(كشف الفريق الركن الهادي محمد عبد الله والي ولاية نهر النيل أن النتائج المعملية أكدت أن المرض الذي تفشى وسط المنقبين عن الذهب بمحلية أبوحمد مؤخراً حمى نزفية وحمى حصبة الكبار، وأكد أن التحرك العاجل لحكومته قد أفلح في احتواء كل الحالات واستقرار الأوضاع بالمنطقة وخلوها من أي إصابات جديدة).. كان هذا جزءاً من تصريح الفريق الهادي والي نهر النيل.. وفي ظني أن هذا جزء أو مشكلة من المشاكل التي تواجه من يقومون بالتنقيب العشوائي.. فإذا كنا ننادي ونطالب دائماً بسلامة العاملين في المواقع الخطرة، ونجري التحقيقات الصحافية ونكتب الأعمدة.. ليلبس العاملون في محطات البنزين والغاز الكمامات حتى لا يؤثر الغاز على صدورهم ورئاتهم.. وغيرها من أدوات السلامة في الأعمال الصناعية والصناعات التي تؤذي الإنسان بتراكمها.. وعندما اتجه الناس للتنقيب عن الذهب كانت كل الأخبار المتواترة من هناك تحكي عن المشاكل الكثيرة التي تحدث هناك وآخرها الحمى النزفية التي اعترف بها والي نهر النيل.. لكن هناك أمراض قد تُكتسب شيئاً فشيئاً وهي الأمراض التي تنتج من أجهزة التنقيب والذبذبات التي تنتج عنها والتي تكتشف الذهب ناهيك عن صدور وأجسام المنقبين المنهكة.. بالمناسبة نحن لا نقول اوقفوا التنقيب عن الذهب، لكن نقول نظموا التنقيب العشوائي حتى لا يضار أهل المنطقة، بل ويضار المنقبون أنفسهم.. فإذا انتشرت الأمراض خاصة الأمراض الوبائية، فإن الضرر لن يلحق بالمنقبين المستفيدين من إخراج الذهب ولو بالقدر القليل وحدهم.. سادتي ليس المهم أن تعترف الدولة بالتنقيب العشوائي، لكن أن يحافظ الناس في تلك المناطق على أنفسهم حتى يحافظوا على أهل المنطقة.. فالأموال ليست كل شيء.. فالإنسان هو القيمة الأولى في هذا الكون ومن واجبه أن يحافظ على غيره من الناس، لأنه في بعض الأحيان يكون هو الجاني وهو المجني عليه. نعم الإنسان هو الجاني والمجني عليه وفي أحيان كثيرة فهو الذي وجد الذهب وهو الذي سلك تلك الطرق الوعرة للحصول إلى الذهب، والغريب أننا لم نسمع حتى الآن عن أي وقفة أو خطوات تنظيم أو أي جسم يمكن أن يتحدث باسم المنقبين، فكل ما سمعنا هو إباحة التنقيب، بل واكتشاف مناطق جديدة.. وفي ظني أن هذا القطاع يحتاج لترتيب أوضاع حتى يستفيد المواطنون بصورة حقيقية ولا ينقسم الناس بين مستفيدين ومتضررين.