتها. * لكن الاتحاد السوداني ليس مؤسسة، ولا يمتلك الحد الأدنى من نعمة التشبه بالمؤسسات، لا على أيام كير، ولا في عهد شداد، ولا حتى على أيام معتصم جعفر! * الاجتهاد سيد الموقف في الاتحاد، حالياً وسابقاً. * والفوضى ضاربة بأطنابها أمس واليوم. * وستتواصل غداً ما لم تتوافر إرادة التغيير، وتختفي مظاهر الطائفية الرياضية التي أطلت بوجهها على أيام شداد، وورثها منه تلاميذه الذين انقلبوا على شيخهم لاحقاً، وأبعدوه عن القيادة بنفس طريقة الإسلاميين مع شيخهم حسن الترابي. * نفس الضبابية المسيطرة على التسجيلات والأمور المالية موجودة حالياً، لأنها بدأت في عهد شداد، فسكت عليها، ودافع عنها لذلك تمكنت واستفحلت. * ونفس العشوائية التي كانت تحدث في إعداد المنتخب سابقاً استمرت في العهد الحالي! * في عهد كير خسر السودان نقاط مباراة الجزائر لأن الاتحاد لم يهتم بإرسال التذاكر لحكام المباراة. * وفي عهد شداد أشرك منتخب السودان لاعباً موقوفاً في تصفيات المونديال وعاقبه الفيفا بالغرامة! * وفي عهد معتصم أشرك منتخبنا لاعباً موقوفاً في تصفيات المونديال وستتم معاقبته بعد أيام من الآن! * إذا اتبع الفيفا المعيار نفسه الذي تعامل به مع واقعة إشراك علاء جبريل الموقوف أمام بنين سيكتفي بتغريم الاتحاد السوداني لكرة القدم وإيقاف اللاعب عدة مباريات. * وإذا تشدد فقط يسلبنا النقاط لأن اللائحة المنظمة لمباريات المونديال تعطيه حق معاقبة من يخطئ بإشراك لاعب غير مكتمل الأهلية بسحب النقاط. * لكن النقاط المذكورة لن تذهب إلى زامبيا، لأن الاتحاد الزامبي لكرة القدم لم يتقيد باللائحة، ولم يقدم طعنه خلال ساعة من اللحظة التي انتهت فيها المباراة، ولم يرفع شكواه إلى سكرتارية الفيفا خلال 24 ساعة كما تنص اللائحة المنظمة للتصفيات. * نعود لأصل الحكاية كما يحلو للزميل الصديق حسن فاروق أن يكتب، ونقول إن مظاهر الفوضى الموجودة حالياً تشبه نظيرتها التي سادت على أيام الدكتور شداد! * نفس الملامح والشبه، وإن كان الوضع الحالي أقل سوءاً في تقديرنا، لأن اتحاد معتصم اتبع جانباً من لائحة شؤون اللاعبين الخاصة بالفيفا وسمح بتطبيق الإعارة، وقلل القيود التي كانت مفروضة على انتقالات اللاعبين بين الأندية السودانية على أيام شداد. * معسكرات إريتريا موجودة! * إعداد المنتخب بطريقة (سلق البيض) مستمر! * عشوائية العمل داخل اللجان المسؤولة عن المنتخبات متواصلة! * سمكرة التسجيلات لم تختفِ، وما قضايا الصلوي وغابيتو بيتر جيمس وبطاقة سادومبا وتسجيل يوسف محمد خارج نطاق فترة التسجيلات ببعيدة عن الأذهان، وفضيحة الإعارات الوهمية الخاصة بالبرازيلي كواريزما والنيجيري أمولادي كلها حدثت وشداد موجود في قمة الاتحاد! * وفي عهد معتصم تواصل المسلسل نفسه، ولو بدرجة أقل مما كان يحدث سابقاً. * تكمن أهمية القضية الحالية في أنها يمكن أن تصبح معبراً لإصلاح حال الاتحاد