قال الشاعر مظفر النواب:- (لا نخدع ثانية بالمحور أو بالحلفاء فالوطن الآن على مفترق الطرقات فأما وطن واحد، أو وطن أشلاء)!! (1) مبادئ الحزب العشرة إن الحديث عن الاستراتيجيات اطلاقاً دون الحديث عن التكتيك، وعبر مداها الزمني، قد تشوبها شائبة الانتكاسة العلمية، اذا لم يكن مدخلها العلمي التفكير السليم، والاخذ من بنية الوعي الصحيح، ومن أولويات العمل السياسي العام، الوقوف أمام الاحداث لقراءتها قراءة صحيحة بحفظ حق الآخر في الرأي - وفي هذا يستوي (العدو والصليح) لأن من لا يستصحب معطيات الواقع، فبالضرورة فان رياح التغيير التنظيمي (الحق) سوف تجرفه إلى الهامش. حيث مزابل التاريخ التي لا ترحم، هذا اذا لم تلق به في هاوية الضياع وخريف العمر وزهايمر الطباع. وهذا ما أدركته الحالة التشخيصية لمبادئ حزب الأمة القومي العشرة، عبر استراتيجيته والتي عبرت عن المسح الشامل والكامل، مع وضع الطرح البديل (لنظام الحوكمة) لمعالجات المشكل السوداني (من الألف إلى الياء). فالأمل أن يجد هذا الطرح الاذن التي تسمع والعقل الذي يعي، دونما هو متبع من رفض دائم وعناد مستمر. (2) تفاصيل البنود صحفياً نحاول في هذا المقال وبقدر مدى الامكان للاستيعاب، أن ننقل للقراء الكرام الخطوط العريضة لمبادئ استراتيجية حزب الامة القومي العشرة عسى بذلك نشرك القارئ كآخر سياسي معني بالامر، طالما ان الهم العام الوطني واحد والازمات والبحث عن حلها واحد، ودون الدخول في التفاصيل لان الحديث عن مستقبل السودان بالرؤى الاستراتيجية، ما هو بالحديث الذي يمكن أن يقتل بحثاً بمقالات الصحف السيارة، لأن منابره تتطلب البحث والتنقيب في المراجع، لذا كان لزاماً لا بد من ايكال الامر لاهل الشأن ولمن هو أقدر على توفير معيناته من قيام (الورش والسمنارات). وهذا ما سمعناه من خلال كلمة الحبيب الامام الصادق المهدي - في يوم الاربعاء 2010/7/21م. فان الحزب قد شرع في وضع استراتيجيته للمرحلة القادمة، بل ذهب الى ابعد من ذلك، بأن اشار بالاسم لمن أوكل إليه الامر من أهل الشأن من (دكاترة الحزب)، وعليه ما علينا إلا ان ننتظر (لننظر) إلى ما سوف تتمخض عنه (الدراسات والبحوث) وفق ما جاء في الملفات العشرة - علماً بأن كل ملف طرق فيها - هو بالضرورة أحوج إلى استراتيجية قائمة بذاتها ولكنها ليست كالربع قرنية المطروحة من قبل السلطة الحاكمة!! الآن نطرق على أبواب تلك الملفات باباً اثر باب أولاً:- الرؤية والرسالة. (الملف الأول: تلخص رؤية استراتيجية الحزب إلى انه حزب ديمقراطي رائد، يدعو للسلام والوطن العريض الذي يسع الجميع، ورسالته حارس لمشاريع الحق، دفاعاً عن حقوق المواطن والوطن، ويلخص مبادئ المواطن والوطن، ويلخص مبادئ الحزب الأهم - في عشرة مبادئ أيضاً (1- حكم راشد، 2- تنمية متكاملة، 3- سلام عادل شامل، 4- ترير مصير للنوب وجعل وحدة جاذبة، 5- احترام حقوق المرأة (الجندر)، 6- التضامن مع الوحدة العربية والافريقية والاسلامية، 7- قومية القوات النظامية والخدمة المدنية، 8- علاقة دولية بدون تبعية، 9- توجه اسلامي ملتزم، 10- نهج قومي لحل القضايا). الملف الثاني:- هو ملف بناء الذات الحزبي - وهذا الملف في بنده الاول تطرق الى تقييم تجربة واداء الحزب في انتخابات ابريل 2010م، وفي بنده الثاني تحدث عن لم الشمل لاطراف الحزب، مؤكداً على التزام الجميع بالمؤسسية الديمقراطية، وان يتوجه الجميع من عضوية الحزب لحضور اجتماع الهيئة المركزية (ملتزمين - جانحين - تياريين) - ومرحباً بالجميع إلا من امتنع فهذا شأنه، وليس هناك قرارات حزبية فوقية، وان (قادة الحزب جميعهم منتخبون) وعليه لا معنى للانشغال بمسائل (الزهايمر السياسي) الانصرافية فالهم الوطني اكبر من ذلك. وفي ملف بناء الذات اضاف بنداً آخر، ان لابد من علاج نقاط الضعف التنظيمية (المالية - الاعلامية) واعتبار مرشحي الحزب الذين قدمتهم الجماهير دماء جديدة سوف تقام آلية لمشاركتهم وفق ما يسمح به دستور الحزب. الملف الثالث:- ملف السلام استراتيجية الحزب في ملفها الثالث أكدت على تعلقها (بالسلام العادل الشامل) وبحقوق الجنوب، وترجيح كفة الوحدة، عبر مدنية الدولة السودانية وقومية العاصمة، والمؤسسات وصلاحية اللامركزية، واتباع