استطلاع: سحر علي ٭ مدخل: فى خضم احتفالية الاحزاب السياسية بتدشين حملاتها الاعلامية المتواصلة، تطل صور كثير من المطربين الكبار والشباب، لتؤكد اهمية دور الفن فى قيادة المجتمع ووعى اهل السياسة بذلك، ومحاولة استثماره فى سياق حشد الجماهير خلف الرموز والبرامج الانتخابية.. ونتمنى ألا يكون هذا التواصل بين الفن والسياسة آنياً ويتلاشى بانتهاء المرحلة فى بلد يموت فيه المبدع فقير الا من رحمه الله.. الصوت العالى لهؤلاء النخبة من المطربين اثار ردود افعال متباينة، وكثيرا من التسأولات عما اذا كانت تلك المشاركة فى اطار انتماء وقناعة هؤلاء المطربين ببرامج الاحزاب والانتخابات، ام هى مجرد مشاركات وفق تعاقد بين طرفين! ولتسليط الضوء على هذا الموضوع تحدثنا الى مجموعة من الفنانين وخرجنا بهذه الجملة من الافادات. ٭ الحركة الشعبية هى الأصلح للمرحلة: مدخلنا الى الموضوع كان مع الموسيقار محمد وردى الذى اكد أن مشاركته فى تدشين حملة الحركة الشعبية جاءت استجابةً لدعوة منها بالمشاركة، واكد وردى بأنه سوف يصوت لمرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان، وقال بأنه لا ينتمى الى الحركة لكن تربطه علاقات صداقة بقادة الحركة، منذ أن كان رئيسا للجنة استقبال الزعيم الراحل جون قرنق بعد توقيع سلام نيفاشا. وأشار وردي الى أن الحركة الشعبية هى الأصلح لقيادة السودان خلال المرحلة القادمة، وأوضح أن مشاركة الفنانين فى الحملات الإعلامية للاحزاب تنبع عن قناعة وليس سعياً وراء «العدادات »! ٭ ليس لدى انتماء سياسي: ويقول عصام محمد نور «الفنان اولا واخيرا هو مواطن سودانى معنى بامر الانتخابات وما سوف تسفر عنه من نتائج. والمبدعون عموما شريحة مستنيرة وتقع عليها مسؤولية قيادة المجتمع، بغض النظر عن ايجابيات أو سلبيات مشاركة هؤلاء الزملاء فى تدشين الحملات الاعلامية لكافة الاحزاب السياسية، فأنا شخصيا ليس لدى انتماء سياسى، واعتقد أن تلك المشاركات ايجابية، باعتبار ان الغرض منها توعية الجماهير باهمية الانتخابات واهمية الانتماء الى الوطن، خاصة اذا كانت المشاركة فى هذا السياق الثقافى وليس الحزبى». ٭ ليس في الأمر عجب: استاذ علم الصوت الدكتور عثمان مصطفى بدا متحمسا لفكرة مشاركة المطربين فى الحملات الاعلامية لكل الوان الطيف السياسى، وقال «ذلك الامر ليس غريبا او جديدا، فعلى مستوى العالم هناك الكثير من النماذج لمشاركة الفنانين فى الترويج الاعلامى للحملات الانتخابية، على اعتبار ان المطربين يتمتعون بقواعد جماهيرية، وليس هناك عيب فى ان يكون للمطرب انتماء، وانا اعلنها بصوت عالٍ انا مع برامج المؤتمر الوطنى، وسوف ادعم حملاته الاعلامية فى اطار قناعتى الذاتية بما تحقق من انجاز، وليس الهدف من المشاركة الحصول على مقابل مادى، بل هي قناعة وانتماء للوطن اولا واخيرا». ٭ ظاهرة إيجابية وقناعة: خليل العازة الأمين عبد الغفار، قال ان مشاركة المطربين فى الحملات الاعلامية ظاهرة ايجابية، واكد أن مشاركته فى دعم حملة مرشح الرئاسة عمر حسن أحمد البشير تجيء فى اطار قناعته التامة ببرنامج المؤتمر الوطني. واضاف أن الفنانين شريحة اجتماعية مؤثرة ومتفاعلة مع هموم وقضايا الوطن، وقريبة من احلام وآمال الجماهير، وكل حزب من حقه ان يطرح برنامجه ورؤيته، وعلى الشعب أن يختار القوى الامين فى اطار الديمقراطية». ٭ ترفض المشاركة: وتقول المطربة الشابة نبوية الملاك التى رفضت الافصاح عن ميولها السياسية «أنا لا أحب الجهوية، ولكن برغم ذلك ليست هناك مشكلة فى ان يكون انتمائى نابعا من ولائى وحبى لوطنى، ولا تستهوينى المشاركة في مثل هذه الحملات، وسوف أرفض ذلك. وأمنيتى أن يكون السودان دائما وطنا حرا وآمنا ومستقرا سياسيا واجتماعيا، ومن هذا المقام انادى بوطن جميل ومستقل تتوفر فيه الحقوق والواجبات لجميع أهله فى إطار المواطنة». ٭ الفنان ملك الشعب: المطرب سيف الجامعة طالب الفنانين بعدم الذهاب خلف اى حزب، لأنهم ملك للشعب والفن رسالة، وقال ان انخراط الفنان فى مثل هذه الحملات يضر به. ودعا الى قيام انتخابات حرة نزيهة، وقال إنه مع الجميع. ٭ صوتي الفني والسياسي يساري: المطرب عبد اللطيف عبد الغنى الذى ظل يشكل حضورا فى الكثير من مناسبات الحزب الشيوعى السودانى، قال: «مشاركة المطرب فى تلك الحملات تتم بقناعة بالحزب الذى يشارك فى برنامجه، ومشاركتى مع الحزب الشيوعى كانت فى اطار الانتماء الى اليسار».