بصورة جذرية، لتختفي كل أوجه الفوضى، وتسود المؤسسية في عمل الاتحاد، ويتم التعامل مع المنتخبات الوطنية باحترافية تحل محل الفردية المسيطرة حالياً. * إذا كانت النقاط الثلاث ستضمن لنا تصحيح الأوضاع المختلة داخل أكبر مؤسسة رياضية في السودان فمرحباً بالخصم، لأننا لن نصل إلى مونديال البرازيل ولو احتفظنا بها، لكننا نستطيع أن نصل إلى مونديال روسيا 2018 أو حتى مونديال قطر 2022 إذا صح مسار الاتحاد وتلاشت الفوضى المسيطرة عليه. * أما غير ذلك فسنظل نحرث في البحر، ونرعى الفوضى ولا نحصد إلا الفشل الذريع عاماً إثر عام! آخر الحقائق * استمرار لجنة المنتخبات الوطنية في عملها كأن شيئاً لم يكن فضيحة في حقها! * وفضيحة في حق الاتحاد كله. * على الطريفي ورفاقه أن يبادروا بالاستقالة. * أما الجهاز الإداري للمنتخب فيجب أن يقال على الفور. * لابتوب وإنترنت ما عندكم يا كافي البلا؟ * لماذا يبقون إذا كانوا عاجزين عن رصد بطاقات اللاعبين؟ * ما الذي يدعو إلى استمرارهم إذا كانوا غير قادرين على مراجعة اللوائح المنظمة للبطولات التي يشارك فيها المنتخب؟ * وإلى متى يتواصل صمت الوزير الاتحادي على فضيحة إشراك لاعب موقوف في تصفيات أكبر بطولة كروية على مستوى العالم أجمع؟ * حدث الخطأ على أيام شداد وتكرر في عهد معتصم لأن النهج واحد. * مطلوب من رئيس الاتحاد أن يبادر بحل لجنة المنتخبات وإعفاء الجهاز الإداري قبل اجتماع مجلس إدارة الاتحاد يوم 18 الجاري. * الحديث عن أن الكاف مشارك في الخطأ مثير للسخرية. * الكاف لا يشرف على تنظيم تصفيات المونديال، فكيف يكون مشاركاً في الخطأ؟ * لاعبين في بطولة وما عارفين الجهة المنظمة؟ * معقولة بس يا ناس؟ * يا شقيقي محمد سيد أحمد ياتو كاف المشارك في الخطأ؟ * من سخرية القدر أن الاتحاد السوداني الذي يسعى إلى التملص من مسؤولية خطأ إشراك لاعب موقوف يحمل أنديته كامل مسؤولية مشاركات لاعبيها في المنافسات المحلية! * لا تنهَ عن خلقٍ وتأتي مثله. * طبقوا اللوائح التي ألزمتم بها أنديتكم على أنفسكم أولاً! * لو طلبتم مساعدة أي صحافي رياضي مطلع على اللوائح الدولية قبل مباراة زامبيا واستفسرتموه حول ما إذا كانت مشاركة مساوي صحيحة أم لا لأجابكم بما لم تعلموا! * ولجنبكم الوقوع في فخ الفضيحة المجلجلة! * مثل هذه الأخطاء اختفت حتى في ساحة أندية الدرجة الثالثة والروابط. * خاطب الفيفا الاتحاد السوداني مستفسراً عن سبب إشراك لاعب موقوف في مباراة زامبيا قبل 48 ساعة من موعد مباراة السودان وليسوتو. * وهذا يعني أن اتهام الزملاء في صحيفة الزعيم وكل من تناولوا القضية بعدم الوطنية غير مبرر لأنهم نشروا الخبر بعد ذلك بعدة أيام. * رصد الفيفا المخالفة قبل أن تنشرها الصحافة الرياضية السودانية. * كتبنا أم لم نكتب الفأس وقع في الرأس! * والفيفا عارف ومتابع بنفسه ولا ينتظر الصحف لتعلمه عمله. * آخر خبر: المكابرة لا تجدي.