وزير الإعلام: الصحافة الرياضية تجاوزت الحدود والنائب الأول لرئيس الجمهورية تحدث معي في شأنها أمس شداد: الصحافة الرياضية أصبحت مجبرة في السير على خطى الكبيرين الهلال والمريخ بكري المكي قدمت جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا تشخيصاً لحال الصحافة الرياضية من خلال الندوة التي نظمتها صباح امس بمقرها بالخرطوم بالتعاون مع المجلس القومي للصحافة والمطبوعات تحت عنوان "السلوك المهني والمعايير الأخلاقية للعمل الصحافي، والصحافة الرياضية نموذجاً والتي حظيت باهتمام كبير من وسائل الإعلام وقيادات العمل الرياضي وطلاب الجامعة. وقد جاءت الندوة بمناسبة احتفال الجامعة بمرور عشرين عاماً على تأسيسها. وتباينت آراء المتحدثين في الندوة التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات لكن معظمها اتفق على أن الصحافة الرياضية تسببت في صنع العديد من الأزمات الرياضية من خلال تناولها السالب ويحادها عن جانب المهنية وتجاوزها الخاص إلى العام. وقال الدكتور أحمد بلال عثمان وزير الإعلام إن الصحافة الرياضة بحاجة إلى مراجعة سياساتها والسير في الاتجاه الصحيح مشيراً إلى أن النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح تحدث معه في شأنها أمس. وأقر نقيب الصحافيين الصادق الرزيقي أن أزمة الصحافة الرياضية مركبة ولابد أن يأتي الحل مركباً قبل لافتاً إلى أن تدابير مجلس الصحافة لا تقود إلى حل فيما أوضح الأستاذ فضل الله محمد رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات أن الكيل قد طفح ولابد من وضع حد للتجاوزات ووضع الأمور في نصابها الصحيح. اهتمام رئاسي أكد وزير الإعلام الدكتور احمد بلال عثمان أن وزارته لا تملك سلطة محاسبة الصحافيين لأن هذا لا يدخل في اختصاصاتها لكنها تعتبر جزء من الوسط الصحافي بصورة عامة والرياضي خصوصاً مشيراً إلى أن الإعلام اتجه في السودان إلى الخصوصية حيث أصبحت الدولة لا تملك صحيفة ولا إذاعات ولا قنوات فضائية سوى واحدة أو اثنين وقال إن هناك (15) ألف شخص يعملون في وسائل الإعلام منهم (4) ألف فقط موظفين حكوميين مما يعني تراجع الإعلام الحكومي لصالح الإعلام الخاص. وتحدث وزير الإعلام عن معاناة الصحافة بصورة عامة خصوصاً في الجانب الاقتصادي الذي أصبح يمثل هاجساً يقلق بال الناشرين في ظل ارتفاع تكلفة الطباعة والإنتاج وتراجع المقروئية لافتاً إلى أن حرية الإعلام تمثل همّاً لكن هناك بعض الضبوابط والمعايير تحكمها لابد أن يتم الوفاء بها وتحدث عثمان عن الصحافة الرياضية وقال إنه أصابها الكثير وأصبحت أمام مدافع الاتهامات وقد طفح كيلها الآن وتجاوزت دورها في تناول الألعاب الرياضية إلى جر الوسط الرياضي إلى صراعات والتركيز على الشؤون الإدارية وتساءل عن كرة القدم السودانية وقال أين هي الآن بعد أن أصبحت تتعادل مع جنوب السودان؟. وأكد وزير الإعلام أن النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق الأول ركن بكري حسن صالح تحدث معه اليوم (أمس) بشأن الصحافة الرياضية على شرف وداع رئيس الجمهورية الذي غادر إلى خارج السودان مما يعني اهتمام الدولة بالرياضة والإعلام. ولم يكشف ما دار بينه والنائب الأول