السودان يمر الآن بأدق وأصعب فترة فى تاريخه، فخلال أشهر سيتم تحديد مصير الجنوب ، ويسبق ذلك حسم قضية مهمة وحساسة وهى المشورة الشعبية فى ولايتى كردفان والنيل الأزرق وعليه سيتم شكل العلاقة مع المركز وهى اما تقرير مصير داخلى او حكم ذاتى ، وبعده قضية أبيى، وتتقاطع مع كل هذا ازمة دارفور،هذه الفترة من اصعب الفترات التى تواجه الدولة السودانية وهى نتاج طبيعى لفشل الدولة السودانية فى إدارة التنوع العرقى والدينى فى السودان ، وهذا الفشل رسم ما يعرف بالأزمة الوطنية فى السودان. لذلك بدأ الداعون للإنفصال( شماليون وجنوبيون) في الترويج للإنفصال دون وعي منهم بانه لو أجمع العالم كله على قيام دولة في (جنوب السودان) فلن تقوم طالما الحركة الشعبية التي تتكون من قبيلة (الدينكا) هي المهيمنة على السلطة في الجنوب، وهذا ما ترفضه الغالبية العظمى من قبائل الجنوب لأن الحركة الشعبية ومنذ قيام سلطة الحكم الذاتي في الجنوب تطبيقا لاتفاقية السلام عام 2005 ، ظلت تمارس سياسة تمييزية ضد القبائل الأخرى ، مما أدى إلى نشوء حركة تذمر قبلي في أنحاء متفرقة من الجنوب ، تطورت سريعا إلى صدامات دموية بين قوات الحركة والمليشيات القبلية الأخرى التي تعارض الدعوة إلى الانفصال ، زد على ذلك الحركة تنفق أكثر من 60% من عائدات النفط وأموال المساعدات الخارجية على جيشها، مع ممارسات فساد مالي يشارك في ارتكابها بعض وزراء السلطة وكبار الموظفين فلكل من هؤلاء حسابات مصرفية شخصية في بنوك العاصمة الكينية نيروبي، وخلافها من دول العالم. لذلك بدأت الحركة في تعطيل عمل اللجنة المشتركة لترسيم الحدود، حتى يحل موعد الاستفتاء لإعلان قيام دولتها من داخل برلمان الجنوب . والدليل على ذلك ماقاله مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإبادة الجماعية الدكتور فرانيسس دينق ، إن هم قيادة «الحركة الشعبية» بعد رحيل زعيم الحركة جون قرنق ، أصبح فصل الجنوب عن الشمال واعتبر ذلك تراجعا عن مبادئ قرنق ودليلا على الفراغ الذي أحدثه رحيله، وتحدث عن دور الرق في تعميق الإحساس بالمرارات والظلم واعتبرها من العوامل التي عززت الرغبة في التمرد على الأنظمة الحاكمة في الخرطوم لكنه لم يحمل الشمال المسؤولية عن هذه الممارسة التي اعتبرها إرثا استعماريا من ضمن سياسات أخرى أدت إلى عزل الجنوب فترة من الزمن مما ساهم في تعزيز المفاهيم السالبة نحو الشمال . وبناءا على ذلك أصبح واضحا بأن الحركة الشعبية وقلة من اعضاء المؤتمر الوطني ومنبر السلام أصيبوا (بهستيريا الإنفصال) والهستيريا يمكن ان تكون جزءا من اضطرابات الشخصية وتظهر من خلال الكذب والتآمر والتمثيل المستمر، وتنشأ أيضا نتيجة لوضع عنيف او نتيجة لحالة طويلة الامد من الشقاء والتعاسة، والدليل على ذلك الكتابات والشعارات والاستشهادات والأحاديث التي يدلون بها. لذلك اقول لهم الوحدة باقية بإذن الله الواحد الأحد ، وصدقوني أيها اليائسون لن يجديكم البكاء ولا الوقوف على الأطلال، فالماضي لن يعود ، وعجلة الزمن لن تتوقف من أجلكم ويأسكم، وأنتم من سيدفع الثمن غاليا ان حدث الإنفصال. همسة... إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب ولا تحسبن الله يغفل لحظة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب * بيرث غرب أستراليا