ميثاق ثقافي للتعايش والدور القومي للتنمية. بجانب احصاء المشاكل القائمة الآن - كمشكلة الحدود والموارد، وبما ان الوقت غير كاف ما قبل الاستفتاء لحلها، اقترحت الاستراتيجية تكوين مفوضية حكماء، يوكل لها هذا الملف، دون ان يؤثر ذلك لاجراء الاستفتاء في ميعاده، وحتى بخصوص الاستفتاء نفسه اشارة الاستراتيجية إلى اسناده الى جهة محايدة (الاممالمتحدة) كخير افضل دون الشريكين وما حدث في الانتخابات ابريل 2010م من تجاوزات. الملف الرابع:- ملف دارفور هو أسخن الملفات - فالجرح مازال نازفاً - ففي هذا الملف أكد الحزب بالاحصاء على نجاح مبادراته والتي وجدها مجسدة في وثيقة (هايدلبرج) لذلك قرر الحزب تبنيها، ودعا كافة الاطراف المعنية لقبولها عبر دعوته إلى قيام المنبر القومي للسلام في دارفور. الملف الخامس:- ملف التحول الديمقراطي أكد الحزب على الانتكاسة البالغة للتحول الديمقراطي بعد نتيجة انتخابات ابريل 2010 (المزورة) والدليل على ذلك ما جرى من تعطيل تعسفي للصحف، واعتقالات ومحاكمات جائرة، وفي هذا نادى الحزب بتكوين آلية مشتركة تضم كافة الجهات المعنية لتصحيح مسار التحول الديمقراطي بما في ذلك الدعوة لانتخابات حرة ونزيهة بعد الاستفتاء كما ينادي بالتعجيل بتكوين مفوضية حقوق الانسان وبمشاركة منظمات المجتمع المدني. الملف السادس:- الاقتصاد السوداني تطرق هذا الملف للاقتصاد السوداني وعبره تم تشخيص حالة الاقتصاد المرضية في كافة المجالات، بما فيها البترول والذي اصيب بالمرض الهولندي والمرض النيجيري، ودعت الاستراتيجية إلى مؤتمر اقتصادي قومي لدراسة ذلك التشخيص واصدار بيان قومي بروشتة العلاج. الملف السابع:- التوجه الإسلامي يتعلق هذا الملف بتصحيح مسار التوجه الاسلامي، والذي ارتبط بالقمع والظلم والفساد، بينما الاسلام دين الصراط المستقيم. ففي هذا أعد الحزب مشروعاً مفصلاً لتصحيح مسار الاسلام في السودان، بازالة التطبيق الضار، وبالتصدي بأقوى صورة (للتيار التكفيري) ومآلاته المدمرة. الملف الثامن:- المجتمع السوداني هذا هو ملف الفساد الذي ضرب المجتمع السوداني والذي استشرى كالنار والحالة المزرية التي انحطت إليها الأخلاق في كل المجالات وما أفرز ذلك من انتشار المخدرات، والممارسات اللا أخلاقية وفي التصدي لهذا الملف اشار الحزب إلى الدعوة لقيام مؤتمر اجتماعي لتشخيص الحالة والاتفاق على روشتة الاصلاح الاجتماعي وتضمن هذا الملف ايضاً الحديث انتهاج سياسة خارجية تقوم على السلام والتعاون الدولي واستقلال الارادة الوطنية ثم الدعوة لقيام مؤتمر يضم السودان ودول الجوار للاتفاق على تعاون أمني ثقافي. الملف التاسع:- حوض النيل خصت الاستراتيجية الحزبية للأمة القومي - حوض النيل بملف بسبب النذر بالكارثة، لذا فالحزب يعمل على تكوين منبر شعبي قومي سوداني مهمته تصحيح التنزل الخاطئ لقضايا حوض النيل والدعوة إلى الوفاق المائي والدعوة إلى الانخراط في مفوضية حوض النيل والتوقيع على الاتفاق الاطاري المؤسسي لها والاجتهاد داخلياً لتحقيق التراضي المائي. وكانت خاتمة الملفات الملف العاشر:- العدالة الدولية ذكر الحزب مبادراته منذ يونيو 2004م ببيان الجرائم التي ارتكبت في دارفور، ونادى بالتصدي العدالي لها، وإلا فسوف تتولاها العدالة الدولية، وهذا ما أكد على حقيقة آخرين مثل بعثة مجلس الامن ولجنة السيد دفع الله الحاج يوسف، ولا مجال للمغالطة حول حقيقة ما وقع من جرائم في دارفور ولا سيما في الفترة منذ عام 2003م وحزب الامة رحب بنظام روما وقيام المحكمة الجنائية الدولية، وهذا التطور شاركت فيه الحكومة السودانية ووقعت على نظام روما - يؤكد الحزب على حقيقة وقوع جرائم في دارفور ويؤيد القرار (1593)م ولكن بصالحية عدلية مخالفة للامتثال الحرفي لمطالب المحكمة، ومخالف للاغفال النعامي لمطالبها. ملف الخلاصة:- هذا هو حزب الأمة القومي - وهذه هي استراتيجيته - فلسان حاله يقول (هذا هو كتابي) وبرنامجي القومي لحكومة الظل (نظام الحوكمة) عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم (نصف رأيك عند أخيك) وعملاً بقول النظم الديمقراطية الراسخة حيث احترام الرأي والرأي الآخر دونما ما هو ما حدث في عالمنا الثالث - حيث (الإجماع السكوتي).