رصد: خالد سعد اشتعلت المعركة الإنتخابية بين المتنافسين للوصول إلى القصر الجمهوري، وأصبح صراع مرشحى الرئاسة أكثر إثارة فى الحوار العلنى بين المتصارعين للفوز بالمنصب، فقد وجه أمس، مرشح رئاسة الجمهورية ورئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، هجوما شديدا على حزب المؤتمر الوطني ومرشحه المشير عمر البشير، ورد على خطاب الأخير الذي إبتدر به حملته الانتخابية امس الأول باستاد الهلال، وقال المهدي إن من يسكن في بيت الزجاج لا يقذف الآخرين بالحجارة، وخصص في كلمته في مؤتمر صحفي لانطلاق الحملة الانتخابية لحزبه، جزءا كبيرا للتعليق على ما أعتبرها مقارنة بين النظام الانقلابي «الإنقاذ» وحكومة الديموقراطية الثالثة، ودعا للمقارنة بين» صفوف الدكتاتورية» و»صفوف الديموقراطية» فيما يتعلق بالقضاء على ظاهرة ندرة الرغيف والبنزين، ودعا -ضمنيا- قياديا بالمؤتمر الوطني، الى الابتعاد عن العمل السياسي والاشتغال ك»حانوتي» على خلفية تصريحات منسوبة الى نائب رئيس المؤتمر الوطني للشئون التنظيمية الدكتور نافع علي نافع يؤكد فيها قدرة حزبه على «قبر» أحزاب المعارضة في الانتخابات، وقوله إن حزبه هو طالوت العصرالذي سيهزم جالوت المعارضة. وتعهد المهدي بعدم إقصاء حزب المؤتمر الوطني من الساحة السياسية في حال وصل حزبه الى السلطة، وقال: لن يكون هنالك اجتثاث مثلما حصل لحزب البعث في العراق، كما اكد التزامه بمنح نسبة من السلطة لأهل دارفور، لكنه دعا حاملي السلاح الى التخلي عن» العناد والزناد» واستغلال فرصة العملية الانتخابية للتحول الديموقراطي، رغم أنه أشار الى أن ثلث اهل دارفور مشردين وخارج المشاركة في الانتخابات. واتهم منافسه حزب المؤتمر الوطني باستغلال نفوذ وأموال الدولة في حملته الانتخابية، ووصف اتهام حزبه بتلقي أموال من السفارات الأجنبية، بأنه (آخر التقليعات)، مؤكدا أن الحزب ينظر في امكانية المساءلة القانونية للذين يتهمون حزب الامة بتلقى اموال من جهات أجنبية. وتعهد بإجراء إصلاح سياسي يعتمد على النظام الرئاسي الديمقراطي الفيدرالي الراشد، وإنفاذ اتفاقية سلام الجنوب ووضع حلول لنقاط الخلاف في الإحصاء والحدود والعاصمة القومية، وبتقديم خيار الوحدة أو اقامة بروتوكولٍ للجوار الأخوي بين دولتي السودان، وأكد التزامه بحل عادل لدارفور مبني على إعادة مستحقاتها في الرئاسة والحدود ووحدة الإقليم، وتحقيق مطالب أهلها في التعويض وعدم الإفلات من العقوبة وتحقيق معادلة توفق بين العدالة والاستقرار في أمر المحكمة الجنائية الدولية، والالتزام بتطوير اتفاقية الشرق، وبتأصيل يحمي ديباجة الإسلام من التشويه، وبإنشاء آلية قومية للحقيقة والمصالحة لتقصي الحقائق عن كل التجاوزات منذ الاستقلال. وشدد على أن سياسة حزبه ستلتزم بالتحرير الاقتصادي مع إزالة التشوهات، وكفالة الرعاية الاجتماعية، ودعم الزراعة والأمن الغذائي ب10% من الميزانية، وإزالة التمييز الحزبي والتهميش الجهوي وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أساس قومي عادل ومتوازن، ووعد بمضاعفة الصرف على التعليم ل20% من ميزانية التنمية، وإصلاح السلم