أوضح عدد من مزارعي مشروع الجزيرة ضعف التحضيرات للعروة الصيفية وأنها معرضة لجملة من المهددات على رأسها قلة مناسيب المياه بالقنوات جراء تراكم الأطماء علاوة على قلة التحضير بها بسبب تأخر حفرها، وزادوا بأن قلة السيولة في ايدي المزارعين ألقت بظلالها على تحضيرات الأراضي جراء عجزهم عن الإيفاء بمتطلباتها المادية، حيث وصلت تكلفة حراثة الفدان 10 جنيهات بالمحراث العادي و25 جنيها للمحراث القرصي (disc plough)، بجانب ارتفاع سعر التقاوى حيث وصل سعر الكيلوجرام من تقاوى الذرة هجين طابت 5 جنيهات والعينة ألفا 12 جنيها والعينة الهجين تكاد تكون معدومة. وحذروا من فشل العروة الصيفية ما لم يتم توفير الأسمدة في الوقت المناسب لحاجة النباتات، وما لم تتم معالجة اختناقات المياه بالقنوات. يقول المزارع بمكتب مبروك التابع لامتداد المناقل محمد موسى الماحي، إن الوضع الذي يعايشه ملاك الأراضي بمشروع الجزيرة غير جيد ولا يتناسب مع قامته، وزاد بأن المزارعين لا يمكلون مالاً لمقابلة احتياجات العروة الشتوية ومتطلبات الموسم الجديد. وطالب بأن توفر الدولة التمويل للمزارعين بشروط ميسرة، بعيدا عن الشطط والمغالاة في تحصيلها، كما يحدث الآن من قبل البنك الزراعي، مما حدا بكثير من المزارعين الى الإحجام عن الذهاب للبنك لطلب التمويل خشية مطالبته المفرطة في نهاية الموسم. وغير بعيد عن حديثه يقول المزارع بمكتب الطائف العدني الريح محمد زين، إن الموسم الجديد مهدد بكثير من المعضلات، حيث لم يتم تحضير وحفر أبو عشرينات التابعة لحواشاتهم في الوقت المناسب. ووصف رئيس رابطة مستخدمي المياه بترعة الحصاحيصا بحري التابعة لقسم ود حبوبة الزين بخيت، بداية الموسم الجديد بالمتعثرة. واضاف إن ما يضعفها أكثر الاختلاف الذي نشب بين إدارة الري والمشروع حول تبعية الري بالمشروع أخيراً، وزاد أن الاختلاف ألقى بظلاله على أرض الواقع بالتأثير على نسبة التحضيرات بالمشروع، علاوة على رفض البنك الزراعي لتمويل المتعسرين من المزارعين. وقال الزين إن التحدي الأكبر الذي يواجه إدارة المشروع الآن هو بداية الموسم في توقيته المحدد، وأكد أن الكل محبط مما يجري بالمشروع من إهمال وغياب تام لإدارته عما يجري بالغيط، وتنبأ بفشل العروة الصيفية فشلا ذريعا إذا ما سارت الأمور بالوتيرة الحالية، وتأسف لعدم متابعة القيادات العليا للاتحاد لما يجري بالمشروع. وغير بعيد عن حديث الزين يقول المزارع بمكتب الكتير «32» معاذ يوسف، إن التحضيرات للموسم الجديد تسير ببطء بل تكاد تكون معدومة أو غير ملموسة في مناطق كثيرة، وإن إدارة المشروع تشكل غيابا تاما عما يجري بالمشروع، وإن روابط مستخدمي المياه غير مؤهلة للعب الدور المُناط بها، بجانب ضعف التحضيرات في مجال الري وقنواته الرئيسية والفرعية. وفي مكتب الأمير ود البصير التابع لقسم وادي شعير يقول طلحة ابراهيم، إن بداية الزراعة بالعروة الصيفية ليست بالصورة التي كان يتوقعها المزارعون، حيث أن الزراعة قائمة على الجهد الفردي للمزارع، وأن إدارة المشروع لا زالت تمارس الغياب عما يجري بالغيط، وقال إن الموسم الجديد لن يكون أفضل من سابقه، ولا أحد يعلم شيئا عن مدخلات الإنتاج ومدى توفرها.