حذّر الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار من تفاقم الأوضاع بسبب تعنت المؤتمر الوطني وقال إن ما يحدث الآن من تصرفات بسبب الاستفتاء ينذر بإعادة سيناريو انتخابات إبريل التي وصفها بالمصيبة، مشيراً الى أن ذلك يجدد الحرب بين الشمال والجنوب لأنه يؤدي الى فقدان الثقة الأمر الذي يرجح رفض أحد الأطراف لنتائج الاستفتاء، موضحاً أن حزبه اقترح إسناد أمر الاستفتاء للأمم المتحدة. وكشف المهدي في مؤتمر صحفي أمس بدار الأمة بأم درمان استراتيجية حزبه للمرحلة المقبلة محدداً في ذات الوقت الحقوق والمخاوف الجنوبية التي تساهم في ترجيح كفة الوحدة وأشار الى الدولة المدنية وقومية العاصمة ومؤسسات الدولة مع إبرام ميثاق ثقافي يكفل تعايش الثقافات مع ترك بترول الجنوب للجنوب. وعدد الصادق (20) مشكلة تواجه الاستفتاء وأشار الى الحدود والموارد موضحاً أن ما تبقى من وقت غير كافٍ لمعالجتها مطالباً بضرورة قيام مفوضية قومية للحكماء يوكل لها ملف القضايا العالقة وكشف المهدي عن اجتماع لفصائل دارفور ينظمه حزب الأمة في الحادي والثلاثين من يوليو الحالي لاتخاذ موقف موحد تجاه وثيقة (هايدلبرج) التي يؤيدها حزبه. وانتقد إمام الأنصار ما أسماه الانتكاسة البالغة في مسار التحول الديمقراطي مشيراً الى تعطيل الصحف واعتقال الصحفيين وعودة الرقابة وقال إن حزبه سيعمل مع القوى السياسية لتكوين آلية مشتركة تضم الجهات المعنية وذلك لتصحيح مسار التحول الديمقراطي بما في ذلك الدعوة لانتخابات حرة ونزيهة بعد الاستفتاء وتوقيع سلام دارفور، موضحاً أن الانتخابات تجريها حكومة قومية مشدداً على ضرورة إصلاح الخدمة المدنية والقضاء وإلغاء التشريعات المقيدة للحريات وإنشاء منبر قومي للحريات العامة وتكوين مفوضية حقوق الإنسان، ودعا لتصحيح مسار التوجه الإسلامي الذي قال إنه ارتبط بالقمع والظلم والفساد. وجدد المهدي تحذيراته بعدم ترك قضية حوض النيل للتناول الرسمي مشيراً الى أن ذلك ينذر بكارثة موضحاً أنهم بصدد تكوين منبر شعبي قومي سوداني مهتم بمعالجة التناول الغلط لقضايا حوض النيل والدعوة للوفاق والأمن المائي لدول الحوض. وبشأن ما يدور داخل الحزب أكد الصادق التزامه بالمؤسسية والديمقراطية وقال إن الذين انشقوا عن الحزب لم يعفوا فمن أراد استئناف عضويته فله ذلك مع الموافقة على تسكين القياديين في مواقع مناسبة، مشيراً الى أن جماعة التيار منهم من عاد لحزبه ومنهم من انضم للمؤتمر الوطني مضيفاً أن الآخرين ستوجه لهم الدعوة لحضور اجتماع الهيئة المركزية للحزب فإن لبوها (فمرحباً بهم) وإن امتنعوا فسوف تطبق عليهم الهيئة لوائحها مؤكداً أنه لا مجال للانشغال بمسائل انصرافية فالهم الوطني أولى بالاهتمام وزاد من شاء أن يشاركنا المسيرة فمرحباً بهم ومن شاء أن ينضم (لفسيفساء) أحزاب الأمة فليفعل وفند المهدي مبادئ حزبه العشرة الخاصة بالحوكمة البديلة.