٭ تطالعنا في كل صباح صفحات الحوادث بالصحف اليومية عن تفاصيل «مُرة» وقاسية في هذا الزمن الذي تلبسته «أدوات الشياطين» بل سكنته «الشياطين نفسها» فأصبح لكل فعل دافع «تافه» لا يفضي الى القتل أو السحل ولكن بالمهارة «الإبليسية» صار كل شيء ممكناً فبات واصبح مادة ثرة تتناقلها الصحف التي تتعجب لما يحدث وتشفق على الحادث وأصحابه... ٭ ورغم «ازدحام» الصفحات بانواع شتى واشكال كذلك إلا أن قضية «قاتل جاره» هي التي استوقفتني مدة ليست بالقصيرة ابداً لما للجار من «شراكة» واضحة وملموسة في كل ملامح «حياة» جاره فهو رفيق العمر «بالجيرة» المستدامة وهو أول من يلتقيك خارج اسوار منزلك في الطريق الى المسجد او العمل وهو المعني بالوصية «الملائكية» التي يتمسك بها بعض الجيران في هذا الزمن يعضون عليها بالنواجذ بينما قاتل جاره يرمي بها خلف الشمس. ٭ وبالمقارنة الآن فان امثال «قاتل الجار» كثر فقط يرد الاختلاف في «قتل» علاقة الجوار وقبل ان ترى النور ب «سلوك» الجار الذي يمارس شتى انواع التعالي وابراز «الأنا» على جيرانه فيخلق لنفسه حاجزاً يحول دون مد جسر التواصل والمودة بينه وبينهم في الحي او الفريق الذي هو «مملكة» مصغرة يلتقي فيها الجيران على السراء والضراء.. فالجار الذي يستل «سيف» عدائه تجاه جاره فهو حتماً خارج «اطار» دائرة «الوصية» والجار الذي «يوعد» جاره ولا يوفي فانه قطعاً قد غادر محطة «إن وعد الحر دين عليه» والجار الذي يطلق القول على «عواهنه» يخرج «قذائفَ» من «فيه» فانه لا يستحق ان يسمى جاراً لان صفة الجار استمدت وجودها من حديث جبريل الذي جعل المصطفى صلى الله عليه وسلم يظن انه سيورثه بيد ان ما يحدث الآن في هذا الزمن «الأخرق» ليس الا مقاربات من شر متواصل وسوء طباع وازدراء خير الى ما لا رجعة من جار «ناكر للجميل». ٭الجار فرد من افراد الاسرة ب «التواصل» اليومي و«المشاهدة» وما يملكه من اموال مهما كثرت و«نافست قارون» فانها لنفسه وملكه ولكن جمال روحه وحلاوة طبعه وسمو اخلاقه وسلامة قلبه ونقاء سريرته من الكبر والكذب والنفاق وحسن علاقته بافراد مجتمعه الصغير هي «الأغلى والأعلى سعراً» وهي الذكرى عندما يحين «الوقت الرسمي» لسردها. ٭ الجار لجاره عند الشدائد او المصائب وفي الأفراح والأتراح وبعض الجيران معدن نفيس يسري لمعانه ويشع في الحي فيكتسب الجار بعضا من جمال الدرر وبعضهم يجبر الجار لمغادرة محطة «الالفة» والتآلف بنسجه خيوط الكذب والمكر والخداع والاذى والظلم مما يجعل «اقرب» جار يبدل «صفاء» السنوات القديمة بأخرى تعلوها «عكرة» دائمة ولا تخلو من ترديد دعاء «فجري» ان جاز التعبير من اعماق القلب المظلوم فانتبهوا يا جيران... ٭ همسة: يا سيدتي المغزولة من لون الأرض وملحها.. في ركن زاويتي... أضع صورتك الأولى.. وأشفق من أحزانك النهارية..