التجاني حسن إدريس قامة من قامات الإعلام ارتبط به منذ كان موظفاً في وزارة الثقافة والإعلام حتى بلغ سن المعاش ومن الرجال الذين سخروا كل قدراتهم للإعلام الإذاعي والصحفي وبصفة خاصة الرياضة فكان من الشخصيات التي رفعت اسم عاصمة كردفان مدينة الأبيض لينضم لتلك الكوكبة من رجال الصحافة الذين قدمتهم هذه المدينة في وقت كانت الخرطوم تستأثر بأضواء الإعلام ولكنهم وبجهدهم الخاص خلدوا اسم هذه المدينة في تاريخ الإعلام حيث كانت الأبيض ثاني مدينة على مستوى السودان تحتل مكانة مرموقة في سجل الإعلام السوداني فإن كانت الأبيض اشتهرت بعاصمة المصدرين للمحاصيل الزراعية الذين شكلوا دعامة كبيرة للاقتصاد السودانب فإن التجاني من الذين سجلوا ذات المكانة لكردفان في ساحة الإعلام. تولى التجاني الصفحة الرياضية لصحيفة كردفان في السبعينات وعمل مراسلاً لجريدة الصحافة كما شارك الأستاذ عوض محمداني في تأسيس إذاعة إقليم كردفان (رسالة كردفان) وعمل نائباً لعوض أول مدير للإذاعة فكان التجاني ساعده الأيمن ليرفعوا صوت كردفان عالياً في ساحة الإعلام المسموع. لم يقف جهد التجاني في ساحة الإعلام، بل كان المبادر بجمع الإعلاميين بمدينة الأبيض ليؤسسوا أول تنظيم إعلامي لفرع الأبيض لينتقل بدوره ليصبح صوتاً عالياً لهوموم الإعلام بكل تجرد ونكران ذات. حقاً التجاني تاريخ ورصيد في دنيا الإعلام على الصعيدين الرسمي والأهلي ولا يسع المجال حصره حيث ظل مجاهداً في ساحته حتى سن المعاش مع نهاية القرن العشرين عندما داهمه مرض السرطان اللعين. أشهد الله أن من يهاتفه سائلاً عن صحته يلمس فيه قوة الصمود واليقين والتحدي لهذا المرض الفتاك فيشعرك بأنه القوي وأن المرض هو الذي يستنجد لمواجهة صموده ولكن هل يمكن لعاصمة كردفان وواليها السيد معتصم ميرغني حسين زاكي الدين الذي زامله لاعباً وطالباً أن يقف متفرجاً على رمز من رموز الأبيض وهل يقف رجالات الأبيض من كبار الرياضيين والمصدرين بعيدين عن هذا الرقم الشامخ والصامد وهل تقف قبيلة الإعلام وقبيلة الرياضة في الخرطوم لتترك رجلاً في قامته في معركته غير المتكافئة لا لضعف في قوته وصموده ولكن لشح المال الذي يحتاجه بالضرورة للسفر للقاهرة فهل يقف المال الذي يتدفق في الرياضة بلا حساب على كل المستويات من الدولة ومن رجال المال هل يقف نصيراً للمرض منحازاً له ضد من أعطى وبذل لنصف قرن من أجل الرياضة والإعلام وإعلاء كلمة الأبيض. ليدرك أهل الخير من رجالات هذه القبيلة أن كل يوم أو ساعة يعجز فيها عن السفر للقاهرة إنما هي انحياز ودعم للمرض اللعين ضد من بذل وأعطى بلا حدود فهل يكون هذا جزاء من أعطى وأفنى عمره في الإعلام والرياضة. فقد جاء يوم الوفاء وقبيلة الرياضيين لا تخلوا من الأوفياء لمن أعطى بلا حدود. ولندعو للتجاني بالنصر الكبير على المرض اللعين بإذن الله وأمنياتي لك بالصحة والعافية يا التجاني والمعذرة إن لم نساهم بغير هذه الكلمات.