٭ أعلن مصدر رسمي مصرع عشرة أشخاص اختناقا في منجم ذهب عشوائي في منطقة «قبقبة» الصحراوية بنهر النيل، والتي تشهد تدافعا كبيرا على البحث عن المعدن الثمين.. ٭ كتبت قبل هذه المرة عن التنقيب العشوائي للذهب ومشكلاته على «المنقبين» وعلى المناطق «المنقب» فيها، ووجهت «صوت لوم» إلى الدولة التي لم تأبه لذلك التجمع العشوائي في المناطق المذكورة، بل استفادت من نزوحهم إلى تلك المناطق التي انتعش اقتصادها فقط بطريقة لم تكتنفها السلامة ولم يتوفر فيها الامان الصحي، فالوجود المهول يمثل بعضه خريجو الجامعات الذين فشلت الدولة في توظيفهم، فتركتهم تحت رحمة «التعدين العشوائي» وستات الشاي..!! ٭ لم توجه الدولة برنامجا توعويا للمناطق التي يمثل قلبها ذهبا، وسمحت بدخول الأجهزة الكشفية «الفردية» سرا وعلنا عن طريق مختلف المنافذ، مما جعل الحبل على الغارب سهلا ويسيرا، فأصبح التنقيب مصدر «إغراء» و «اثارة» للبعض تحركت «شهيتهم» نحو «الأصفر» فقرروا امتلاكه تحت سمع وبصر الدولة التي غابت تماما عن «مسرح الحدث».. ٭ هذا الغياب أفقد الدولة عنصر المتابعة اللصيقة ومعرفة مجريات الأحوال والأحداث في تلك البقعة الحبيبة، كما فتح أبواباً جديدة مرَّ خلالها المئات بل آلاف الطامعين في الثراء السريع، وليس مهما معرفة طبيعة المنطقة أو بيئتها، بل المهم هو «الخاتمة الذهبية».. ٭ اشعال النار وانهيار المنجم، دليل حقيقي على غمض الدولة لعينيها وعدم منح نفسها فرصة «مشاهدة» ما يحدث ويدور في أرض «حدادي مدادي» يجري على ترابها تنقيب يفتقد لأسس السلامة والشرعية والتثقيف والتوعية التي يجب أن تكون أولى الخطوات بعد السماح بالمسح والبحث في المنطقة المذكورة، حتى لا تفقد فردا واحدا وحتى يتم ذلك تحت سمع وبصر الدولة وحمايتها، وبما انه لم يحدث هذا فإن الدولة سمحت بالتنقيب ب «مزاجها» أو كما يقول أهلنا الخليجيون ب «كيفها».. ٭ هذه الخطوة التي أفقدت أسرة بكاملها ثلاثة أشخاص لهم الرحمة، يجب أن تحسب بعدها الدولة «صح» حتى تجنب الوطن المزيد من الضحايا، وحتى تضع التنقيب في «إطار» ممكن وسليم، ليتحول من عشوائيته الموجودة حالياً إلى آخر «منظم» يبعث في المنقبين الحذر وتوخي السلامة. ٭ همسة: يسافر في ليل الحزن صمتي.. ويضيع أريج وجودك القديم.. ينضب نهر عطائي ويغالبني خوفي.. بعد تناغم الألم الدفين..