نعود بعد أن احتجبت صفحة «مع المهاجر» خلال شهر رمضان المعظم وعطلة عيد الفطر المبارك، لتتواصل المسيرة في إطار خدمة قضايا الوطن والمغتربين، من خلال تلمس احتياجاتهم، وتبني تطلعاتهم والعمل على إيصال صوتهم للجهات المعنية.. وفي البدء يطيب لنا أن نتقدم بوافر الشكر والتقدير والامتنان لجميع القراء والجهات التي ظلت تتساءل عن موعد عودة صفحة «مع المهاجر»، ونخص بالشكر السفارة السودانية في الرياض، وجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج، والجمعيات والروابط والاتحادات، وجميع الكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ونؤكد بأن تساؤلاتهم عن «صفحتهم»، تجعلنا أكثر إصرارا على مواصلة المسيرة، رغم المعاناة التي تنجم نتيجة الإعداد للصفحة، في ظل ظروف عمل ضاغط، لا يقبل أية حالة «تثاؤب»، أو تراخٍ، وهو حال جميع المغتربين في مختلف مهاجرهم. ويسعدني أن تنطلق الصفحة بإجراء سلسلة من الاستطلاعات مع المغتربين والمختصين والسياسيين حول همومهم واهتماماتهم بشأن وحدة السودان أو انفصاله عقب الاستفتاء المزمع إجراؤه في مطلع العام المقبل. ومن خلال هذه الحلقات سوف نتلمس نبض المغتربين، والوقوف على آرائهم وأفكارهم وهواجسهم وأحلامهم في كل ما يختص باحتمال أن يكون السودان وطنا واحدا موحدا كما ورثناه من الأجداد، او ينشطر الى جزءين شمالي وجنوبي، ويصبح الوطن معرضا لكل الاحتمالات بما فيها حدوث «توترات وقلاقل» أو استقرار وتنمية، رغم تشكيك الخبراء والمختصين في الاحتمال الأخير. كما ستتواصل تغطية الأنشطة والفعاليات لجميع أبناء الجالية السودانية بمختلف مدن المملكة العربية السعودية، خاصة العاصمة الرياض التي تمثل رأس الرمح بحراكها الذي لا يعرف التوقف، إلى جانب مواصلة طرق القضايا الاجتماعية، وتسليط الضوء على الكوادر والخبرات المهاجرة، والتعرف على أحلام وطموحات «البسطاء»، ومناقشة سبل العودة الطوعية إلى الوطن الذي نتمنى عندما تعود اليه الطيور المهاجرة أن يكون واحدا موحدا بإرادة السياسيين الشماليين والجنوبيين، حتى يتفرغ جميع أبناء الوطن للإسهام بفاعلية في عجلة التنمية التي لا ينبغي لصوت بندقية أن يعكر صفوها، وأن يتراضى الجميع على الحد الأدنى الذي يصطحب التنوع الثقافي والديني لجميع أهل السودان، وأن تكون المرحلة المقبلة من عمر الوطن أفضل مما مضى، وبطبيعة الحال لن يتحقق ذلك إلا عبر إرادة وطنية خالصة تفلح في تفويت الفرصة على من لا يريدون للسودان أن يكون ذا شأن.. ونتطلع كما هو حال جميع أبناء الوطن في الداخل والخارج، إلى غدٍ يليق بالسودان.