* بالأمس فجعت الرياضة السودانية عموماً وأمة المريخ على وجه الخصوص في أحد أبر أبناء المريخ برحيل آخر حجاج المريخ حاج التوم حسن. * (حاج التوم حسن الجرق) سليل الأسرة الأمدرمانية المعروفة التي خرج من رحمها أفذاذ الرياضين الذين عطروا سماوات الرياضة فناً وألقاً وتوهجاً. * برحيل حاج التوم فقد المريخ الحجاج الثلاثة حاج مزمل مهدي وحاج زروق وحاج التوم ابن أحد رجال الخير في الموردة وكان صاحب أيادٍ بيضاء وعمود من أعمدة الموردة اشتهر بتهجيز المقابر وأول الحاضرين للدفن ورث عنه أبناؤه هذه العادة وأصبح أبناء الجرق تجدهم في كل المناسبات الاجتماعية في السراء والضراء. * قدمت أسرة التوم الجرق مختار رئيس نادي الموردة الأسبق والمرحوم عوض التوم لاعب الموردة والراحل الحاج التوم سكرتير المريخ الأسبق ومولانا القاضي عبدالله التوم رئيس رابطة المريخ في دبي ولاعب الفريق القومي والموردة اللاعب عمر التوم. * الحديث عن الحاج التوم الجرق يطول ولعل قصة انتقال المريخ من حي المسالمة الى حي السوق شرق جامع أمدرمان الكبير فقد لعب فيه مع توأم روحه الذي تربطه به علاقة المصاهرة حاج مزمل مهدي دورًا كبيراً في خروج المريخ من رحاب الحي الى رحاب النادي الشامل لكل السودان. * رئيس المريخ في ذلك الوقت شريف أحمد عمر اعترض على انتقال المريخ ولكن الثنائي حاج مهدي وحاج التوم لعبا دوراً مؤثراً في دعوة الجمعية العمومية الى أن تم انتخاب محمد خير على رئيساً لنادي المريخ واختير حاج التوم سكرتيراً لنادي المريخ وانتقل نادي المريخ لحي السوق. * لم يقف طموح حاج التوم الى هذا الحد، بل أنه اجتهد للحصول على قطعة أرض ثابتة للمريخ لكي يقام فيها النادي وكان ذلك في مطلع الخمسينيات ونجح في الحصول على قطعة الأرض الحالية في العرضة جنوب. * بعد ذلك واصل الحاج التوم وصحبه الميامين معركة بناء النادي وكان هذا أكبر تحدٍ يواجه الحجاج فتكونت لجنة مشتركة بينهما والأقطاب للإشراف على عملية البناء التي أشرف المهندس حسن أبوبكر على تنفيذها فخرج نادي المريخ تحفة رائعة تسر الناظرين. * وتم افتتاح النادي بواسطة الزعيم إسماعيل الأزهري وتزامنت مرحلة افتتاح النادي بانضمام اللاعب الكبير والذي أصبح بعدها اسمه على كل لسان الإمبراطور حسن أبو العائلة وبمبادرة من سكرتير النادي في ذلك الوقت (حاج التوم حسن). * استمر عطاء الراحل حاج التوم رغم تقدم السن فكان أن عهد له رئاسة لجنة المنشآت عام 1984 إبان تولي اللواء خالد حسن عباس رئاسة المريخ. * وقرر مجلس الإدارة تنفيذ بناء المسجد وملحقاته بالعون الذاتي والدعم الخيري ونظراً لأن موارد النادي المالية كانت شحيحة في ذلك الوقت. * قرر حاج التوم استنفار جهد الخيرين من داخل وخارج السودان وشد الرحال الى دولة الإمارات وكان يومها شقيقه مولانا عبدالله التوم نائباً لريئس الرابطة وتمكن من مقابلة الشيخ سيف بن درويش حيث أبدى استعداده التام لبناء مسجد المريخ على نفقته الخاصة وكلف حاج التوم بتسليم الرسومات والخرط الى وكيله في السودان وبالفعل تم بناء هيكل المسجد ليقوم رجل البر والإحسان عبد الرحمن البشير الريح بتكملة المسجد. * هذا جانب يسير من علاقة حاج التوم حسن الجرق بالمريخ بذل خلالها من جهد الرجال المخلصين المؤمنين برسالة المريخ ما بذل وسكب من عرق الوفاء والولاء ما سكب وقدم ما لم يستطع أحد سواه أن يقدم من تضحيات في سبيل المريخ دون منٍّ أو أذى حتى أضحى اسم الحاج التوم معروفاً لكل أهل المريخ متى ما وقفوا في جامعه لأداء الصلاة. * عرف عن حاج التوم الكرم والسخاء والجود فكم من مرة دفع من حر ماله للمريخ يوم كان المال عزيزاً والزاد قليلاً وكم من مرة فتح داره لتحتوي في قلبها العامر بحب المريخ أبناء الأسرة المريخية. * ما أصعب تحسس الحروف ما بين الدموع وحزني على الخال (حاج التوم حسن) يقبض على تلاليب القلم ويخنق المداد في ليلة سوداء أدمت القلوب قبل المقل، وإنا لفراقك لمحزنون.