هناك العديد من النماذج المشرقة التي توضح بالبرهان الساطع والدليل القاطع وبما لايدع مجالا للشك أن التسامح والتعايش السلمي والانصهار وترابط النسيج الاجتماعي من أبرز العناوين التي تميز العلاقة بين أبناء أرض المليون ميل ،ورغم أن أصوات دعاة الانفصال قد ارتفعت مؤخرا الا أنها لاتستطيع تغيير الواقع الذي يشير بجلاء الى أن السواد الأعظم من أبناء الجنوب والشمال مرتبطون وجدانيا ويتبادلون الاحترام . وفي محلية دلقو بالولاية الشمالية التي يشكل فيها المحس أغلبية واضحة يجلس على رأس المنصب الثاني بالمحلية أحد أبناء غرب الاستوائية (محلية المندرا) وهو جمعه كادنقا برنجي الذي يحظى باحترام كل مواطني المنطقة الذين يعتبرونه جزء لايتجزء منهم وأشاروا الى أن تعامله الراقي وإنضباطه في العمل وتفانيه وحرصه على تطوير المحلية بالاضافة الى تواضعه وأدبه الجم من أبرز الأسباب التي توجته ملكا في قلوب أبناء المحس وغيرهم من مكونات المحلية ،ويقول أحد زملائه أن جمعه نسيج قائم بذاته وسوداني أصيل لايعترف بالقبلية والجهوية وكثيرا مايردد أن خدمة السودان في اي موقع هدفه الأول . وعمل كادنقا في العديد من المحليات الشمالية وبدارفور وجنوب كردفان وفي كل مكان يعمل به يخلف سيرة عطرة ،وتجمعه ببكري حسن صالح وخليل عثمان وعبد الوهاب عثمان علاقات إجتماعية جيدة حسب عمله في مناطق ثلاثتهم ،كما أنه درس في جامعة الأسكندرية بمصر وتلقى تعليمه الثانوي بكادوقلي على يد يوسف كوه أستاذ اللغة الانجليزية وقتها . ويقول جمعه كادنقا إنه لم يشعر في يوم من الأيام بتفرقة عنصرية بالشمالية ولم يساوره احساس بأنه غريب وقال إنه في المحليات التي عمل فيها وجد احتراماً وتقديراً من السكان وأكد أن لديه علاقات إجتماعية جيدة تجمعه بعدد كبير من أبناء الشمالية ودارفور وجنوب كردفان ويعتز بهذه الصداقات والعلاقات التي وصفها بالأخوية الصادقة ،وتمنى جمعه أن يسفر الاستفتاء عن وحدة حتى يظل السودان بحدوده التي تركها الجدود ،والجدير بالذكر ان كادنقا عمل في محليات الدبة، دنقلا وإدارية الحفير وحاليا مدير تنفيذي لمحلية دلقو التي تقع شمال دنقلا.