لرئيس الجمهورية بخصوص الصحافة الرياضية وأعلن وزير الإعلام عن اجتماع سيعقده مع رؤساء تحرير الصحف الرياضية بحضور رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات للتفاكر حول تناول القضايا الرياضية لافتاً إلى أنه لم يلتق رؤساء تحرير الصحف الرياضين من قبل وطالب بلال بإعلاء جانب المسئولية واعتماد السلوك المهني كمرجعية في العمل الإعلامي. الرزيقي: الأزمة مركبة ولابد أن يكون الحل مركباً صوّب نقيب الصحافيين الأستاذ الصادق الرزيقي انتقاداً حاداً للصحافة الرياضية واتهمها بالقصور وإهمال الملاعب والتركيز على الإداريين. وقال في كلمته إن سقف التناول في الصحافة الرياضية مفتوحاً بلا حدود وهو يتأثر بعوامل تنعكس على أداء الصحافيين. وأوضح أن هذا التأثر قاد إلى انحدار الصحافة إلى القاع حيث انعكست على مهنيتها بصورة واضحة للعيان. واكد نقيب الصحافيين السودانيين إن الفضاء الآن ملوثاً وهو بحاجة إلى تنقية لافتاً إلى أن تدابير مجلس الصحافة والمطبوعات لا تقود إلى حلول لأن الأزمة مركبة ولابد أن يأتي الحل مركباً. وقال إنه لابد من تأهيل الصحافيين وتدريبهم جيداً واحياء قيم العمل والاستفادة من الخبرات من أجل الخروج من هذا النفق. واوضح الرزيقي ان الدولة تتجه لإنشاء محكمة خاصة للصحافة يحتكم إليها اطراف النزاع وستكون أحكامها ايجازية وقد يكون ذلك حلاً يفرضه الواقع. رئيس جامعة العلوم الطبية يؤكد أهمية سلاح الإعلام استعرض الدكتور حسن محمد احمد رئيس جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في كافة مناحي الحياة. وقال إن الإعلام اصبح سلاحاً خطيراً يتم توظيفه على أعلى المستويات للوصول إلى الأهداف مشيراً إلى أن جامعته تولي هذا الأمر اهتماماً عظيماً من خلال تأسيسها كلية مهتمة تعمل على تأهيل وتدريب الطلاب على مستوى عالٍ. واكد أن الصحافيين يبقوا دائماً مطالبين بانتهاج المصداقية والسير في طريق الحق من خلال نقل الحقائق دون تلوين وتناول القضايا بصورة محايدة من أجل تثبيت رسالة الصحافة التي تقوم عل الصدق والحياد والأمانة كقيم لا غنى عنها. وقال إن جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا الطبية حريصة على تنظيم الندوات التي تناقش القضايا المهمة وهي تدرك تماماً قيمة الرياضة التي اصبحت علماً يدرس وتجد الاهتمام والمتابعة في كل انحاء العالم. شداد: الصحافة تعيش مشكلة حقيقية قال الدكتور كمال شداد رئيس الاتحاد الرياضي السوداني لكرة القدم السابق إن واقع الصحافة الرياضية في السودان لا ينفصل عن الوضع العام الذي تعيشه الصحافة السودانية. وأكد خلال كلمة قصيرة ألقاها في ندوة السلوك المهني والمعايير الأخلاقية للعمل الصحافي بجامعة العلوم الطبية أمس أن الشباب انصرفوا عن قراءة الصحافة التي تركز على الرياضة المحلية واتجهوا نحو الصحافة التي تركز على الصحافة الرياضية العالمية بمحض إرادتهم مشيراً إلى أن جماعات وروابط الأولتراس التي تضم مجموعة من الشباب الواعي والمتعلم تجد ضالتها في بعض الصحف التي تعبر عن أهدافها وقال إن الصحافة الرياضية أصبحت مجبرة على السير في خطى الهلال والمريخ (أكبر حزبين سياسيين في البلاد)، وهي لا تستطيع الخروج