دفع نواب من المؤتمر الوطني، بمقترح يقضي بتأجيل الاستفتاء لحين اكتمال عملية ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، وطالبوا البرلمان بتبني المقترح والدفع به لمؤسسة الرئاسة وشريكي نيفاشا كقرار من المجلس الوطني. ونادت اصوات برلمانية بتنازل الشمال عن النفط كمهر للوحدة واعتماده على موارده الذاتية. وفي الاثناء تباينت اراء كتلتي الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني فيما يتعلق بنشر الاممالمتحدة قوات عازلة على الشريط الحدودي بين الشمال والجنوب، وحظي المقترح بتأييد الحركة باعتباره جزءا من حماية السلام، بينما رفضه نواب المؤتمر الوطني ووصفوه بالتدخل الدولي. واجمع المتداولون من نواب المؤتمر الوطني حول خطاب الرئيس عمر البشير في فاتحة اعمال الدورة البرلمانية الجديدة امس على وضع ترسيم الحدود كشرط اساسي لاجراء الاستفتاء، محذرين من اعادة البلاد الى مربع الحرب حال عدم حسم ملف الحدود، بينما اقترح نواب، تشكيل لجان برلمانية لمراقبة الاستفتاء. ووصف القيادي في كتلة المؤتمر الوطني، احمد عبدالرحمن، الحديث حول «استلام السودان من الاجداد موحدا ودون مشاكل» بالحديث غير السليم، قاطعا بأن البلاد حتى الان لم تكتمل وحدتها الوطنية، وطالب ب»تبني العقل في اتخاذ القرارات لا العدل»، في اشارة للاستفتاء. واكد عبدالرحمن ان قناعة كافة القوى السياسية بوصول السودان لمرحلة الطلاق البائن كشرط لاستقرار البلاد واستدامة السلام، وقطع بأن تحقيق الوحدة يحتاج لمعجزة، مشيرا لتجربة انفصال سلوفاكيا رغم وقوف اغلبية مواطنيها ضد الانفصال. واتهم الحركة بتهيئة الجنوب للانفصال. ودفع عبد الرحمن بمقترحات امام البرلمان بتكوين لجنة فرعية من لجنة التشريع والعدل للجلوس مع مفوضية الاستفتاء والبحث عن مخرجات قانونية لتأسجيل الاستفتاء لفترة خمسة اشهر، الي جانب تشكيل لجنة برلمانية اخرى لتهيئة المناخ للاستفتاء. وحمّل شريكي نيفاشا مسؤولية عدم جعل خيار الوحدة جاذبا، واشار الى انهما اهدرا الوقت في المناكفات والانشغال بقضايا غير جوهرية، واكد غياب المرجعيات لتنفيذ اتفاق السلام. في ذات السياق، طالب النائب البرلماني عن المؤتمر الوطني عمر عبدالرحيم، بتبني مقترح بتأجيل الاستفتاء لحين ترسيم الحدود يرفع لمؤسسة الرئاسة وللشريكين، واكد ان المقترح يصب في الحفاظ على وحدة البلاد وامنها. لكن القيادي في كتلة الحركة رمضان حسن، انتقد الخطاب الرئاسي، واكد ان المعالجات التي طرحها الرئيس البشير لترجيح خيار الوحدة جاءت متأخرة، وشدد على اجراء الاستفتاء في موعده واضاف «لابد من اجراء الاستفتاء في وفتة ليرتاح الناس من هذة القصة». وزاد «اذا سبق ووافقنا على تأجيل الانتخابات كان حينها يمكن التحدث عن تأجيل الاستفتاء» وطالب بالابتعاد عن زرع الكراهية وفتح الباب امام عودة البلاد للوحدة مرة اخرى اذا وقع الانفصال، ورفض ربط الاستفتاء بترسيم الحدود باعتبار ان ذلك سيعيد البلاد للحرب، واضاف «حتى لو ما عندنا حدود ماتخلونا حاجة واحدة».