وصل سعر كيلو جرام تقاوى صنف الذرة الهجين الأمريكي (ألفا) إلى 14 جنيه بمشروع الجزيرة فيما يباع كيلو جرام الصنف طابت بواقع 5 جنيهات بينما شكل الصنف الهجين غيابا عن الساحة في وقت يستعد فيه المزارعون لانطلاقة العروة الصيفية وسط شكاوى عدد من مزارعي مشروع الجزيرة من غياب ملامح التنظيم والترتيب الزراعي والإداري ، مما قاد لأن تعم الفوضى أرجاء المشروع جراء الفهم الخاطئ لقانون 2005الذي كفل للمزارعين حرية اختيار ما يرونه مناسبا من تركيبة محصولية وأوضحوا أنهم كانوا يتوقعون تحسن الأوضاع و الحال في الموسم الجديد بناء على النداءات والشعارات والبرامج التي رفعتها الإدارة التنفيذية لمشروع النهضة الزراعية لتأهيل مشروع الجزيرة وإعادة البريق إلى محياه غير أن معظم المزارعين ومن واقع الحملة التعريفية ببرامج النهضة الزراعية أكدوا رفضهم التام للانضمام تحت لواء برامج النهضة الزراعية وعللوا رفضهم بارتفاع التكلفة التي حددتها النهضة وأكدوا أن روابط مستخدمي المياه غير مؤهلة للعب الدور المناط بها بجانب ضعف التحضيرات في مجال الري وقنواته الرئيسة والفرعية رغم ما ظلت تردده إدارة المشروع عن اكتمال كافة الترتيبات لانطلاق العروة الصيفية وزراعة محصولي الفول السوداني والذرة في التوقيت المحدد لذلك . فإلى الجنوب الغربي من رئاسة مشروع الجزيرة بركات وتحديدا بمكتب حمد النيل التابع للقسم الأوسط يقول المزارع بترعة ود آدم وحرم خضر العوض إن التحضيرات وبداية الزراعة ضعيفة ولا تتناسب مع حجم الإعلانات والتصريحات التي ظلت تطلقها إدارة المشروع عبر وسائل الإعلام حيث تأخر حفر أبوعشرينات لحمل المياه من القنوات الفرعية الصغرى ( الترع ) إلى داخل الحواشات بجانب أن مصارف المياه لم تراوح محطة الرداءة حيث لم يطرأ عليها شئ من الاهتمام علاوة على أن الكسور والمواسير بالترع لم يحدث فيها إصلاح. وقال إن التقاوي متوفرة بيد أن معظم المزارعين لا يملكون القوة المالية التي تؤهلهم للحصول عليها حيث تجاوز سعر كيلو جرام الصنف الجديد من الهجين الامريكي الجديد (ألفا) 14 جنيه بجانب وصول سعر تكلفة حراثة الفدان إلى 10 جنيه بالمحراث الطراد و25 جنيه بالمحراث القرصي (DISK PLOUGH) و 8 جنيهات للتسوية ( الطراح). وفي امتداد المناقل يقول المزارع بمكتب مبروكة نور الدائم إن نسبة التحضيرات والاستعدادات يقوم بها المزارعون على نفقتهم الخاصة وطالب بوصول مدخلات الإنتاج لا سيما الأسمدة في توقيت مناسب وأن يطرحها البنك الزراعي بتعهدات من روابط مستخدمي المياه أو الاتحادات الفرعية حتى يتسنى لجميع المزارعين الحصول عليها في توقيت مناسب، ودعا إلى أن تشكل الإدارة حضورا بالغيط حتى تتمكن من متابعة الزراعات وتطمئن على سيرها بالصورة المناسبة وطالب نور الدائم بتخطي العقبات المقدور عليها التي اعترضت مسيرة الموسم السابق وحالت دون نجاحه . وبمكتب الكتير يقول المزارع بترعة مكوار عبد الإله عمر العبيد إن مستوى التحضيرات ضعيف على مستوى البنى التحية والتحضير على مستوى الحواشات مما انعكس سلبا على تأخر بداية الزراعة وقال إن ارتفاع تكلفة التحضيرات واسعار التقاوى اثر بصورة كبيرة على تأخر الزراعة علاوة على تأخر وصول المياه إلى القنوات الرسمية وطالب بتوفيرمدخلات الإنتاج خاصة الأسمدة في وقت مناسب ويرى عبد الإله أن روابط مستخدمي المياه غير مؤهلة لأداء دورها وأنها بحاجة لمزيد من التأهيل والتدريب والتعليم بما يليها من مهام . وبترعة أم جريس بذات المكتب يقول المزارع معاذ يوسف إن التحضير للموسم الصيفي ضعيف وأن الزراعة في بدايتها وأن تكلفة التحضير والتقاوى مرتفعة ودعا إلى توفير كافة مدخلات الإنتاج بشروط ميسرة تعين المزارعين على زراعة محاصيلهم بعيدا عن الرهق المالي . وفي دوائر المختصين يقول أحد المسؤولين بالغيط سابقا فضل حجب اسمه إن ما يجري بالمشروع الآن لا يشي بتحسن في الأحوال به وأنه ما لم تتم إعادة نظر عاجلة لقانون المشروع لسنة 2005 لن يقوى المشروع على استعادة مجده المسلوب وإن لم يصحب ذلك إرادة سياسية قوية على أعلى المستويات باتخاذ قرارات حاسمة ومفصلية فالمشروع لا يحتاج إلى كثير من البنيات التحتية بل يحتاج إلى إدارة قوية تقف في وجه التدهور الحاصل بالمشروع. ويرى أنه بقليل من القرارات الحاسمة يمكن أن يعود المشروع إلى مكانه الريادي والقيادي في الاقتصاد السوداني.