عن عبائتهما لأن بعض مشجعي الناديين يريدون أشياء محددة تعمل هذه الصحافة على تلبيتها وأشار إلى أن تجربته كرئيس تحرير لصحيفة سياسية قال إنه غادرها بعد أن وقف على حقيقة سير العمل التحريري حيث يتم فرض أشياء رغم أنف رئيس التحرير والناشر وأكد شداد إن الواقع الرياضي يفرض على الصحافة الرياضية التي هي سلعته -ثمنها ثلاثة جنيهات- التعايش من أجل أن تستمر في ظل ظروف صعبة لكنه قال إن الإثارة الرخيصة تبقى أمراً غير مقبول لجهة أن الصحافة هي واجهة المجتمع ويجب أن تمثل انعكاساً يتماشى مع الأخلاق. إسماعيل الحاج موسى: الصحافة الرياضية اشعلت أزمة الموسم أقرّ الدكتور إسماعيل الحاج موسى الأمين العام السابق للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات بتأثير الصحافة الرياضية في المجتمع واتهمها بصب الزيت على النار واشعال أزمة الموسم الرياضي التي وضعت الجمعية العمومية للاتحاد الرياضي السوداني لكرة القدم لها حداً الأسبوع الماضي. وقال إن الصحافة الرياضية كانت تمثل بنداً ثابتاً في كل مداولات المجلس القومي للصحافة والمطبوعات أثناء فترة عمله والتي أمتدت لست سنوات لا تزال تسجل حضوراً دائماً إلى الآن وبصورة لافتة. وأوضح أن الصحافة الورقية لا تزال صامدة رغم التطور التقني الهائل في وسائط الإعلام ووسائله مما يعني قوتها وتأثيرها في مكونات المجتمع لافتاً إلى أن هذا يجب أن يمثل فرصة لها للتجويد على مستوى الشكل والمضمون وقال موسى إن الصحافة الرياضية تبقى مطالبة بالموازنة بين الحرية والمسئولية الاجتماعية وهي مطالبة بالمحافظة على قيم المجتمع ومبادئه من خلال طرحها وتناولها لشؤون الرياضة بما يخدم مصلحة الرياضة والصحافة ويحافظ على نسيج المجتمع. رئيس دائرة الرصد بمجلس الصحافة: الصحافة الرياضية ينقصها الكثير قدّم الدكتور عادل محجوب استاذ علوم الصحافة بالجامعات السودانية ورئيس دائرة الرصد بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات ورقة علمية خلال الندوة تناول من خلالها الكثير حول أداء الصحافة الرياضية حيث أكد أن الصحافة الرياضية ينقصها الكثير إذ أنها لا تزال تسير في اتجاه يتعارض والمهنية رغم إسهامها في نشر الوعي الرياضي منذ بداية صدورها وأوضح أن 98% من هذه الصحف تقدم أداءاً جيداً لكن هناك عدد قليل يتجاوز الخطوط الحمراء ولا يلتزم بالمعايير المهنية والضوابط. واشار إلى أن بعض الصحف قوية في ألفاظها ولغتها ليست من لغة الصحافة في شيء حيث ان اسلوبها ركيك وتميل دائماً إلى الغمز واللمز والتجريح الشخصي مما يؤدي إلى نشر العنف الرياضي وتهديد الأمن الاجتماعي وقال إن الصحافة الرياضية تعاني من الناحية المهنية حيث تفتقر إلى التحليل العلمي في تناولها لقضايا الرياضة رغم وضوح الفكرة كما أنها تنشر التهويل والمبالغة وقد كان ذلك واضحاً من خلال أزمة الموسم الأخيرة ولفت إلى انحيازها الواضح للأندية الكبيرة والإداريين وإهمالها تغطية ومتابعة الأنشطة الأخرى بخلاف كرة القدم وقد تناولت العديد من الشخصيات والأسر بالسباب والشتائم. وطالب محجوب بضبط اللغة والمفردة المستخدمة في الصحافة الرياضية وقال إن الإعلام الرياضي يجب عليه القيام بدوره على النحو