٭ في البدء أقول كان لي- ضمن آخرين شرف المساهمة في هيئة تحرير إصدارة «كرامة» الصادرة عن الكيان (التنويري/ الفكري الثقافي) المرموق، اتحاد الكتاب السودانيين في مايو 0102م، وقد جاء اختياري للعمل بالهيئة المشار اليها مترافقاً ومترادفاً مع اختيار آخر تم للاستاذ/ ابراهيم أحمد بخيت، السكرتير الاسبق لمجلة الثقافة السودانية في عهودها الذهبية، ومن ثم باشرنا العمل التحريري بأنماطه، واشكاله واساليبه المعروفة والمبتكرة، بوصفنا فريقا متعاونا ومنسجما (بحق وحقيقة). وقد وزعت المهام في ما بيننا وذلك في اتجاه إنجاز العمل بصورة متقنة ومميزة- بقدر الإمكان- وأحسب أننا قد استفدنا- أو على الاقل شخصي الضعيف- من العمل برفقة صاحب الخبرات المميزة والذخيرة المعرفية الواسعة في مجالات العمل الثقافي والإعلامي، الاستاذ/ محمد عوض عبوش، والتحاور والتفاكر المتصل معه في كل ما يتصل ويتعلق بشأن الإصدارة، بالاضافة للاستفادة من رؤى وملاحظات الاستاذ/ عالم عباس ورفيقه الاستاذ/ عبد المنعم الكتيابي. وغني عن القول أنه قد أوكلت الىَّ في إطار عملي المحدد جملة مهام وتكاليف ذات علائق بصميم عمل التحرير. ويجيء ضمن هذه المهام والتكاليف الآتي: تحرير بعض الاوراق والمقاربات ذات الطبيعة المطولة عبر العمل على اختزالها ومن ثم إعدادها للنشر بشكل معقول يراعي روح وجوهر المدة ويتباعد- ما أمكن- عن الإخلال بها، هذا بالاضافة لكتابة بورتريه رأي الإخوة المسؤولين عن الإصدارة، وان يتم عبره ومن خلاله تسليط الضوء على بعض كبار مبدعينا: (الطيب صالح، محيي الدين فارس، مصطفى سند، والنور عثمان أبكر). وقد تم نشر البورتريه الأخير إضافة لبعض الاوراق التي قمت بتحريرها وإعدادها للنشر والتي أشرت اليها بسطور سابقات (بالعدد موضوع تناولنا)، أيضاً قمت في إطار عملي بهيئة التحرير ببعض المهام الأخرى، وقد جاءت هذه الأعمال على عدة محاور منها على سبيل المثال اللقاء أو الاتصال ببعض المبدعين المميزين ممن قمت باقتراح التواصل بيننا (بوصفنا هيئة تحرير) وبينهم، بغية التفاكر معهم في ما يتعلق بمسألة مساهمتهم عبر الكتابة بالمحور الابداعي لإصدارة «كرامة» في مجالات القصة، الشعر، النقد، الترجمة.. الخ، وفي هذا الاتجاه جاءت اتصالاتي ولقاءاتي بالاساتذة الافاضل: منصور الصويم وعبد العزيز بركة ساكن ومبارك الصادق، والاخير ذهبت للالتقاء به بمدينة ود مدني، وقد تم بحمد الله توفيقنا في الحصول على ما اردنا وسعينا له من الحصول على مساهمات إبداعية لهؤلاء النفر من المبدعين، ومن ثم تم نشر هذه الابداعات (انظر العدد موضوع حديثنا). وغني عن القول إن هنالك آخرين من زملائي برابطة الجزيرة للآداب والفنون وغيرهم وعدوا بالمساهمة والتعاون في الاعداد القادمات للإصدارة الموقرة، ومن هؤلاء: عمر سنوسي، محمد محيي الدين، أحمد فضل.. الخ. وجدير بالذكر أنني كنت اتفاكر واتحاور مع هؤلاء النفر من المثقفين والمبدعين باعتباري أحد أعضاء هيئة التحرير، وقد قدمت نفسي لهم بهذه الصفة، التي لم تتم الإشارة اليها بالإصدرة، الأمر الذي قد ينال أو يشكك في مصداقيتي. حديث الختام ٭ في الختام أقول ها هو العدد (الاخير/ الثاني) من إصدارة «كرامة» بين يدي القراء الأفاضل، وهو في تقديري يمثل إضافة نوعية/ حقيقية لحركة النشر الثقافي والإبداعي الجاد والمسؤول التي تفتقر اليها الساحة الثقافية والإبداعية ببلادنا لحد بعيد، ومن هذا المنطلق وبهذه المعاني يجيء ترحيبنا واعتزازنا بل وفرحنا الشديد «بكرامة» التي نأمل في أن تساهم مساهمة كبرى ومقدرة في تفعيل عملية الحراك الفكري والثقافي والإبداعي، بعموم القطر المترامي الاطراف. أيضاً أرى أن لا بد لي أن اسجل في خاتمة حديثي ومنتهاه بالصدق كله الذي يقتضيه المقام، وبمنتهى الوضوح والشفافية والصدق الاخلاقي، تحفظي على عدم ورود اسمي البتة بالعدد المشار اليه، لا ضمن هيئة التحرير، كما اسلفت في ما سبق من احاديث، ولا عبر ما خطه يراعي من مساهمات مبتسرة تؤكدها وتؤشر اليها بصورة قاطعة لا لبس فيها (الإصدرة موضوع نظرنا)، ولا حتى من وراء عبارة شارك في تحرير هذا العدد.. الخ. وهذا مما دفع بي لتسجيل هذا العتاب الاخوي والموضوعي، بالصوت الجهير، وذلك من أجل الحقيقة والتاريخ، مع جزيل تقديري وخالص عرفاني.