* هنالك مقولة ثابتة أو عرف سائد لدى غالبية أهل الشأن الرياضي على وجه العموم ولعبة كرة القدم على وجه الخصوص تتعلّق بأن إستمرارية الأجهزة الفنية على رأس الفرق لسنتين أو ثلاث أي (الاستقرار) من شأنها أن تحقق النقلة الفنية المرجوة والنتائج الجيّدة سواء على صعيد المشاركات المحلية أو الخارجية. * العرف المذكور قد يكون صحيحاً متى ما اقترن بالضمانات الكافية للمواصلة على نفس الوتيرة وتحديداً في جزئية التعاقدات ومدى فعالية الانتدابات الرئيسية عقب نهاية كل موسم. * غالبية عشّاق الأحمر وأنا منهم ذكروا أن الإستغناء عن الفرنسي غارزيتو وعدم تمديد تعاقده من قبل لجنة التسيير شكّل أحد العوامل الرئيسية لتدني مستوى المريخ خلال الموسم الحالي مقارنة بالموسم الماضي وتحديداً في المنافسة الافريقية. * ولكن هل مواصلة الفرنسي كانت ستحقق تلك الغاية لدى الجماهير الحمراء في ظل الوضعية الراهنة والتي لا تنفصل عن الوضعية المالية للجنة التسيير التي قادت للتعاقد مع البلجيكي ايمال وعدم إنجاز صفقات نوعية للفريق عقب انقضاء الموسم الماضي؟ * للإجابة على السؤال المذكور سنصطحب تجربة غارزيتو نفسه عندما واصل قيادة الهلال لموسم ولنقرأ بهدوء ماذا حدث افريقياً ومحلياً خلال موسم ونصف من تعاقد النادي الأزرق مع الفرنسي. * تعاقد الهلال مع غارزيتو في نوفمبر (2011) وقاد الفريق محلياً وافريقياً لموسم كامل (2012) حيث غادر الفريق في عهده محطة دوري الأبطال من دور ال(16) على يد فريق أولمبيك الشلف الجزائري (بالركلات الترجيحية). * بعدها تحوّل الفريق لكأس الكونفدرالية وبلغ فيها الدور نصف النهائي وعجز عن الوصول للمباراة النهائية على يد جوليبا المالي (بالركلات الترجيحية) بعد أن فاز بإستاده (2-0) وخسر بمالي (0-2). * غارزيتو حقق بطولة الدوري الممتاز للموسم المذكور مع الهلال بفارق (خمس نقاط) عن المريخ وخسر نهائي الكأس أمام المريخ (بركلات الترجيح). * بطولة دوري ونصف نهائي بطولة قارّية حصيلة جيّدة جداً إضافة لمغادرة (ثلاث بطولات) عن طريق (ركلات الترجيح) والتي عادة ما يلعب فيها الحظ دوراً محورياً في الكثير من الأحيان كل ذلك يعني أن الجهاز الفني نجح في وضع بصمته مما حفّز مجلس الإدارة للمواصلة مع الفرنسي والذي وقّع في الأصل عقداً (لموسمين). * من صنعوا الفارق مع الهلال خلال الموسم (2012) في مقدمتهم المهاجمين الزيمبابوي (سادمبا) والسنغالي (ابراهيما ساني) الذي تم التعاقد معه في تكميلية يونيو (2012) إضافة لتألّق عدد من العناصر المحلية على رأسها كاريكا ومساوي وبشّه (قبل إعارته للوحدة السعودي) وعلاء الدين وهيثم مصطفى (قبل راية العصيان). * عقب انقضاء موسم (2012) وتحديداً في التسجيلات الرئيسية لموسم (2013) وبإشراف غارزيتو تعاقد الهلال مع كل من (كايا - سامي عبد الله - وضم الماليين تراوري وعمر سيدي بيه والسنغاليين دومنيك والمامي والبوركيني سنكارا). * بينما إستغنى عن كل من (هيثم مصطفي - علاء الدين يوسف - معتز رابح - الطاهر حماد - فالنتاين - ادوارد سادومبا - يوسف محمد). * قبل تكميلية (2013) أقيل الفرنسي غارزيتو بعد أن غادر دوري أبطال افريقيا من دور ال(32) أمام فريق يعتبر مغمور (سيوي سبورت العاجي) والتعادل في (أربع مباريات ببطولة الدوري) أمام كل من (المريخ – الأهلي الخرطوم – اتحاد مدني – الهلال كادوقلي) بعد أن لعب الفريق في تلك الفترة (8) مباريات. * وهذا يعني أو يؤكّد أن استمرارية غارزيتو مع المريخ كانت ستقود لنفس النتائج التي حدثت مع الهلال ليس طعناً في قدرات الفرنسي الفنية ولكن لغياب الضمانات الإدارية التي ستحقق النجاح المأمول عند الاستمرارية لموسم آخر. * ما يحدث مع البلجيكي حالياً كان سيحدث لا محالة مع غارزيتو بعد أن تجرّد الفريق من أسلحة قوة الموسم الماضي وفشل لجنة تسيير المريخ في إضافة لاعبين نوعيين للموسم الجديد. * إذاً نجاح استمرارية المدرّب ومواصلة النتائج الجيّدة مرهون تماماً بتوافر ضمانات إدارية على مستوى عال في عملية تقوية خطوط الفريق ولاحظوا لجميع الفرق العالمية التي استمرت أجهزتها الفنية وحققت (النجاح) وتلك التي استمرت وفشلت. * حاجة أخيرة كده :: مشكلتنا في السودان إدارية مزمنة.