منذ ان تولى مولانا محمد بشارة دوسة، مقاليد وزارة العدل، سرت في دواوين ومكاتب الوزارة روح النشاط وعلو الهمة من أجل تحسين طرائق وبيئة العمل وتقديم خدمات أفضل للمواطنين طالبي الخدمة ، ولعل مؤتمر النيابات كان بادرة طيبة من السيد الوزير للإشارة للجميع بأنهم في وزارة العدل مهتمون بتحقيق الكلمة ومعناها في كل ما يتعلق بالاعمال التي نقوم بها، ومن اهم ما نادي به المؤتمر ضرورة تثوير عمل النيابات المتخصصة وإيلاء نيابة المال العام الاهتمام الكافي ومعالجة أزمة بلاغات سوق المواسير بأعجل ما يتيسر . ومن إشراقات العدل في عهدها الجديد ان تنظيماً متكاملاً انتظم الخدمات التي تقدم عبر المسجل التجاري حيث تمت توسعة قاعة خدمات تسجيل اسماء الاعمال واسماء الشركات، وتم تبسيط الاجراءات لتكون عبر نوافذ تتوفر داخل القاعة ليجد السادة المحامون كافة الخدمات في مكان واحد بدلاً من التردد على اماكن متعددة متباعدة، وفي اغلب الاحيان تكون غير معروفة للكثيرين فيضطرون للسؤال المتكرر عن مكانها ، ان الناس يأتون الى مكاتب المسجل التجاري ليحفظوا حقوقهم ويستجيبوا للسياسات العامة المنظمة للعمل والتي تتطلب الحصول على اسماء للاعمال والشركات التي يودون النشاط عبرها خدمة لأنفسهم وتنشيطاً لمجمل الحراك الاقتصادي والتجاري بالبلاد، ولذلك يبقى من الواجب ان تهتم الجهات المعنية بتيسير كافة الخدمات لهم وجعل عملية الحصول عليها ممكنة، وهذا ما يجري القيام به في مسجل الشركات واسماء الاعمال، فالتحية لجميع العاملين بالمسجل التجاري وهم يواصلون ساعات النهار في استقبال طلبات المواطنين المقدمة بواسطة المحامين والعمل على تذليل العقبات التي تقف عائقاً امام إنجاز الاعمال في وقت قياسي . لقد كتبت من قبل عن ضرورة توسيع المظلة الخارجية لمبنى المسجل التجاري والقائمة خلف الاستقبال الرئيسي، بل اوصينا بأن يتم تبديل الزنك الامريكي الساخن المسبب للألتهابات رفقاً بصحة الناس خاصة اؤلئك العمال الذين هم مضطرون للجلوس طوال ساعات النهار لاستقبال الزوار فتراهم يعالجون التعرق الناشئ بسبب الزنك الامريكي عبر تحريك ( ورق الجرايد ) . ان تغيير الزنك او شراء مبرد هواء للاستقبال لا يكلف الكثير فلماذا لا يتم ذلك ؟ التحية مجدداً لكافة العاملين بالمسجل التجاري والى الامام نحو خدمات مستمرة راقية . للمرة الثانية مناشدة لوزير التربية في الاسبوع الماضي ناشدنا عبر هذه الزاوية السيد وزير التربية والتعليم على لسان الاستاذة خبية الطيب المكاشفي استاذة الحاسوب بمدرسة الشكينيبة الثانوية للبنات، وكانت المشكلة تكمن في تبكير الوزارة في اخذ رسوم ارقام الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية وعجز بنات المزارعين عن الإيفاء بهذه الرسوم في الوقت الذي حددته الوزارة، الامر الذي ادخل بعض الفتيات في حالة خوف ورعب أثرت على حالتهن النفسية واصيبت بعض الفتيات بالتشنج والانهيار والاغماءات والهستيريا ، ورغم انسانية الطلب وانسجامه مع الواقع والمنطق، الا انه من الواضح ان الوزير لم يستجب وقررالمضي في عملية اخذ الرسوم قبل نصف عام من بداية امتحانات الشهادة، الامر الذي يدعونا للتساؤل عن مغزى التبكير في اخذ الرسوم، أليس أمراً غريباً ان يتم اخذ الرسوم قبل ستة أشهر من الامتحان ؟ هذا الوضع الغريب غير معمول به في اية دولة من دول العالم، اللهم الا في كولمبيا حيث يتم اخذ الضرائب قبل عام ويتم استخدام اموال المواطنين وتدويرها في السوق .