* الفوز بالبطولات القارية ليس بالأمر السهل، ويكفي إن فريق الهلال الذي ظل يكافح على مدى نصف قرن من الزمان لم يسبق أن أحرز أي بطولة قارية، وإن اقترب بشدة من الفوز بالبطولة الكونفدرالية هذا العام ولكنه أخفق كعادته كلما يشتم جمهوره رائحة البطولة. * والمريخ فاز ببطولة قارية واحدة بعد 18 عاماً من بداية مشاركاته في المعترك الأفريقي ثم صام بعدها عن الفوز بالبطولات القارية على مدى 23 عاماً وأيضاً كانت الفرصة سانحة أمامه ليكرر الإنجاز هذا العام ولكنه أخفق في تسجيل هدف داخل ملعبه في إياب نصف النهائي كظاهرة غريبة أصبحت تلازم المريخ في السنوات الأخيرة وتحرمه من تحقيق الإنجازات الدولية. * عموماً الشيء اللافت إن ناديي القمة وبعد أن أصبحا يستقدمان المحترفين الأجانب في السنوات الأخيرة، تقدما كثيراً في التنافس الأفريقي وأصبحت مشاركتهما في مراحل المجموعات والوصول للأدوار المتقدمة أمراً معتاداً، مما يعني اقترابهما من خطف البطولات القارية بعد أن كانا يخرجان من الدورين الأولين على مدى يقارب ال 15 عاماً منذ أوائل التسعينات وحتى أواسط العقد الأول من الألفية الجديدة، ثم حدث التطور بعد أن تولت الرأسمالية إدارة الناديين وقدوم عهد الاستعانة بالمحترفين الأجانب، ومجاراة الأندية الأفريقية الكبيرة التي تعتمد على استقدام الأجانب. * إذا استمر دعم الرأسمالية لناديي القمة والاستمرار في سباق التسلح بالمحترفين المميزين حتماً ستأتي البطولات عاجلاً أو آجلاً.. * على الرغم من أن المريخ أكثر إمكانيات وأكثر استقراراً من الهلال لكن يوجد عيب في المريخ يتمثل في عدم الدقة في اختيار اللاعبين الجيدين سواء كانوا وطنيين أو أجانب، وكثيراً ما دفع المريخ مبالغ طائلة ولكنه استقدم بها لاعبين عاديين لا يحدثون الفارق.. إضافة لذلك فالمريخ غير موفق في التسجيلات المحلية.. * كما أن تحفظ المريخ في الحصول على خدمات لاعبين ممتازين مفكوكين من نده الهلال حرم الفريق من تحقيق طفرات كبيرة في المستوى، على الرغم من أن نده الهلال سبق أن أصابه في مقتل عندما انتزع منه أفضل لاعبي الارتكاز في البلد ومن يومها ظل المريخ يعاني في وظيفة الارتكاز حتى اليوم. * المريخ أيضاً غير محظوظ مع المدربين الأجانب، لذلك ظل يشهد عدم استقرار مزمن في التدريب انعكس سلباً على مسيرة الفريق.. وعادة ما يأتي النادي بمدرب جديد لفريق الكرة، وجديد على البلد فيبدأ من الصفر في كل عام. * المريخ اليوم في مفترق طرق فإن غلب على أهله الإنفعال وردود الأفعال الغاضبة والسلبية سيحدث عدم استقرار يؤدي لتراجع كبير إلى الخلف. * وإن فقد المريخ الدعم الرأسمالي سينتهي كل شيء، ويصبح شأنه شأن أندية الوسط في الدوري الممتاز. * ليس أمام أهل المريخ اليوم سوي الرضا بما قسمه الله وقدره، وعليهم أن يواصلوا المسيرة بقوة مع مراجعة الأخطاء والسلبيات والعمل على التصحيح دون انفعالات. * أهم مسألة في المريخ اليوم تتمثل في مصير الجهاز الفني الحالي حيث اقتنع الجميع بأن المدرب ريكاردو غير قادر على بناء فريق ضارب، ويكفي فشله الذريع في توليف لاعبين جيدين في خط الوسط، وبالتالي فاستمراريته أصبحت غير مجدية. * على مجلس الإدارة اتخاذ قرار عاجل بتنحية المدرب ريكاردو ليتحول إلى مستشار في بقية مباريات الموسم، ومع انتهاء الموسم يغادر إلى بلاده بغير رجعة، ويتم تكليف فاروق جبرة وإبراهومة مع بقية الطاقم البرازيلي بالإشراف على الفريق في بقية المباريات حتى نهاية هذا الشهر الذي ينتهي معه الموسم. على أن يشرع المريخ فوراً في التعاقد مع المدرب التونسي محمد عثمان