تضاربت تصريحات المسؤولين في مفوضية الاستفتاء وبعثة الاممالمتحدة بالسودان «يونميس» حول توفر المال للعملية، وبينما شكا رئيس المفوضية البروفيسور محمد ابراهيم خليل من تأخر المانحين في الايفاء بالتزاماتهم المالية التي تعهدوا بها، أكد رئيس قسم الانتخابات والاستفتاء بالبعثة دينيس كاديما ان المانحين اوفوا حتى الآن بكل ما يليهم من تعهدات. وقال كاديما في تصريح ل»الصحافة» ان المانحين نجحوا حتى الآن في توفير كل المواد المطلوبة الى جانب دعم العملية اللوجيستية، وكشف ان المانحين التزموا بتوفير مبلغ «63» مليون دولار «وفروا حتى الآن اكثر من نصفها». واعلن المسؤول الاممي في مؤتمر صحافي امس،ان عمليات التسجيل للناخبين في الاستفتاء ستبدأ خلال اسبوعين، في الجنوب ومناطق تواجدهم بالشمال وثماني دول هي استراليا وكندا واميركا وبريطانيا ومصر واوغندا وكينيا واثيوبيا، وذلك عبر مفوضية الاستفتاء، وكشف ان بعثة الاممالمتحدة بدأت بالتعاون مع المفوضية في ايصال الاستمارات وكل المواد اللوجستية من الخرطوم وجوبا الى نحو «3600» مركز في المناطق النائية بالجنوب عبر طائرات الهيلوكوبتر. واعتبر كاديما ان ابرز التحديات التي تواجه العملية هي ضعف البنى التحتية في جنوب السودان للتحرك، وقال ان ضعف البني التحتية جعل نقل المواد اللوجيستية يستمر لنحو ثلاثة اسابيع، واوضح ان بعثة «يوناميد» ستتولى نقل المواد الى عواصم دارفور، كما ان منظمة الهجرة الدولية ستتولى نقل المواد الخاصة لمراكز المهجر في الدول الثمان. ولفت الى ان الوقت بدأ ينفد امام الجميع، مؤكداً سعي ادارته لاجراء الاستفتاء في موعده في التاسع من يناير المقبل، وأوضح ان هذا الموعد هو الذي التزم به الطرفان. من ناحيتها، اكدت مفوضية الاستفتاء انها اصبحت على بعد مسافة قليلة من التنفيذ الفعلي لمراحل العملية التى تنطلق بحملة اعلامية لتبصير المستهدفين وتوزيع المعدات اللوجستية فى الساعات القادمة لضمان وصولها قبل وقت كاف من بدء عملية تسجيل المستهدفين. وقال الناطق الاعلامي بالمفوضية جورج ماكير فى تنوير صحفي بمقر المفوضية بالطائف امس انهم فى سباق مع الزمن لتسهيل العملية وجعلها واقعا معاشا على ارض الواقع، واضاف ان المهمة قد تبدو شاقة وعسيرة لكننا مضينا فى تذليل عقبات كثيرة والآن نتأهب لكي نناشد المستهدفين بالتوجه للمراكز لتسجيل بياناتهم لممارسة حقوقهم الدستورية. الى ذلك، التقى رئيس المفوضية البروفسير محمد ابراهيم خليل برئيس لجنة حكماء افريقيا ثابو امبيكى امس بمقر المفوضية ،وقال انه شكا لامبيكي تأخر تمويل المانحين، والتأخر في الايفاء بالتزاماتهم، الى جانب الجهود التي بذلتها المفوضية حتى الآن رغم ضيق الزمن. من جانبه، اشاد امبيكى بالجهود المبذولة من قبل المفوضية وسعيها لتحقيق نتائج جيدة بالرغم من ضيق الوقت، ووعد بمناشدة المانحين للاسراع بالالتزامات المالية. وفى ذات السياق، نظمت ادارة العمليات بالمفوضية دورة تدريبية لرؤساء اللجان بالولايات الشمالية بفندق ريجينسى بالخرطوم انطلقت صباح امس ولمدة (3)ايام تحت اشراف خبراء محليين ودوليين من الاممالمتحدة. وفى تطورلافت، تقدم المتحدث الرسمي باسم المفوضية السفير جمال محمد ابراهيم باستقالته امس معلنا ترك المهام الموكولة اليه بعد خلافات عاصفة اجبرته على ترك العمل، وقال جمال ان تعيينه بالمفوضية لم يكن بشكل رسمي واضاف «اخطرت رئيس المفوضية بعدم استطاعتي الاستمرار في العمل».