بدعوة كريمة من الشيخ محمد حسن الفاتح قريب الله شيخ الطريقة السمانية شاركت في برنامج ثقافي عن السياحة الدينية في ولاية الخرطوم، في برنامج رتبت له وزارة الثقافة والاعلام بولاية الخرطوم وشرفه السيد والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر والدكتور محمد عوض البارودي وزير الثقافة والاعلام بولاية الخرطوم، وحقيقة فان أمر السياحة الدينية من الأهمية بمكان في ولاية الخرطوم التي تذخر بنشاط صوفي كبير وهي مركز اشعاع ديني يمكن أن تكون قبلة للزوار من كل حدب وصوب، وحقيقة كانت الندوة كعادة السادة السمانية منسقة ومرتبة، وان المرء ليسعد وهو يجد الطريقة السمانية تمضي من تطور إلى تطور تحت قيادة الشيخ محمد بن الامام المجدد الشيخ حسن الشيخ الفاتح الذي كان له دور مهم في القضايا الوطنية ، وما مشاركاته في اتفاق السلام بنيفاشا إلا خير دليل على وعيه الوطني والشيخ حسن من الذين احدثوا نقلة وتطورا كبيرا في حركة الطرق الصوفية بالسودان، ووضع اساسا قويا ومتينا للطريقة السمانية التي أصبحت في المقدمة دائماً في كل القضايا الوطنية، وقبل فترة شاركت الطريقة السمانية في حملة للتشجير بالتضامن مع المجلس الثقافي البريطاني.. ويظل المسيد مفتوحاً لطلاب العلم واصحاب الحاجات مع تواضع الشيخ محمد وصبره ، ويقود الشيخ محمد الطريقة السمانية بأفق واسع، وقد وفقه الله سبحانه وتعالى لمراتب النجاح بفضل صدقه واخلاصه في عمله مع شيوخ وشباب السمانية. أعود لموضوع السياحة الدينية وأقول ان الطريقة السمانية يمكن أن يكون لها اسهام كبير في هذا المجال مع المعمار المميز الذي يميز مسجد الشيخ قريب الله والمقتنيات الصوفية التي تمتلكها الطريقة، بالاضافة إلى الأفق الواسع الذي يميز شيخ الطريقة واتباع الطريقة، واقترح على السيد وزير الثقافة بولاية الخرطوم الدكتور البارودي اقامة معرض التراث الصوفي بالخرطوم، وهي فكرة كان قد طرحها الشيخ الراحل حسن الفاتح في احدى حواراتي الصحفية معه وقال لي ان تنظيم مثل هذا المعرض سيكون له أثر كبير ، لا سيما اذا كان معرضا ثابتا لحفظ مقتنيات الصوفية، ويمكن لعدد من الطرق الصوفية بولاية الخرطوم ان تساهم في هذا المعرض، واعتقد ان امر السياحة الدينية من القضايا المهمة، وفي شهر رمضان حققت كثير من الدول عائدات مالية كبيرة بفضل ازدهار السياحة الدينية مما دفع بعض المدن للتفكير جدياً في تطوير السياحة الدينية مثل مدينة دبي التي بدأت تفكر جدياً في تطوير السياحة الدينية رغم انها لا تمتلك أي مزارات دينية. فكيف الحال بمدينة مثل الخرطوم مع الاشعاع الديني الكبير الذي تتميز به، وكان الاديب المصري الكبير جمال الغيطاني يحدثني عن زياراته لساحة الشيخ حمد النيل بأم درمان ويقول انها من أهم الأماكن التي زارها في الخرطوم... أرجو أن تتطور السياحة الدينية في الخرطوم وهذا يستلزم الاهتمام بتطوير البنية التحتية والاعلام والتوثيق حتى نستشرف آفاقاً أفضل للسياحة الدينية في ولاية الخرطوم. [email protected]