الكوكي، على أن يتسلم الكوكي مهامه بمجرد نهاية الموسم الحالي، ليشارك في التسجيلات القادمة. * ونحذر ونحذر ونحذر من استقدام مدرب أجنبي جديد ليعمل لأول مرة بالسوان، لأن ذلك يعني البداية من نقطة الصفر. * وعملية التسجيلات ينبغي أن تركز على دعم الفريق بلاعبي وسط ممتازين في المحور وصناعة اللعب، ومواصفات اللاعب المطلوب إجادة التحكم وامتصاص الكرات والتقدم السريع بالكرة للأمام، وإجادة التمرير البيني وتنفيذ الركلات الثابتة، وقوة التسديد. * بالنسبة للأجانب فالحضري يمكن أن يستمر لموسم آخر.. أما ليما يمكن أن يبقى شريطة تحويله للمحور أو الوسط المتقدم الأيسر.. ولكن إن لم يرغب في الاستمرار بالسودان عند مغادرة مواطنه المدرب ريكاردو فليذهب معه. * وارغو ينتهي عقده بعد أيام ولا مجال للتجديد معه إطلاقاً.. * يمكن استمرار كلتشي وساكواها.. وإذا تم التعاقد مع مهاجم أجنبي جديد يتميز بالسرعة مثل سادومبا يمكن إعفاء أديكو لأنه بطئ كما أنه الأكبر سناً وسط المهاجمين.. ولكن هل يملك رجال المريخ شجاعة التعاقد مع سادومبا؟! * عموماً، مهاجمو المريخ الأجانب ليسوا سيئين ويكفي إنهم يتصدرون قائمة هدافي الممتاز، ولكنهم تأثروا بضعف خط الوسط وانعدام صناعة اللعب. * لاعب الوسط اليوغندي المعار مايك موتيابا يمكن إرجاعه للفريق. * بلة جابر ينبغي حل مشكلته بحكمة وإعادته فوراً لبوتقة الفريق لأن البلد لا يوجد بها لاعبي أطراف أفضل..وقد كان المريخ في حاجة شديدة لمجهودات بلة جابر في مباراة السبت.. ولكن للإنضباط أحكام طبعاً.. وعلى بلة جابر أن يكف عن حماقاته ويسارع بالإعتذار للمجلس والجماهير.. * لا تهاجموا لاعبي المريخ لأن المستويات التي قدموها هي إمكانياتهم وقدراتهم التي نعرفها.. وعلينا ان نلوم من يشرفون على أمر التسجيلات.. فقد أخجلونا بلاعبي وسط لا يحسنون قيادة الهجمات ولا صناعة اللعب، بل بعضهم لا يحسن حتى تمرير الكرة.. بذمتكم ده كلام؟ وهناك لاعب محور في المريخ من طريقة حركته في الملعب تشعر إنه يرتدي (شبشب قرقاب خشبي) وليس حذاء كرة!! زمن إضافي * رغم فقدان المريخ لأمل الفوز بالدوري منطقياً، لكن الأمل في البطولة موجود بالحسابات، وبالتالي ينبغي العمل على تحقيق الفوز في مباراة أهلي الخرطوم غداً باستاد الخرطوم. * للأسباب النفسية ينبغي أن يقود فاروق جبرة الفريق غداً على أن يلعب الفريق بتشكيلة تضم أكرم في حراسة المرمى باسكال وضفر ونجم الدين ومصعب في الدفاع سعيد وأمير كمال في المحور.. الباشا وليما في الوسط المتقدم ساكواها وكلتشي في الهجوم.. * أي تغيير جذري في التشكيلة سيقود لتعثر الفريق وتأزيم الموقف. * لم أتوقع إطلاقاً أن يتخلى مدرب الهلال غارزيتو عن شجاعته واللجوء للطريقة الجبانة في مباراة أمس، والتي قادت للإطاحة بفريقه ما بين مصدق ومكذب.. * يا غارزيتو كان بإمكانك التأهل حتى لو خسر فريقك 1/3 فلماذا فقدت شجاعتك هذه المرة ولم تبادر بالهجوم بثلاثة مهاجمين علماً إن كل المحللين أكدوا إن قوة الهلال في هجومه.. * ذلك الزميل الذي يثير حفيظة المريخاب بطريقة تغطياته لإخفاقات المريخ في صحيفة اجتماعية يفترض أن تكون محايدة، ماذا سيقول الآن عن البطولة التي سبق أن أطلق عليها اسم (الجعرانية)؟! سهلة أم صعبة؟! * أضاع الهلال بطولة جديدة كانت في متناوله، لتتواصل مداعبات ناس مزمل وسلك عن (الصفر الدولي) لحين إشعار آخر.. وقد حسبنا إن مكايدات الحمر للزرق ستنتهي هذا العام بعد أن استمرت 23 عاماً! * عام 2012م هو أسوأ عام مرت به الكرة السودانية على المستوى الدولي.. وآه يا عام (2) و (صفر) و(12)!!
