كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أمس أن صندوقا يديره البنك الدولي لمساعدة جنوب السودان على النهوض من كبوة عقود من الحرب الأهلية لم ينفق سوى الثلث تقريبا من أموال التبرعات, مما أغضب المانحين الغربيين الذين تبرعوا بمعظم تلك الأموال. وقالت الصحيفة إن المبالغ التي أنفقت بنهاية العام الماضي بلغت 181 مليون دولار أميركي فقط من إجمالي 524 مليونا التزم بها المانحون للصندوق. ولا يزال مبلغ 343 مليون دولار معطلا لم يستغل بعد على الرغم من مرور أكثر من أربع سنوات من عمر الصندوق البالغ ست سنوات. وقال رئيس فريق المانحين المشترك -الذي يمثل ست دول مساهمة في الصندوق- مايكل إلمكويست أن ذلك ليس بالأمر الجيد على الإطلاق. وأضاف أنه ليس هنالك مجال لكي ينفق الصندوق كل أمواله قبل انقضاء أجل الصندوق العام المقبل. وكان من المفترض أن يموّل الصندوق بناء مائة مدرسة لكن الرقم تقلص إلى 44 فقط. ومع ذلك لم يكتمل سوى إنشاء عشر مدارس حتى الآن. وذكرت الصحيفة أن حكومة جنوب السودان أودعت من جانبها ما يربو على 170 مليون دولار من مالها الخاص في الصندوق, إلا أن وزاراتها غالبا ما تفتقر للخبرة اللازمة التي تمكنها من التقيد بإجراءات البنك الدولي. غير أن إلمكويست -الذي تحدث نيابة عن المانحين- قال عندما لا يجري بناء المدارس ولا يتم تقديم الخدمات الصحية, فلا يمكن أن تزعم أن كل شيء على ما يرام. وأردف قائلا إن «سكان جنوب السودان يستحقون ما هو أفضل, وكذا الحال بالنسبة لمواطنينا من دافعي الضرائب».