زماااان كانت هناك غلوتية تقول سخلنا وسخلكم دخلوا السلخانة الخ.... أظن الجميع يذكرها.. ضحكت من الاعماق وتذكرت تلك من موقف معين يتلخص في أن إحداهن من طالبات المرحلة الثانوية أرادت إدارة مدرسة معاقبتها بالجلد، فسألتها عندها: انتن هسي في المرحلة دي خلن التعليم هدف اساسي، وبعد دخول الجامعات بإذن الله بعدها تكونن ما عندكن مشكلة تلبس الواحدة وتتابع الموضة زي ما عايزة.... اها طبعاً يا اخواني حبيت مبدئياً يضعن الهدف دخول الجامعات، لا تفاجأ باجابتها: زمنا ما زي زمنكم.. رغم طرافة الموقف حزنت جداً لاسباب كثيرة، منها عندما كنا طلابا وطالبات بالمرحلة الثانوية كانت عندنا للبراءة في نظرتنا للحياة (لا من ذاتو ما بنحتاج زول يطمنا ويصبرنا) وهذه البراءة اختفت عند الغالبية اليوم.. ثانياً: التقاليد والعادات السودانية واسلوب الصغير صغير والكبير كبير.. أمر متفق عليه لن يتغير بين (زمنا وزمنكم).. و(هسا.. وزمان). ثالثاً: الأسر السودانية بعضها اخال أنه يجب ان ينظر بعين اكثر دقة، هل الطالبة ابنتنا دي فعلاً دايره تتعلم ولا دايره العرس، اشان اذا كان الطلب التاني ما يصرفوا عليها قروش ساي في هذا الزمن الصعب.. اها تقعد في البيت في انتظار ود الحلال.. وغايتو سبحان الله العينة دي الواحدة اذا فكرت تفكير بسيط حاتدرك الحقيقة... إلا عاد خليهن كده والزمن كفيل بقتل الفرحة دي.. يا ربي يكون في زمنهن دا ال (غلط) حايصبح (صاح).. و.. و... و(الثقة المفرطة) واخ من تلك التي تصور ان حياة انسان يمكن ان تتخللها السعادة للابد مع آخر قد يترك المستقبل من أجله... (زمنا وزمنكم) و(غنمنا وغنمكم) و(سخلنا وسخلكم) وفلسفة وكلمات.. ويبقى الزمن هو سيد الكلمة الأولى والاخيرة، ومبدئياً الصبر طيب و(البمشي جنب الحيطة) أحسن ليهو، ولا شنو يا أخواني.. زمن عجيب والأغرب سرعة عجلته التي تدور حتى اسمع (زمنكم) واتوقع بعد ذلك (يا خالة) ويا (حاجة نهى) الله يكذب الشينة.. ويحسن اعمالنا واعمالكم..