بصدور عدد اليوم الأربعاء من صحيفة «الصحافة» تكون صفحة «مع المهاجر» قد أطفأت مائة شمعة، وهي تتأهب لإيقاد الشمعة ال «101» والمسيرة تستمر بإذن الله تعالى، فخلال أكثر من عامين اقتربنا كثيراً من قضايا الناس في الغربة، حيث تم طرح حزمة من الملفات «الساخنة» من بينها عنوسة السودانيات في السعودية عبر «14 حلقة»، استعرضنا فيها بعض الحالات واستضفنا المتخصصين ورجال الدين، في محاولة لإيجاد حلول لعلاج الظاهرة.. كما طرقنا في صفحات ماضية قضية المغتربين داخل السجون، واستمعنا لإفادة بعضهم، وتوقفنا في محطات من تقطعت بهم السبل، وهم يعيشون في حيرة البقاء في السعودية من أجل وضع أفضل «قد لا يتحقق» أو عودة تحفظ الكرامة داخل الوطن، وذلك في حلقات بعنوان «من واقع الغربة».. وتناولنا ملامح من مسيرة ناجحة لمجموعة من السودانيين في السعودية، فضلا عن تفاعل الصفحة مع التعداد السكاني، والانتخابات العامة، وتغطية أنشطة الجمعيات والروابط بمختلف مسمياتها، وإجراء سلسلة من الحوارات مع المسؤولين وأصحاب الخبرات.. وتُعد الصفحة حالياً العدة لفتح ملفات «الاستفتاء» والجهود المبذولة في سبيل إبقاء السودان واحداً موحداً. ونحن إذ نكمل مائة صفحة، نسعد بتجاوب وتفاعل جميع مكونات المجتمع المدني بالسعودية، التي أصبحت صفحة «مع المهاجر» أحد أبرز عناوينها، وجسرها المفضي إلى الوطن في رحلات آمنة.. وانطلاقا من هذا التجاوب، نؤكد أن الصفحة مفتوحة لجميع السودانيين في السعودية بعيدا عن أي فرز سياسي أو جهوي، بل تعمل الصفحة على ترسيخ علو مكانة المواطنة، في وطن يتسع لكل أبنائه، ونفخر كثيرا أن كل ألوان الطيف السياسي مرت عبر «مع المهاجر». ويبقى القول: عندما نحتفي في هذا اليوم بالصفحة رقم مائة، لا نريد أن نسجل انجازا شخصيا، بل نود التأكيد على أننا عانينا كثيرا في سبيل ان تصل هذه الصفحة صباح كل أربعاء الى القراء داخل الوطن، وخارجه للذين يطالعونها ويتفاعلون معها عبر الشبكة العنكبوتية، وتكمن المعاناة في الحرص على تقديم مادة يحترمها القراء بصفة مستمرة صباح كل أربعاء. وأخيراً نتمنى للطيور المهاجرة في كل أصقاع الكون أن تعود إلى وطنها لتنعم بالاستقرار وطيب العيش بعد سنوات طوال من الغربة المسكونة بالألم جراء البعاد عن مراتع الصبا النضرة.. ونتمنى للوطن أن يبقى واحداً موحداً، وهو يخطو بثبات نحو مرافئ العزة والكرامة، وأن تنكسر حدة «غلاء المعيشة»، وأن تسود كل القيم الجميلة في وطن لا يستحق غير أن يحلق فوق هامات السحب بإمكاناته ومقدرة أبنائه.. ويبقى الوعد بينا أن تتواصل صفحة «مع المهاجر» في كل صباح أربعاء من أجل كل حالم بوطن يفاخر به أركان الدنيا.