التعليمي والمناهج، وبدعم الخدمات الصحية الأساسية وألا يقل الصرف على الصحة عن 15% من ميزانية التنمية. وأكد على دعم المجتمع المدني دون تحيز والالتزام بحريته واستقلاليته، ودعم المجايلة، وحل مشكلة العطالة إبداعيا، وإصلاح سياسة التعليم العالي، ومحاصرة العنف الطلابي، وتسهيل الزواج ومحاربة الفقر، والاهتمام بالتربية الوطنية. وأعلن التزامه بالعمل على استقرار الرحل، وتسهيل العودة الطوعية مع توفير الخدمات وحقوق ملكية الأرض للنازحين الراغبين في الاستقرار. ووزعت خلال المؤتمر الصحفي أوراق تشمل البرنامج الانتخابي المفصل للحزب الذي أعلن في وقت سابق، وفتوى للإمام الصادق المهدي تبطل أية اتفاقات مالية بين الناخبين والمرشحين مسنودة بفتاوي لعلماء مسلمين من خارج وداخل السودان تعتبر التصويت لشاري الأصوات حراماً وضرراً ومفسدة، كما أصدر الحزب منشورا للتعبئة تضم مسألة التعليم الانتخابي وشعارات الحزب في الحملة الانتخابية الهلال والحربة (الكبس) مصحوبا بدائرة، وموجهات الحملة الرئيسية ولجانها. وكان المهدي شديد اللهجة في خطابه أمس، عندما رد على ما جاء في خطاب البشير بخصوص الاوضاع في البلاد قبل وبعد إنقلاب الانقاذ في يونيو عام 1989م، واتهم الاسلاميين بأنهم حزب أقلية، وأن «الانقاذ» صادرت كرامة وحرية المواطنين وحولت حرباً أمنية إلى جهادية أفرزت المطالبة بتقرير المصير وساهمت في جعل الانفصال العدائي جاذبا- وأشعلت حريق دارفور- وعرضت البلاد لتمزيق إثني وجهوي غير مسبوق- وفرضت عليها تدويلا مذلا. وقال المهدي إن من يفاخرون بالقضاء على صفوف الرغيف والبنزين، أفرزوا صفوف الهاربين من بطش النظام وضيق المعيشة إلى أركان العالم الأربعة(6 ملايين)، والذين قصفت قراهم وأحرقت ففروا نزوحا داخليا ولجوءً خارجياً (3 ملايين)، والمشردين من الخدمة المدنية النظامية دون وجه حق(300 ألف)، وضحايا التعذيب في بيوت الأشباح، وصف ضباط 28 رمضان الذين أعدموا دون محاكمات عادلة، وضحايا العملة (مجدي وجرجس) والآخرين الذين تصرخ دماؤهم تنشد الإنصاف أمام الله والناس، وصفوف الشحاذين الذين أجبرتهم صناعة الفقر في هذا العهد للوقوف في الطرقات والمساجد، ومدمني المخدرات، الظاهرة المرتبطة بالإحباط الذي عم القرى والحضر، واللقطاء الظاهرة الجديدة بهذا الحجم على البلاد، ألف واحد وواحدة في العام، وصفوف مرضى الإيدز الذي صار وبائيا في البلاد لأول مرة في تاريخها، وفي هذا السياق هدد المهدي قائلا: (إن عدتم عدنا)، ورأى أن هذه الردود أملتها ظروف التنافس الإنتخابي. وتعليقا على انطلاقة حملة حزب المؤتمر الوطني الانتخابية من استاد الهلال، ناشد المهدي إدارات فريقي (الهلال والمريخ) بالتكفير عن هذه الأخطاء بتنظيم لقاءات حاشدة للاستماع لرأي الآخرين، واتهم المؤتمر الوطني باستغلال استادات المريخ والهلال لأغراض الدعاية لمرشحيه، داعيا أن تظل هذه المنابر قومية ومستقلة، وأضاف أن الدستور ينص على استقلال وديمقراطية الاتحادات والفرق الرياضية، ولكن تغول المؤتمر الوطني عليها ونجاحه في استغلالها سوف يجعل الرياضة السودانية غير مؤهلة للعضوية في الرياضة الدولية.