على الرغم من الركود الذى ظل يلازم الاسواق عموما وسوق الذهب بشكل خاص، فقد ارتفعت اسعار الذهب خلال الاسبوعين الماضيين بصورة لافتة للعيان، الامر الذى جعل الكثيرين يلجأون الى السوق لعرض ما لديهم من ذهب، حيث يصل سعر المشترى من الذهب بنسبة تقل حوالى عشرة جنيهات للجرام الواحد، فاذا اشتريت مثلا الجرام العام الماضى ب 45 جنيها والآن وصل الى 100 جنيه فتستطيع ان تبيعه بسعر 90 جنيها وتكون انت الرابح الاكبر. وهذه العملية جعلت الكثير من التجار يتضجرون منها، لدرجة ان التجار اصبحوا مشترين فقط، وليس هنالك بيع وشراء، بل ظل الامر من قبل المواطنين فقط، مما دعا احد التجار الى المناداة بعدم خفض الاسعار حتى لا تكون هنالك خسارات كبيرة لدى التجار، كما أرجع بعض التجار ذلك الارتفاع الى الارتباط الوثيق بين الذهب والبورصة العالمية. ولم يتوقع عدد من اصحاب محال الذهب بعمارة الذهب بالخرطوم، ان تعود الاسعار الى طبيعتها كالسابق فى القريب العاجل، وتوقعوا الاستمرار فى الارتفاع بذات المنوال، وقالوا ربما يصل الجرام الى 120 جنيها خاصة الكويتى منه. وفى جولة ل «الصحافة» داخل سوق الذهب، أكد العديد من التجار على استمرار ارتفاع اسعار الذهب، وارجعوا ذلك الى الارتفاع فى البورصة العالمية والاسهم. وأشاروا إلى أن هنالك ركودا ملحوظا فى حركة الشراء وازدياد حركة البيع من قبل المواطنين. وقال التاجر عوض ابراهيم صاحب «مجوهرات سيدتى» بالسوق الشعبى بالخرطوم، ان السوق هذه الايام يشهد ركودا كبيراً فى القوة الشرائية وازدادت معه حركة البيع، الامر الذى اثر بصورة كبيرة على التجار، واصبحت بعض المحال مهددة بالاغلاق نتيجة لهذا الركود. وقال عدد من التجار خلال الجولة بمجمع الذهب بالسوق العربى، ان ارتفاع الاسعار لاسيما الكويتى منه، جاء نتيجة للارتفاع الذى لازم البورصة العالمية. وقالوا ان القوة الشرائية ضعيفة جدا لعدم توفر السيولة لدى المواطنين. واشار التاجر مجدى علي احمد إن الغالبية العظمى من المواطنين يلجأون الى البيع اكثر من الشراء، مبينا ان السبب وراء تباين اسعار الذهب يرجع الى الجودة والمصنعية، حيث بلغ سعر الجرام السعودى 105 جنيهات والبحرينى 110 جنيهات والكويتى 115 جنيها، مبينا ضعف القوة الشرائية نتيجة لحالة الركود العالمية، مؤكدا أن الذهب اضحى من السلع الكمالية وليس من الضرورية، ولذا فإن الارتفاع يؤثر على التجار دون غيرهم، خاصة إذا كان التاجر يعتمد على تجارة الذهب فقط. ودعا جهات الاختصاص الى تخفيض الرسوم والجبايات على الاقل فى الوقت الراهن، حتى تكون الاسعار فى متناول الجميع، بالاضافة الى التدخل الفورى لمجابهة غلاء الاسعار، موضحا أن هذا الانخفاض من شأنه أن يؤثر كثيرا على عملية البيع والشراء وانتعاش حركة البيع فى الاسواق، بعد حالة الركود التى شهدها السوق التى ادت الى تأثر بعض اصحاب المحال بهذا الركود، مشيرا الى أن سعر البيع للجرام عيار 21 انخفض الى 85 جنيهاً وكذلك سعر الجرام البحرينى، وانخفض سعر الجرام الكويتى الى 88 جنيهاً، وسعر الجرام اللازوردى 88 جنيهاً، والجرام السعودى 85 جنيهاً. وذكر عوض ان سعر البيع موحد لكل انواع الذهب بحوالى 76 جنيهاً.