سوبا شرق مدينة مفعمة بعبق التاريخ منذ الممالك السودانية المسيحية وتقع المدينة على بعد لا يتجاوز الخمسة وعشرين كيلومتر من الخرطوم وبرغم قدم انضمام المدينة للقطاع الحضري فلا زالت ثمة مشاكل في اراضيها السكنية القائمة على الحيازات . وقد شهدت الايام القليلة الماضية هدم وتكسير بعض المنازل بحجة ان ذويها لا يستحقون في وقت يرى فيه العديد من ذوي المنازل التي خضعت للإزالة احقيتهم وانهم يسكنون في المنطقة لمايقارب الست وعشرين عاما في وقت كانت تعد فيه المنازل على اصابع اليد الواحدة ويبدو ان الاعوام الطويلة التي قضوها في تلك المنطقة لم تشفع لهم ولم تستثنِ منازلهم الهشة من الإزالة . الصحافة التي تلقت شكاوي بعض ضحايا الإزالة انتقلت الى المنطقة امس الاول للوقوف على حقيقة ما حدث لهذه المجموعة فأجمع الذين التقتهم (الصحافة)بان امر الازالة للمنطقة قد احدث لهم الكثير من الخسائر المتمثلة في الخسائر المادية والنفسية واوضحوا في حديثهم بانهم لايستطيعون ان يقوموا باعادة بناء منازلهم مرة اخرى لعدم قدرتهم المادية ما ينم عن ضيق ذات اليد مشيرين بان التكسير لم يكن اول مرة يطولهم حيث بدأ منذ العام 2004 عندما طال 15منزلا فيما كان آخر الازالات يوم الاثنين الماضي عندما طال بيوتا بعينها حيث اوضحت روضة محمد ابراهيم التي تسكن المنطقة منذ ما يقارب الستة وعشرين عاما في بيت ملك زوجها منذ تلك الفترة حيث فوجئوا ودون سابق انذار في عام 2004 ان افرادا من اللجان الشعبية قد بدأوا بتكسير منزلهم وحرق الرواكيب بالكامل واشارت روضة انها فقدت اثناء التكسير العديد من الاوراق الثبوتية التي تخصها مثل القسيمة وشهادات ميلاد الاطفال وقالت روضة انهم لم يخطروا بامر الازالة و عندما سألوا عن السبب اوضح لهم احد افراد اللجنة الشعبية بعدم مشروعية سكنهم على حسب روايتها وقالت روضة (للصحافة ) ان المرة الثانية للإزالة كانت بعد ثلاثة اشهر من نفس العام حيث طالت كل المباني التي كانوا يحتمون بها هم واطفالهم وذلك بعد ان جاء احد الممثلين للجان الشعبية ومعه قوات من الشرطة و شرعوا في الازالة وعند مطالبتها بايقاف الامر بحجة ملكية المنزل اقتادوها وابنائها الى قسم الشرطة . تمضي روضة للقول إنه في المرة الثالثة طالت الازالة كل المنزل بجميع غرفه و شرع الزوج بإقامة راكوبة الاانها ايضا تم تكسيرها وفي يوم الإثنين الماضي كانت غير موجودة وفوجئت بجرار يقوم بتكسير سور المنزل. ويقول ياسين عثمان احد المواطنين المتضررين ان الازالة ادت الى تدني الدخل لديهم وعرضتهم للسرقات المتكررة مشيرا الى فقدانه (9) اغنام وبعض المقتنيات المنزلية وكشف يس انه مقيم بالمنطقة منذ ما يقارب السبع وعشرين عاما وقال ان الرئيس منع ازالة اي منزل، اما سلمى ابراهيم التي ابتدرت حديثها بانها عند صدور امر الازالة لم تكن موجودة بالمنزل ولم يكن بالمنزل احد ومع ذلك لم يقوموا بايقاف التكسير وازالوا احدى غرف المنزل كما هدم سور البيت بكامله واضافت سلمى بانها تسكن في منطقة سوبا شرق قرابة 17 عاماً وان هذه المنطقة عبارة عن حيازات وسكان المنطقة مستقرون بها اكثر من عشرين عاماً وطالبت ام سلمى الجهات المعنية بمنح هذه الاراضي لسكان المنطقة الذين هم اولى بها من الغريب .احد المواطنين فضل حجب اسمه قال بانه يعمل بالاعمال الحرة وعند قدومه من العمل فوجئ بتكسير المنزل وبعد ان سأل اهالي المنطقة قالوا بانهم شاهدوا احد اعضاء اللجان الشعبية ومعه افراد من الشرطة ومعهم رجل يقود كراكة لم يتحدثوا الى احد بل قاموا بتكسير جزء من كل منزل من غير رأفة بالمواطنين . وناشد اصحاب المنازل المزالة والي الخرطوم بالعمل على معالجة أوضاعهم .