احتضنت احدى قاعات فندق كورال «الهيلتون» سابقاً، ظهر أمس لفيفاً من قبيلة الصحافيين وبكل مكوناتهم، وكانوا حضورا لحظة إعلان أسماء الفائزين بجوائز التفوق الصحفي لعام 2013م التي درج مجلس الصحافة والمطبوعات على تنظيمها سنوياً، تشجيعاً وتحفيزاً للصحافيين لمزيد من الاداء الصحفي المميز والهادف، وكان لوجود ومشاركة شركة الاتصالات «زين» طعم خاص، حيث تقدمها العضو المنتدب الفاتح عروة. ومن بين الحضور ايضاً كانت هناك سفارتا أميركا وبريطانيا لدورهما في دعم وتعزيز حركة التدريب للصحافيين، وجاء الاحتفال في هدوء تام وترقب ولحظات يتخللها الرعب والقلق. وكل الصحافيين الذين شاركوا في هذا الماراثون جاءوا يحملون العشم بحلاوة الفوز والتفوق في هذه المنافسة التي ظلت تمضي قدماً نحو التطور والتجويد. وشملت القائمة من أصحاب الحظوة «18» صحافياً نالوا رضاء لجنة الجوائز واقنعوها بادائهم وأعمالهم التي نشروها في صحفهم العام الفائت، وكانت «الإنتباهة» من بين الحضور بعملها وتحقيقها الاستقصائي حول واقع مستشفى المناقل وحكاية الفئران التي التهمت رجل ذلك المريض «قائد» وهو في حالة تخدير كامل داخل احد عنابر المستشفى. وشملت القائمة ايضاً صحف السوداني والمجهر السياسي واليوم التالي وآخر لحظة والرأي العام وعدداً من الصحف الأخرى. وابتدر الحديث رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الخبير الاعلامي البروفيسور علي شمو، قائلاً إن المناسبة خاتمة لمسيرة طويلة لهذا المجلس، واحتفالاً بابنائنا النابغين من الصحافيين من الجيل الجديد الذين تميزوا بالأداء الرفيع لمهنة الصحافة، ومضى فى حديثه قائلاً: «هذا ما جعلنا نأمل أن تكون مهنة الصحافة في تطور وتقدم وزيادة»، وأضاف أن الصحافة مؤثرة في الرأي العام رغم المشكلات التي تواجهها، خاصة في ما يتعلق بتدني التوزيع والمقروء، ووصف هذه الحالة بالانحدار، الا انه اكد قدرة الصحافة وصمودها كمهنة متعددة الانماط من ورقية الى الكترونية، وقال شمو: «في هذه المرحلة يحق لنا الفخر بالصحافة، ولكن تواجهنا بعض المشكلات ونحن نقف مشدوهين ولا نفكر في التعامل معها»، مستدلاً بالمثل «كل الصيد في جوف الفراء». ودعا شمو الناشرين بجانب الحكومة إلى خلق نماذج جديدة في تقديم المساعدة لبناء المؤسسات الصحفية بتوفير التقنية وكل معينات ومدخلات الطباعة، موضحاً أن الصحافة أصبحت ماعوناً حاملاً المعنى والمعلومات، ولا ينكر أي شخص دور الصحافي وخاصة دور المرأة الصحافية التي أصبحت محققة تجري بحثاً عن الحقيقة وتعرض نفسها للكثير من المخاطر إلى حد بعيد. وكشف شمو أن عدد الصحف بلغ «53» صحيفة بالرغم من كل هذه المشكلات التي تواجهها، وأكد أن هنالك إقبالاً وطلباً كبيراً للتصديق بصحف أخرى، وطالب الحكومة بأن تكون لها خطوة عملية لمساندة المؤسسات الصحفية، وكشف ان قضية دمج الصحف لم تجد القبول لدى الناشرين، وقال إن هناك عدداً من الصحف لديها عدد من المخالفات، وهناك اتجاه لإصدار عدد من القوانين في مواجهتها، مؤكداً أن الصحافة هي الرقيب والحسيب، وتعهد شمو بتطوير أداء العمل الصحفي من خلال تعليم اللغة الانجليزية للصحافيين لاهميتها تجاه المهنة. وقال وزير الإعلام أحمد بلال إن هنالك كثيراً من التحديات تواجه مهنة الصحافة وصفها بالمهددات، مبيناً أن الشباب يهتمون بقراءة الصحف من أجل الحصول على المعلومة، في إشارة لخبر إغلاق المركز الثقافي الايراني، الذي ورد في الأسافير، لافتاً الى دور الصحافيين في مؤتمر الإعلام الأخير والمشاركة الواسعة للتغطية من قبل الصحافيين، وكشف عن إجازة توصيات مؤتمر الإعلام التي رفعت الى مجلس الوزراء وتكوين لجنة لتنفيذ التوصيات برئاسة مساعد رئيس الجمهورية بروفيسور إبراهيم غندور من أجل تطوير العمل الصحفي، وأعرب عن أمله في إزالة كل العقبات التي تواجه الصحف، مشيراً إلى ان والي ولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر أعلن عن تقديم مبانٍ للصحافيين باعتبار انهم احق بالرعاية، وأعلن بلال عن مقترح بشأن منح الجائزة لأفضل صحيفة في العام بدلاً عن الصحافي، قائلاً انها قيمة تقديرية كبيرة، وأكد دكتور بلال للصحافيين أن المرحلة المقبلة هي لدعم وتعزيز قيمة الحوار الوطني السياسي والمجتمعي، مطالباً الصحافيين بأن يلعبوا دوراً كبيراً لرفع الهمة والمهمة، لافتاً إلى أن الصحافة صوت مسموع للرأي العام مهما قل عدد المطبوع والتوزيع، قائلاً إننا نأمل أن يكون الحوار اهم المقاصد التي تجمع الجميع وتسهم وتبشر وتدعو وتفتح مساحات واسعة للحوار حتى نصل الى الأمر المقصود. وفي السياق ذاته قال العضو المنتدب لشركة «زين» المهندس الفاتح عروة إن الشراكة بينهم وبين مجلس الصحافة شراكة مريحة ومفيدة، معلناً استعدادهم التام في شركة «زين» لتقديم المساهمات تجاه المجلس، فضلاً عن تقديم دورات تدريبية للصحافيين بغية تطوير المهنة. وكشف عروة عن مراقبة شركة «زين» للعمل الصحفي من على البعد، مؤكداً وجود شراكة حقيقية بين الشركة والصحافي، مشيراً إلى التزامهم بدعم المهنة وتحفيز التميز والإبداع والاحتفاء بالنجاح الصحافي، وقال إننا نستمتع بالرسالة التي يقدمها الصحافي. وقال رئيس لجنة الجائزة بالمجلس الأستاذ الصحافي فضل الله محمد، إن الجائزة مرت بكل المراحل المرتبة الى أن وصلت إلى الجهة الراعية، مؤكداً تطبيق كل المعايير الأكاديمية والمهنية في تحديد الفائزين، وقال فضل الله إن أبرز الظواهر التي واجهت عمل اللجنة الزيادة الكثيرة في تقديم الجوائز مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى تطور العمل الصحفي، وأوضح أن اللجنة عقدت «19» اجتماعاً، وتم تقسيم العمل إلى لجنتين فردية واجتماعية، لمزيدٍ من تطبيق المعايير المهنية والعلمية مع الفترة الكافية للتقديم، مشيراً إلى أن اللجنة أبدت ملاحظاتها على المنافسة حتى في ما يتعلق بمواد الرأي.