المطلوب. صلاح محمد إبراهيم: الصحافة الرياضية تخلط بين الخبر والرأي وصف الدكتور صلاح محمد إبراهيم عميد كلية الإعلام بجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا الصحافة الرياضية بأنها صحافة كرة القدم مشيراً إلى أن تركيزها على هذا المنشط دون سواه يمنحها هذه الصفة عن جدارة وقال في كلمته خلال المنتدى إن الإثارة لازمت الصحافة الرياضية منذ بدايتها على مستوى العالم لكن التطور الذي شهده العالم على كافة المستويات والقفزة الهائلة في مجال الإعلام والرياضة غيّرت الكثير من المفاهيم وقال إن الصحافيين مطالبين في أي زمان ومكان باللالتزام بمعايير وأخلاقيات المهنة والتزام جانب الصدق والحياد في التناول والالتزام بالسلوك القويم لجهة أن هذه تعتبر معايير يحتاجها اي إعلامي وأكد ان هناك بعض الصحافيين الرياضيين يخلطون بين الأخبار والآراء وهذا يؤدي إلى مشكلة لأن الرأي يختلف تماماً وهو يعبر عن من يكتبه فيما يجب أن تبقى الأخبار مقدسة ومحمية وقال إن الصحافيين يقعون في أخطاء كبيرة نتيجة جهلهم بالقانون وإن بعضهم لا يطلع على قوانين الصحافة والمطبوعات. الصحافيون العرب في الندوة وحضور وزاري على مستوى عالٍ حظيت ندوة جامعة العلوم الطبية والتكنولوجية حول الصحافة الرياضية بمتابعة كبيرة واهتمام من بعض الشخصيات السياسية والرياضية والمجتمعية كان على رأس الحضور الدكتور احمد بلال عثمان وزر الإعلام الاتحادي والبروفيسور مأمون حميدة وزير الصحة الولائي والأستاذ فضل الله محمد رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات وعدد من مدارء الدوائر بالمجلس إلى جانب البروفيسور كمال حامد شداد والقمص فيلوثاوث فرج وعمداء الكليات وطلاب الجامعة وممثلي وسائل الإعلام المختلفة. كما أمّ الندوة عدد من الصحافيين العرب المشاركين في ملتقى الخرطوم للصحافيين العرب الذي ينطلق اليوم بقيادة الأستاذ مؤيد اللامي النائب الأول لرئيس الصحافيين العرب ورئيس اتحاد الصحافيين العراقيين. رئيس مجلس الصحافة يشيد بالصحافة الرياضية طالب رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الأستاذ فضل الله محمد باتباع قواعد السلوك المهني والالتزام به في العمل الصحافي على اعتبار انها تجنب الصحافيين الوقوع في الأخطاء وقدم إشادة بالصحافة الرياضية في الماضي والحاضر وقال إن رصيدها من المقروئيه يحتل المرتبة الأولى من بين كل الصحف وفي هذا دليل على أن لها أرضية صلبة وواسعة وجمهور يحرص على مطالعتها. ولفت إلى أن هناك تجاوات وانفلاتات من بعض الصحف الرياضية خصوصاً فيما يتعلق بتناولها لأزمات الوسط الرياضي وقضاياه ومما يوشك بأن يهدد الأمن الاجتماعي مشيراً إلى أنه يجب التصدي لذلك وقال رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات إن السودان ذاخر بالكفاءات في ميدان الرياضة على مستوى الإعلام والإدارة ويجب أن يتم عكس الوجه المشرق للرياضيين السودانيين عبر هذه الواجهة التي يجب ان تجد فرصتها في تطبيق عملها وخبراتها إلى أرض الواقع. وطالب الصحافة بالاهتمام بالتدريب والتأهيل وحسن اختيار العناصر المؤهلة مع تطهير الخطاب الرياضي من الابتذال حتى لا ينعكس ذلك سلباً على الجمهور.
