* اللاعب المحترف في اي نادي هو أجير مقابل مبلغ من المال لفترة محددة بموجب عقد مصالح يجمع بين طرفين لفترة التعاقد لهذا فهو ليس لاعبا يعشق الفريق الذي يلعب له بعقد احتراف وانما يقدم خدماته مقابل ما يتقاضاه من مال لهذا ليس غريبا ان يصبح خصما لنفس الفريق متى انتهى عقده الا ان السودان يمثل حالة شاذة لانه حتى الآن تنقصه ثقافة الاحتراف على كل المستويات بدءا من الاداريين والجماهير لهذا فان ما يحظى به اللاعب الذي يحترف في نادي سوداني وبصفة خاصة في الهلال والمريخ يتمتع باوضاع لا يستحقها قبل ان يقدم نفسه بعطائه في الملعب ليعوض ما يدفع له مقابل ذلك. * فاللاعب خاصة الاجنبي منذ لحظة وصوله للسودان من أجل التفاوض للتعاقد مع اي من الهلال او المريخ يُعامل معاملة تفاجئه هو نفسه وكأنه رأس دولة قادم لدولة اجنبية حيث يكون في استقباله اكبر مسئولي النادي وتظاهرات جماهيرية تتسابق لحمله فوق الاعناق وحشد من الاعلاميين والمصورين لم يألفه حتى وهو مبدع داخل الملعب وهو لم يصبح لاعبا للفريق بعد وان اصبح فهو لم يقدم بعد ما يجعله مستحقا لهذه المكانة التي تمتع بها وهو خارج الملعب ثم تتواصل مفاجآته وهو يشهد حضورا جماهيريا واجهزة اعلامية لم يألفها ولم يحدث ان عايشها مع الفريق او الفرق التي سبق له اللعب لها حتى لو كان في اوروبا حيث ان مايقدمه في التمارين الاعدادية ان وفق يحقق له أضواء اعلامية تتفوق ما يحققه في الملعب والبطولات كما انه في النهاية لا يخسر اذا لم يحقق البطولات المعيار الوحيد لنجاحه بعد ان تحقق له من الاضواء ما يعطيه حجما اكبر من حجمه دون ان يقابل ذلك عطاء يؤهله لذلك. * ولعل اهم واخطر من هذا كله فانه بعد ان يصبح اسما اكبر من حجمه ومردوده وعطائه فانه يجد نفسه موازيا او اعلى من القامات الادارية التي تدير ناديه بما حققه من اضواء وهمية لهذا وعلى اثر اي ازمة يفتعلها يهرع اليه رئيس النادي نفسه وسيطاً له لحل مشكلته مما يشبع غروره ويدفع به لمزيد من الازمات التي تشعره بقيمة اعلى من حقيقته لكونه محل اهتمام رئيس النادي وكباراته مع انه ليس في حقيقته الا موظف يؤدي وظيفة تخضعه لرئيسه المباشر ليس اكثر. * لهذا لا يخلو يوم الا ونشهد رؤساء الهلال والمريخ يلتقون ويجتمعون ويتباحثون مع اللاعب كوسطاء مع انه ليس الا موظف يخضع للادارة التي تشرف عليه بحكم وظيفته حتى اصبحنا نطالع كل يوم لقاءات واجتماعات رؤساء الهلال والمريخ رغم قاماتهم العالية على رأس مؤسسات بحجم الهلال والمريخ يتسابقون وسطاء لتسوية الازمات التي يفتعلها اللاعبون مع انهم محكومين بعقود تخضعهم رسميا للمشرفين عليهم في اداء وظيفتهم من جهاز فني او مدير الكرة بالفريق . * هذا الواقع بقدر ماهو مسيئ ومقلل من قدر ومكانة رؤساء انديتنا فانه يصيب اللاعبين بالغرور ويدفعهم للبحث عن مزيد من الازمات لمايحققونه من مكاسب مادية ومعنوية منها ورئيس النادي يلهث خلفهم وسيطا حتى يسوى مشكلاتهم فيدفعه هذا للمزيد من الازمات لهذا شهدنا ازمات نجوم تأخذ من الوقت من رؤساء الاندية اكبر وهم لا يستحقونه مما ينتقص من قدر رئيس النادي. * وليتكم تنظروا لازمات الكابتن هيثم مصطفى وتراوري وغيرهم والذين اصبح رؤساء انديتهم انداد لهم ترصد اخبارهم اجهزة الاعلام وهم يلهثون خلف لاعبين ليحلوا خلافاتهم مع ان المعني بهم الادارة المباشرة بهم كلاعبين، لهذا فان رؤساء انديتنا يقللون من مكانتهم ويزيدون المشكلات تعقيدا لما يسببانه من غرور للاعب وهم يتحولون وسطاء مع اللاعبين. * وتستحضرني بهذه المناسبة ازمة تعرض لها نادي الاهلي كان طرفها اهم نجوم الاهلي في تاريخه كابتن الخطيب سيد الكرة المصري الا ان الخطيب تلقى درسا من رئيس النادي صالح سليم عندما طلب الخطيب الاجتماع به لبحث مشكلته فكان رد رئيس الاهلي ان الخطيب يخضع لادارة الكرة بالنادي وهي الجهة المختصة بالاستماع اليه وحل مشكلته ان كانت له مشكلة حقا وغضب الخطيب لرفض سليم مقابلته فتوقف عن النشاط بضعة اشهر الا انه في الآخر اذعن والتقى بادارة الكرة في الفريق لبحث مشكلته وحلها بعد ان استوعب الدرس من صالح سليم.