عبرت حكومة جنوب السودان عن أسفها للموقف الذي اتخذه الرئيس الكيني اوهورو كينياتا، بدعم مقترح نشر قوات إقليمية إضافية للانضمام لقوات حفظ السلام الحالية للأمم المتحدة للمساعدة في توفير الأمن للعاصمة، جوبا،بينما رحبت المعارضة بالقرار وقالت إنه يصب في مصلحة شعب جنوب السودان والسلام والأمن في المنطقة. وقال وزير جنوب السودان لشؤون مجلس الوزراء، مارتن إليا (إنه من المؤسف أن الرئيس أوهورو كينياتا وحكومته قررا دعم نشر قوات أجنبية إضافية إلى جنوب السودان).وقال مارتن (لن نسمح بنشر حتى جندي واحد في جنوب السودان). من جهة اخري كشف سياسي بارز من جنوب السودان أنه التقى خلال اليومين الماضيين قادة جنوبيين من ضمنهم رئيس الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي لام أكول، والقائدان العسكريان بيتر قديت وقبريال تانج. وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة السودان الجديد كستيلو قرنق رينق إنه التقى لام أكول وزير الزراعة لدى وصوله الخرطوم قادما من نيروبي منذ اربعة أيام. وأكد أنه أجرى أيضا مشاورات بالخرطوم مع القائدين العسكريين بيتر قديت وجبريال تانج، فضلا عن قيادات جنوبية من الفرتيت، المورلي، الاستوائية، النوير والدينكا. وأشار إلى وجود اتفاق شامل بين كل هذه الأطراف على عدم وجود مشكلة قبلية، وأن الأزمة في جنوب السودان تتمثل في استخدام البعض للقبيلة في الصراع السياسي للتغطية على أخطاء تم ارتكابها. وحذر قرنق من أن تدخل الغرب في فرض وصاية على جنوب السودان بات قريبا إذا لم تنتبه القيادة السياسية لحقيقة الأوضاع في البلد وتسارع إلى إيجاد معالجات للصراع بإرادة داخلية، قائلا (سيكون دخولهم أسهل من خروجهم). ورأى أن المرحلة المقبلة تتطلب تنحي الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه ريك مشار، وأبان أن حل الأزمة الآن في يد قبيلة الدينكا عبر تقديم تنازلات لأن الرئيس ورئيس أركان الجيش الشعبي وغالب قيادات الحكومة والجيش من هذه القبيلة. وقال (على الدينكا تقديم تنازلات.. يجب ألا تخشى القبيلة من تقديمها.. الأغلبية يلزمها التنازل لصالح الأقليات). وقطع كستيلو قرنق بأن ريك مشار لن يعود إلى جوبا مجددا، موضحا أن الرجل غامر في أبريل تحت الضغوط الغربية ووصل إلى عاصمة جنوب السودان رغم عدم وجود قوات كافية لحمايته مراهنا على حماية وضغوط المجتمع الدولي. وأكد (أن مشار خرج من جوبا بمعجزة. لقد نجا من الموت، لذا لن يقبل بسهولة العودة مجددا)، وزاد: (الآن مشار يطالب بقوات دولية محايدة للفصل بين القوات وسحب قوات الطرفين من المدن بما فيها جوبا مسافة 25 كلم وزيادة قواته بجوبا إلى ألف جندي بالاستعانة بجنوده في أعالي النيل). وأشار إلى أن الدول الغربية لم تكن راضية عن اتفاقية السلام الموقعة في أغسطس 2015 م ، لأنها كانت تريد وجوها جديدة في حكومة جنوب السودان وتقديم سلفا كير ومشار للمحاكمة حول جرائم الحرب التي ارتكبت في ديسمبر 2013. وقال (الغرب كان يريد اتفاقية غربية بواجهة أفريقية تتمثل في (إيقاد)، وكان يريد فترة انتقالية بدون سلفا كير ومشار. عندها كان الغرب سيحمي الاتفاقية).