* لم يكن أكثر المتابعين للنادي الأزرق يتوقع أن يدفع التونسي (نبيل الكوكي) بالتوليفة التي دفع بها أمام فريق النسور الأمدرماني في الجولة الحادية والعشرين من بطولة سوداني للدوري الممتاز التي كسبها الهلال بأربعة أهداف مقابل هدف. * المفاجأة المحورية في التوليفة التي بدأ بها الكوكي المباراة هو اعتماده على (مزيج) من لاعبي دكة البدلاء ومنحه الفرصة لأكثر من عنصر شاب من قائمة الفريق الرديف في مباراة دورية (مهمة) يمكن أن يتسبب اهدار نقاطها في انفراد المريخ بالصدارة وضياع فرصة اللحاق به عقب التعثّر أمام المريخ الفاشر بالتعادل. * بدأ التونسي اللقاء بكل من (جمعة جينارو – أتير توماس – كوناتيه – أطهر الطاهر – محمود أمبدة – فيصل موسى – صهيب عز الدين – محمد مختار - عماد الدين صلاح – صلاح الجزولي – وليد بخيت)، وشارك في الشوط الثاني كل من (معتصم عبد القادر – نيلسون – عبد اللطيف بوي). * الملاحظ من التوليفة أعلاها هو اعتماد الكوكي على (7) لاعبين من فئة الرديف إضافة لعدد من العناصر التي ابتعدت كثيراً عن المشاركة مع الفرقة الزرقاء كبوي وفيصل موسى وجمعة وكوناتيه. * وهي جزئية تؤكّد أن التونسي قد (غامر) بعناصر بعيدة كل البعد عن اللعب التنافسي واعتمد على عدد كبير من لاعبي الشباب وهي شجاعة نادراً ما نجدها في الأجهزة الفنية هذه الأيام. * فمن الممكن أن تعتمد على العناصر (البديلة) ولكن أن تدفع (بخمسة) لاعبين من قائمة الرديف في لقاء دوري ومهم فهذا يُحسب للتونسي ويصب في مصلحة الكرة السودانية التي تناست لسنوات بأن اللاعبين الشباب هم عماد المستقبل ونواة تكوين الفرق القوية بتكاليف محدودة. * قبل أشهر تناولت حديثاً لأشرف الكاردينال ذكر فيه بأنه سيعتمد في العام (2017) على اللاعبين الوطنيين وسيعمل على بناء فريق خالِ من اللاعبين الأجانب. * انتقدنا حديث الرجل وقتها وقلنا أن مثل تلك الاستراتيجية تحتاج لعوامل ومعايير علمية وخطط لا تقل عن (خمس سنوات). * ورغم ذلك اجتهد الرجل في (الإنفاق) على تسجيلات الرديف بمبلغ قارب (المليار) وانتدب بالتنسيق مع اللجنة الفنية لاعبين من أندية (وادي النيل – الرابطة – أمبدة) لأن المدارس السنية كما أسلفنا تحتاج لتوفير عدد من العوامل حتى تحقق النجاح. * ورغم عدم وجود منافسات منتظمة للمراحل السنية قدم شباب الهلال مستوى أكثر من رائع أمام النسور أزالوا به رهبة الإدارات من الإعتماد على الشباب وبعثوا برسالة ضمنية بأن اللاعب الصغير سينجح لا محالة متى ما امتلك الموهبة التي ستتطوّر وتُصْقل بلا شك بوجود أجهزة فنية مقتدرة وإدارة تقدّر تلك المواهب وتسعى لتجهيزها على نار هادئة. * نشيد بالنهج الأزرق بعيداً عن العصبية أو الإنتماء الضيّق لأن ما يقوم به الهلال حالياً سيجني ثماره في غضون عامين على أقل تقدير فلاعبين بتلك المعدّلات العمرية يمكن أن يخدموا الفريق لعقد من الزمان. * ولكن تبقى المعضلة الأساسية في كيفية (الحفاظ) على تلك المواهب من (النفخ) الإعلامي الأهوج أو السقوط في فخ (السماسرة) والحديث عن المبالغ المليارية للإستمرارية بالنادي وعدم الرحيل لفريق آخر. * فمن الممكن جداً في ظل الظروف الإقتصادية المعقّدة يجد النادي نفسه صقل الموهبة ورعاها وطوّرها وبعد انقضاء مدتها بالرديف (ترحل) لخطب ود الإغراءات المليارية. * وتلك الجزئية تناولتها في مقال مفصّل بعنوان (قانون حماية المواهب) يتحدث عن ضرورة سن قوانين من قبل الإتحاد العام تحفظ حقوق الأندية التي تنتدب الموهبة وترعاها وتصرف عليها اسوة بالقانون المعمول به في إنجلترا والصادر من قبل (Professional Football Compensation Committee) أو لجنة تعويضات الأندية المحترفة. * حاجة أخيرة كده :: رد الله غربة المراحل السنية بالمريخ.