أعلن النائب الاول رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت، انه سيصوت للانفصال في الاستفتاء المقبل «لان خيار الوحدة لم يكن جاذباً» ،وجدد علي ضرورة اجراء الاستفتاء في مواعيده، مطالبا الاممالمتحدة والمجتمع الدولي بالاشراف عليه ومراقبته،وهدد في الوقت نفسه بمعاقبة «كل من يتعرض بالاعتداء على الشماليين حال الانفصال»،وجدد التأكيد على عدم العودة الى الحرب «الا دفاعاً عن النفس». وتظاهر آلاف الاشخاص أمس في شوارع جوبا ، للاعراب عن دعمهم للاستفتاء المتوقع بعد 100 يوم،وقطع المتظاهرون الذين كانوا يرقصون ويلوحون بأعلام جنوب السودان ويلبسون قمصان عكتب عليها(الاستفتاء فرصتك الذهبية للاستقلال)، السير في ضواحي مطار جوبا واصطف الالاف لاستقبال سلفا كير وذبح ثور أبيض علي مدرج المطار. واطلق كير حمامتين بيضاويتين ترمزان الى السلام، وتوجه سلفا كير الى مقبرة الراحل جون قرنق، فعبر شوارع جوبا خلف شاحنة مكشوفة محييا الجماهير الغفيرة على جانبي الشوارع. وحذر سلفاكير، في خطاب امام حشد امس بجوبا جاء لاستقباله لدى عودته من نيويورك ، من الاعتداء على الشماليين في الجنوب في حال لانفصال، ولوح بمعاقبة كل من يتورط في ذلك، ودعا الاممالمتحدة والمجتمع الدولي الى العمل سوياً لحماية الجنوبيين في الشمال . وشن سلفا هجوما علي تصريحات وزير الاعلام كمال عبيد بشأن المواطنة، ،وقال انه على الذين يروجون لمثل هذه التصريحات ان يكفوا ،«لانه حديث مؤسف،و حتى في فترة الحرب بيننا لم يقتل أي أسير القى بسلاحه، واذا كان جريحاً نعالجه» . واعلن ان حكومته ستقوم بحماية الشماليين وممتلكاتهم ، وحذر من « ان من يعتدي على الشماليين في الجنوب سيعرض نفسه للعقوبات لانها جريمة،و لن نرحم ونتساهل فيها، وعلى الاممالمتحدة الموجودة بيننا ان تكون شاهدة على ما نقول وستقوم بواجبها، و يجب عليكم الا تتعاملوا بردود الافعال، لان الشماليين في الجنوب هم جزء منكم» . واكد بعدم العودة الى الحرب مرة اخرى الا في حالة الدفاع عن النفس، اذا اتخذ الطرف الاخر خيار الحرب، وقال « لا نريد الحرب ان تعود، واذا انفصل الجنوب لابد من ان تكون العلاقة جيدة بين الدولتين الجارتين » . واضاف بقوله « عندما احذر من عدم العودة الى الحرب لا يعني انني خائف من خوضها، لكن لانني جربتها واعرف المآسي التي تحدث فيها، ولكن من يسعون الى ان نعود الى الحرب ويضغطوننا بوضعنا في ركن ضيق ماذا سنفعل غير ان ندافع عن انفسنا ». واكد سلفا على الحرية الكاملة لدعاة الوحدة والانفصال لطرح خياراتهم للناخبين دون حجر او اعتداء من اي طرف ،وقال انه لم ير في السنوات الخمس الماضية من تنفيذ اتفاقية السلام الشامل، ما يدعوه الى التصويت الى الوحدة ، وقال « انا لدي تقييمي الشخصي في قضيتي الوحدة والانفصال، وانا شخصياً سأصوت للانفصال ، ولكن هذا سيحدث في حينه عند الاستفتاء ». ورأى سلفاكير ان القضايا الخلافية العالقة بين الطرفين حول قضايا ما بعد الاستفتاء يمكن حلها في الاشهر المتبقية ،وقال ان الاجتماعات التي شهدتها نيويورك بين طرفي الاتفاقية ، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وبمشاركة الاطراف الدولية، اكدت على اجراء الاستفتاء في موعده، وان تحل القضايا العالقة في المواطنة ، وتقاسم النفط ، والاستفتاء في ابيي . وقال رئيس حكومة الجنوب، ان الجنوب لم يحصل على العائدات الحقيقية من البترول التي نصت عليها اتفاقية تقاسم الثروة، موضحاً ان« الاتفاقية نصت على نسبة 50% للجنوب من عائدات النفط، لكن ما وصلنا 26% فقط ،ومنظمة قلوبال وتنس، تشهد بذلك ونحن لانشارك في العائدات من غير النفط في الجنوب، كما اننا لا نشارك في عائدات ثروة الشمال نفطية او غيرها »، وطالب بالتوزيع العادل لقسمة الثروة ، وقال « في الشمال يتحدثون عن ان الجنوب ملئ بالخمور التي هي حرام بالنسبة لهم ومع ذلك يريدون عائداتها من الجمارك والضرائب» . وتعهد سلفاكير باجراء استفتاء سلمي في الجنوب وابيي دون عوائق ، مطالبا المؤتمر الوطني بسلك الطريق الصحيح،والتزم بالحفاظ على حقوق القبائل الرعوية الشمالية في مناطق التمازج في الرعي في الجنوب ،وطالب بعدم الالتفات الى التصريحات «المنفلتة في صحف واذاعة الخرطوم لانه اذا انفصل الجنوب لن نرحل به الى المحيط الهندي او الاطلسي سنبقى في مكاننا هذا». وكشف النائب الاول، ان اجراء الاستفتاء في ابيي سيتم حسمه في محادثات بين الشريكين بحضور المبعوث الامريكي الى السودان اسكوت غرايشن في اديس ابابا ،ورأى ان «اتفاقية السلام في ابيي واضحة وقرار التحكيم الدولي في رسم حدود المنطقة أوضح، ونحن لا نريد ان تصبح المنطقة سبباً للانفجار والعودة الى الحرب، ونريدها منطقة سلام وسنتوصل الى اتفاق في اجتماع اديس ابابا مع المؤتمر الوطني، ولانريد أي تعقيدات ومشاكل بالعودة الى الخلف »، وقال « ابلغنا المجتمع الدولي، وهم شهود على اتفاقية السلام، باننا لا ندعو الى عودة الحرب، بل ان نستمر في الحوار ليستقر السودان كله ». وطالب المجتمع الدولي بتكثيف جهوده ووجوده في الفترة القادمة لتنفيذ ما تبقى من بنود تنفيذ اتفاقية السلام، واضاف « هذه الاتفاقية تختلف عن اتفاقيات السلام السابقة وضماناتها معروفة اولها اجراء الاستفتاء في موعده » ، مؤكداً ان الجيش الشعبي لن يتدخل في عملية الاستفتاء ، غير انه قال ان حكومته ترفض تدخل الشرطة وجهاز الأمن من الشمال في حماية الاستفتاء ، واضاف « لا نريد أية قوة من الخارج، لان الشرطة اصبحت ولائية ولن تحدث سرقة لاصوات الناخبين » ، داعياً الجنوبيين للحفاظ على السلام خلال عملية التعبئة الدعائية للمواطنين لاجراء الاستفتاء ، وقال « لابد ان نعمل بشكل جيد حتى يتم الاعتراف بنتيجة الاستفتاء من الطرف الاخر ومن المجتمع الدولي».