انطلقت صافرة البداية للأسبوع الأولمبى للشباب وتم الإشهار رسمياً في لحظة تاريخية بنادي الأسرة الذي استضاف حفل الافتتاح وبدءاً من اليوم تستقبل ملاعب المدينة الرياضية واللجنة الأولمبية ومجمع هاشم ضيف الله والنادي السوري ومسبح الشرطة ومركز شباب السجانة تستقبل تنافس 17 ولاية تمثل كل ولايات السودان على 14 لعبة بجانب أربع أخرى خارج التنافس وتمتد المنافسات حتى التاسع والعشرين من هذا الشهر حيث يختتم الأسبوع بالساحة الخضراء لتعانق الولايات الفائزة وتتوشح بالذهب في يوم سيسجله التاريخ. فالمعني بهذا الأسبوع لا يقف عند تتويج الولايات التي تحتل المراكز الثلاثة كحدث يحفظه لها التاريخ فما نريد للأسبوع أن يحققه أكبر من ميداليات تحققها ثلاث ولايات تنتهي بتظاهرات فرح يحفظها التاريخ. الأسبوع يعني أموراً أهم من هذا بكثير حيث أنه يستهدف صياغة مستقبل تخرج فيه الولايات والاتحادات من حالة الخمول الذي تعانيه الرياضة ونريد لكل ولايات السودان أن تحقق المركز الأول بالشراكة أي نريد (17 أول) حيث أن أكبر أهداف الأسبوع رياضياً أن تستكشف الولايات والاتحادات العامة مواهبها المهملة في كافة المناشط وذلك بغرض وضع خارطة طريق من هذا الأسبوع لأن تكفل الولايات والاتحادات هذه المواهب بالرعاية وإعدادهم إعداداً صحيحاً، فالأسبوع هو طريق هذه المواهب لأن ترفع الولايات علم السودان في أولمبياد الشباب بكين2014 ولأولمبياد 2016 لهذا كان تحديد السن بدقة متناهية من 16-19. اأاسبوع هو مرحلة للتخطيط ولنعلن عن مرحلة جديدة ترفع فيها الدولة (لا لعشوائية) المشاركات في البطولات الخارجية والأولمبياد ولا لإهمال المواهب بعدم رصد المال وتهيئة الملاعب وتنظيم المعسكرات . هذا ما نريد للأسبوع أن يحققه أن يكون علامة فارقة لصناعة مستقبل. 15 منتخباً من الولايات من سن 16-19 يتنافسون في كرة القدم فأي فرصة أكبر من هذه تتاح لاتحاد كرة القدم ليقف على أفضل 300 شاب من كل أنحاء السودان فهذا هو طريق الاتحاد أن يعيد ذكرى ميونخ التي طواها النسيان فلتكن هي بداية التنظيم بدلاً من العشوائية التي غيبت السودان. وهو ما يمكن قوله لكل الأنشطة الجماعية من كرة طائرة وسلة وكرة اليد وبين هذه الأنشطة ما عرفته المحافل الدولية وبصفة خاصة العربية مثل السلة والطائرة. كذلك عشر ولايات تقدم ما تملكه من مواهب في الألعاب الفردية والتي تتمتع بفرص أوسع لتحقيق الوجود العالمي للسودان في المحافل الدولية لهذا يتعين على هذه الاتحادات وعلى المسؤولين بالدولة أن ترفع شعار المرحلة (من هنا نبدأ) دون تقاعس. ثلاثة عشر ولاية سارعت بتقديم خاماتها ومواهبها في ألعاب القوى فلتكن هذه بداية التخطيط خاصة وأن الولايات تتمتع بخامات في أنشطة ألعاب القوى المختلفة لتنوع البيئة السودانية على نحو لا يتوفر إلا في القليل من دول العالم وعلى رأسها السودان. مما يمكن الاتحاد من الانفتاح نحو هذه الخامات المتنوعة خاصة وأن تاريخ السودان يعرف الكثير من هذه الأنشطة التي كان لها وجود عالمي. ليرفع الجميع في هذا الأسبوع راية العلمية والتخطيط ولتعود الدولة لرشدها وتدرك أن الرياضة في زماننا هذا هي أولوية ولتكن لهم العظة في البرازيل وكينيا وقطر فبينها من هو أفقر من السودان ولكنه أخذ مكانه عالمياً. أما الجانب الآخر والأكثر أهمية فلهذا الأسبوع مضامين تخرج من النطاق الضيق للرياضة. فالأسبوع هو تظاهرة غير عادية ليست كالتظاهرات السياسة المصنعة فهي تجمع شباب السودان من كل ولاياته ويذكرني هذا الأسبوع بمهرجانات الشباب التي كانت تنظمها دول المعسكر الشرقي فتجمع شباب دول العالم من أجل التعارف والتعايش وهو ما نحتاجه اليوم في السودان حيث أن مثل هذا التجمع في مكان واحد متعدد الأنشطة من رياضية وثقافية فهو قبل كل هذا تجمع من أجل تحقيق الانصهار بين أبناء الوطن الواحد لإفشال ما يحاك من تآمر لتفتيت الوطن يستغل فيه المتآمرون ويراهنون لإنجاح تآمرهم على عدم الانصهار بين شباب الوطن الواحد وهنا تلتقي الثقافة الأولمبية وقيمها مع حاجة السودان أن يترجم هذه القيم في مثل هذه التجمعات لتحقيق التعايش والسلام ولصيانة الوحدة. لهذا من كان يظن أن هذا الأسبوع إهدار للمال العام فهو الأفضل من كل وسائل التهريج والتجمعات المصنعة التي تستنزف المليارات الطائلة لأغراض فئوية محدودة سياسية كانت أو شخصية لتحقيق التطلعات الخاصة فهنا وبمثل هذا الأسبوع تبدأ مسيرة السودان نحو الوحدة والتعايش فهل هناك ما هو أهم من أن نجد أبناء دارفور وجنوب كردفان في عناق رياضي واجتماعي مع شرق السودان وأقصى شماله يجمعهم مكان واحد وبرنامج واحد. هذا هو الإنجاز الأكبر للأسبوع لمن يجهل أهمية هذا النوع من التجمعات. فلتنطلق يا شباب السودان اليوم ولتكن شعاراتكم: هذا هو الطريق للندن 2012- هذا هو الطريق لتأمين وحدة السودان ومساواة أبنائه لا يفرق بينهم عنصر أو جنس أو لون أو دين، وهذه هي القيم الأولمبية فلنغرس بذرتها لتنبت وحدةً وسلاماً. ويا له منبت مكسب كبير أن يتزامن اليوم الختامي للأسبوع مع اليوم الأولمبي العالمي لتتعانق أهداف هذا اليوم مع هذا التجمع الذي يضم لأول مرة كل أبناء السودان للمشاركة في هذا اليوم.