خطوات جادة وحثيثة أقدم عليها كرم الله عباس الشيخ والي القضارف قائد حكومة التغيير بعد أن تم التوقيع مؤخراً لمشروع حصاد المياه وتنمية المناطق الرعوية بولاية القضارف بمبلغ أربعة عشر مليون دولار من بنك التنمية الإسلامي بجده، وكان ذلك بحضور قيادات البنك ووالي القضارف والمختصين في هذا المجال ويهدف هذا المشروع لإنشاء ثلاث ميعات وثلاثة سدود وسبعة وعشرين حفيراً وغرس خمس وعشرين ألف شتلة غابات وثمانية مراكز بيطرية، كما وافق البنك لتمويل مشروع مياه القضارف بمبلغ ثمانين مليون دولار . وفي اعتقادي بان الخطوات التي أقدمت عليها حكومة التغيير هي بداية موفقة ومبكرة لهاجس المياه الذي ظل يؤرق مواطن الولاية لحين من الزمان بعد أن ترك آثاراً سلبية من تفشي وانتشار أمراض الكلى والأمراض المرتبطة بالمياه والتي أرهقت جيب المواطن البسيط والدولة. وقد وجد هذا المشروع الرضا والثناء من مواطن الولاية ووصفه الخبراء والفنيون بان هذا المشروع يعتبر حلاً جذرياً وكاملاً لمشكلة المياه التي استمرت لعقود من الزمان وأرهقت الحكومات السابقة في الصرف المالي واهدار موارد الولاية في الإنفاق على مشاريع المياه وايجاد الحلول. وهنا جاءت رؤية كرم الله عباس الشيخ الواقعية والعلمية مبكراً عقب خطاب تنصيبه والياً منتخباً للقضارف خلال تصريحاته للفضائية السودانية وقتها بان أكثر من ثمانية عشر مليون ملم من كميات المياه مهدرة لم تستطيع الحكومات السابقة الاستفادة منها وتوظيفها، وقد وجد قرار كرم الله المبكر بإنشاء وزارة للمياه والري والسدود صدىً وواقعاً خاصاً وسط الساسة والمراقبين، ولكن يبدو أن التربال في طياته الكثير من الرؤى والأهداف التي تدفع لواقع قادم لحال هذه الولاية التي انتظرت كثيراً وتنتصر بفضل قائدها قبل إنشاء سدي سيتيت وأعالي نهر عطبرة. وقد جاءت رؤية الشيخ بعد تمرسه تشريعياً وسياسياً وهو يستمد الخبرة بعد ان تقلد زمام البرلمان الولائي لأكثر من إثني عشر عاماً بجانب اتحاد مزارعي السودان والولاية وهنا لابد من تضافر الجهود وتكامل الأدوار عبر الجهات ذات الصلة والاختصاص خاصة وزارة المياه والري والسدود التي يقودها الباشمهندس العلامة عبد الله الريح وهنا تجئ خبرات وزارة المالية وإدارة التنمية بالولاية عبر الأستاذين معتصم هرون والهميم الهادي، وهما مختصان بالدراسات والتصاميم ووضع السياسات الاقتصادية والتنموية ، وهنا لابد للمحليات التي تتمتع بسريان الأنهار والخيران والأودية والمحليات التي تعاني من شح المياه يجب ان تستعجل في تقديم دراساتها ورؤيتها لحصاد المياه بعد السطو الذي تعرضت له عدد من المحليات خاصة الرهد والفاو بعد سيطرة وتغول وزارة الري الاتحادية وإدارة شركة كنانة وامسكا زمام الأمور والتصرف في المياه لتلك المحليات بعد أن تم التوسع في قنوات الري الفيضي والزراعة المرورية على حساب المواطن، مما ظهر جلياً تدني الإنتاج والخدمات في تلك المناطق التي غمرتها الفيضانات والأطماء خاصة عقب قيام خزان أبو رخم . وحتى تتضح الرؤية وتكتمل مجاهدات حكومة كرم الله لحصاد المياه وحل مشكلة الولاية يجب ان يتم إنفاذ هذا المشروع قبل قيام سدي سيتيت واعالي نهر عطبرة، لأن مشروع حصاد المياه يوفر العديد من المياه المهدرة والاستفادة من المرعى الخصب بعد نفوق الماشية بحثاً عن الماء والكلأ بجانب توفير الخدمات البيطرية واستزراع الأسماك . ويجب على حكومة كرم الله أن تمضي في متابعة النهضة التي بدأت في التنمية وحصاد المياه . إذاً هي عدة تساؤلات دائرة تبحث عن إجابة من الحكومة هل يتم إنفاذ مشروع حصاد المياه عبر مجاهدات حكومة الولاية وتوصيل إمداد المياه من خشم القربة عاجلاً أم يطال الانتظار حتى قيام سد سيتيت وعطبرة، ولتظل رؤية الولاية الثاقبة والناجحة لحل مشكلة الولاية عبر حصاد المياه يجب أن يتم الإنفاذ عبر هذا المشروع عاجلاً نسبة للدراسات الناجحة والتصاميم التي اعدت، وحتى لا تلدغ الولاية من جحر مرتين من وزارة الري وإدارة السدود، بعد أن تأثرت منطقة الرهد بقيام خزان أبو رخم والتوسعة في الزراعة المروية عبر شركة كنانة خصماً من مياه الرهد .