*بأقل جهد استطاع المريخ أن يودع خمسة أهداف نظيفة فى شباك الأهلى الخرطومي، وبرغم أن النتيجة كبيرة إلا أننا نحسبها عادية ومتوقعة قياسا بالفوارق الكبيرة بين الفريقين . *وبقراءة لأداء الفرقتين نجد أن المريخ كان بإمكانه أن يخرج فائزا بضعف النتيجة التى إنتهت عليها المقابلة، ذلك من واقع عدد السوانح التى وجدها رماته وأضاعوها بسبب (الإستهتار والرعونة والتسرع وضعف التركيز واللامبالاة، وغياب الجدية وسوء التقدير والأنانية). *فالملاحظ فى نجوم المريخ أن طموحهم متواضع ومحدود إذ أنهم يكتفون بسرعة ويضعف حماسهم بمجرد أن يحرزوا هدفين فى شباك الخصم، حيث تتلاشى جديتهم ويلجأون للإستهتار وإستعراض المهارات ويسرفون في الفردية ولا تفسير لهذا الوضع إلا ضعف التركيبة النفسية و( هشاشة ) العزيمة و(الجهل) بثقافة التميز عبر تحقيق الإنتصارات القياسية التى يسجلها التاريخ، فاستعراض القوة وتأكيد الجدارة أمران مهمان فى كرة القدم وفيها يحرص الفريق القوى على إثبات تفوقه بإحراز عدد كبير من الأهداف ليثبت الفرق بينه وبين منافسه فى الميدان ( حيث لا رأفة بالخصم أو حنية عليه أو أى إعتبار أخر ) وللأسف فإن نجوم المريخ يجهلون هذا الفهم رغم أنه لايحتاج ( لفهامة ) . هناك تبرير ( ساذج ) يردده بعض المدربين عندما يقولون إن إحساس اللاعب يتغير ومستوى إنفعاله ينخفض وجديته تقل ودافعه يتلاشى عندما يتقدم فريقه بهدفين أو ثلاثة، أي عندما يضمن الفوز وهذا بالطبع مفهوم خاطئ والدليل أن هناك فرقا تحقق الفوز بأكثر من خمسة أهداف فضلا عن ذلك فإن الإنتصار بعدد وافر من الأهداف له معان ومدلولات، كما أن متعة كرة القدم فى ولوج الكرة الشباك و هناك مفردات وصفات للفوز منها ( الكاسح - العريض - القياسى - التاريخى ) وتبقى هذه المفردات طموحا يعمل اللاعبون (الناضجون) والمدربون (الشطار) على تحقيقه. *صحيح المريخ فاز بخمسة أهداف على الأهلى وهو فوز كبير ولكن قياسا بمجريات المباراة فإن المريخ كان أمامه أن يحرز أكثر من عشرة أهداف بحكم أنه كان متسيدا للقاء ومسيطرا على كل زمنه ومجرياته وجعله من طرفه فقط وللأسف لم يستفد من هذه السيادة ولم يستغلها بالطريقة النموذجية والصحيحة، ولأن طموح نجومه متواضع فقد اكتفوا بهذه النتيجة. *نأخذ على بعض نجوم المريخ لجوءهم للاستعراض وعدم التعامل الجاد وإكثارهم من الأخطاء والتى لا يخلو بعضها من ( البلادة درجة الغباء ) فليس من الممكن أن تحدث أخطاء فى التمرير لأكثر من عشرة مرات من لاعب واحد، إضافة لذلك فمنهم من يختار الخيار الصعب فى وجود السهل وهناك من يختار التعقيد بدلا من التمرير للزميل القريب كما أن منهم من يلجأ لممارسة الأنانية بطريقة قد تحدث خلافا يوما خاصة أمام مرمى الخصم ولا بد من الإشارة هنا ( للدروشة ) التي تصاحب أداء بعضهم. *وإن كان لنا أن نقدم إشادة فهي للحارس رمزي والثنائي سفاري وطارق مختار، ومعهما راجى وسعيد السعودى ( نوعا ما ) فقد لعبوا أمس الأول بجدية وقوة ومن دون تراخ، أما البقية فقد أكثروا من الأخطاء والفلسفة والأنانية، خاصة عبد الكريم النفطي والذي عاد من جديد لممارسة الغطرسة والتعالي فى أدائه وإكتفاءه بالحركة فى مساحة محدودة، وعدم التعاون مع زملائه وتعمده عدم الرجوع فى حالة فقدان الكرة وتعطيلها عندما يتسلمها. نقول ذلك ونحن نعلم ونعترف بإمكانيات هذا اللاعب الكبيرة ولكنه يبخل بها على نفسه والمريخ ومع النفطى كابتن بدرالدين قلق والذى كان بالأمس الأول كثير الأخطاء خاصة فى التمرير، وايضا موسى الزومة ونصرالدين الشغيل ونجم الدين عبدالله وقد إنتظرنا من كروجر وأبوعنجة أن يعملا على تنبيه اللاعبين وزجر المخطئ منهم ولكن يبدو أنهما من جماعة ذاك التبرير. *نجوم الأهلى اجتهدوا كثيرا ونحسب للأخ ياسر الحاج أنه تعامل بواقعية مع المبارة، ومع خصمه وفى حدود إمكانيات فريقه والذي ظهر منظما وتبادل أفراده الكرة فيما بينهم بالأسلوب السهل، ولا نرى أن النتيجة الكبيرة تعنى سوء فريق الأهلى خصوصا وأنه صاعد حديثا للدرجة الممتازة ويضم خامات جيدة مازلوا فى طور إكتساب الخبرة، بالتالي فإن الخسارة التي تعرضوا لها أمس الأول تبقى عادية ومبررة وواقعية، وقد سبق وأن تعرضت لمثلها بل لأكبر منها فرق أخرى أكثر خبرة وتمرسا من الأهلى ( الخرطوم - الموردة - إتحاد مدنى - هلال كادقلى - حى العرب - ) *ختاما نقول إن المريخ فاز بخمسة أهداف مكررا ومعززا إنتصاره السابق بنفس هذه النتيجة على إتحاد مدنى قبل ثلاثة أيام، وكل ما نتمناه أن يفهم نجومه أن هناك طموحا اسمه التميز، وأن يلعبوا بجدية ومسؤولية