أقيمت بالمنتدى الثقافي لجامعة السودان المفتوحة بالقاعة الكبرى للمحاضرات، محاضرة تحت عنوان: « حوسبة علم العروض باستخدام الجداول الإلكترونية على نظم « ويندوز، لينكس، ماكنتوش»، من تقديم المهندس محمد هاشم أحمد الكمالي، وهو صاحب مدرسة تعنى بعلم العروض الذي وضح أسسه الخليل بن أحمد الفراهيدي في القرن الثاني الهجري. افتتحت المحاضرة بمقدمة من الأستاذ محمد الفاتح يوسف أبوعاقلة المشرف على المنتدي الثقافي بالجامعة متحدثاً عن المهندس الكمالي مقدم المحاضرة، قائلاً: « مقدِّمُ محاضرتِنا اليومَ هو المهندسُ محمّد هاشم أحمد الكمالي ( أبو شادن)، بقسمِ تحليلِ وتصميمِ النُّظم التعليمية، إدارةِ البرامجِ الأكاديمية، جامعةِ السودانِ المفتوحة. وهو صاحبُ مدرسةِ الكمالي الفنية للإيقاعات الشعرية. مهندسٌ أبتْ نفسُه إلا وأنْ تُهندسَ في اللغةِ مُنْطلقاً لفهمٍ عميقٍ للوجود!!! فالكلمةُ أمانةٌ ورؤيةٌ ومعنًى وحقيقةٌ وحُلُمٌ جميلٌ بالذي يأتي مُتْرَعَاً بالفألِ مَسكُوناً بالإرادةِ والحياةِ. هو سليلُ أسرةِ الهاشماب التي رفدتِ الفضاءَ الثقافيَّ السودانيَّ بمبدعين متميزينَ، في الدينِ والقضاءِ: كالشيخ أحمد هاشم الجودلابي قاضي الخرطوم وبربر، وعميدِ أسرةِ الهاشماب، الشيخ محمد أحمد هاشم، الشيخ أبو القاسم أحمد هاشم شيخِ العلماء، الطيب أحمد هاشم «المفتي» (وفي الأدب) عثمان محمّد أحمد هاشم، عبدالمجيد محمد حاج الأمين، صديق مدثر أبو القاسم، محمد الحبيب مدثر أبوالقاسم، بدرالدين هاشم أبوالقاسم. وفي الصحافة أحمد يوسف هاشم « أبو الصحف». عبدالحفيظ هاشم الحاج، الخير هاشم الحاج، الشيخ أحمد البشير الطيب أحمد هاشم، (في مجال التعليم). وغيرهم من الذين لا يَسِعُ المجالُ لحصرهِم وعَدِّ أعمالِهم الطيِّبةِ الجليلةِ للثقافة السودانية. وقفت على مخطوطة فريدة ومتميزة لمحاضرنا تحت عنوان « استنباطُ علمِ الإيقاعِ الشِّعريِّ من عِلمِ العَروضِ، المدخلْ إلى علمِ الإيقاعِ الشِّعريِّ»، وأحسب أن هذا العمل هو النبعُ الذي استقى منه المهندس محمد هاشم أحمد الكمالي عناصرَ محاضرتِه التي سيقدِّمُها لكمْ بعدَ قليل. وهُو نبعٌ ثرُ وغنيُّ بالفكر والهندسةِ إذ تعينُه معرفتُه العميقةُ بالرِّياضياتِ والفيزياءِ والكيمياءِ، على الغوصِ بأدواتٍ جديدةٍ في بحرِ اللغةِ وأعماقِ بحورِ شعرِها التي ابتدعها وأبدعَ فيها الخليلُ بنُ أحمد الفراهيدي. وفي استنباطه هذا يفترعُ طريقةً لحسابِ إيقاعاتِ بحور الشِّعرِ ويطبِّقُ هذا على قصيدةِ (أيُّها النِّيلُ) لأحمد شوقي، و قصيدةِ أبي الطيِّبِ المُتَنبي (في وصف الحمى) وقصيدةِ جرير ( أراح الحي) وغيرِها من النّصوصِ التّي تَنُمُّ عَنْ ذَوقٍ شفيفٍ وناخبةٍ حصيفةٍ للنُّصوصِ الأدبيةِ، بلْ وملكةٍ مطبوعة على النَّظم وشاهدي قوله في مفتتح تلك المخطوطة: وقِّعْ برِجْلِكَ أوْ بِكَفِّكَ لا تَقُلْ للشِّعرِ إيقاعٌ ولكنْ لمْ يُقَسْ تَنْ تَنْ تَتَنْ تَتَتَنْ تَتَنْ تَتَتَنْ تَتَنْ تَنْ تَنْ تَتَنْ تَنْ تَنْ تَتَنْ تَنْ تَنْ تَتَنْ وهذا العمل العلمي مسجَّلٌ كمصنَّفٍ أدبي، في دولةِ الإماراتِ العربيةِ وفي السُّودان. ثم بدأ المهندس الكمالي محاضرته مشيراً إلى نشأة علم العروض وأهميته في الثقافة العربية ومعاناة طلاب اللغة العربية عند دراسته، وهذا ما حدا به للعناية بهذا العلم الذي يرى فيه براعة ومهارة علمية عالية تستحق من الدارس العناية والاهتمام. ولقد تحدث في المحاضرة عن خمسة محاور جاءت كالآتي: 1- مطلوبات حوسبة علم العروض. 2- تحرير وتصميم برمجة النظام المقترح. 3- تطبيق واختبار النظام المقترح. 4- تطوير النظام المقترح 5- مشروع موسوعة الإيقاع الشعري. وفي المحور الأول يحدد مطلوبات حوسبة علم العروض بالأتي: أي كتاب في علم العروض، جهاز حاسوب (ماكنتوش، IBM) ، نظام تشغيل، برنامج جداول إلكترونية Excel، ويمكن استخدام الأجهزة المحمولة. وفي المحور الثاني يشير إلى التعريف بالخليل بن أحمد وبعلم العروض وبطريقة الكتابة الإلكترونية التي تحتوي على 256 صفحة وأكثر من 65 ألف صف، ويتم تقسيم الأعمدة والصفوف إلى خلايا بآلية قام بشرحها مستعيناً بعرض الجداول المصممة ببرنامج Excel على Power Point . وقام الأستاذ الكمالي بعرض تطبيقي لتقطيع العروض إلكترونياً على بحر الطويل: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعل فعول مفاعيل فعول مفاعيلن كما تحدث عن أضربه الثلاثة. ولقد شارك في المحاضرة حضور طيّب من أعضاء جامعة السودان المفتوحة، وكذلك شرف المحاضرة بالحضور البروفيسور عبدالملك عبدالرحمن، والبروفيسور الخانجي والدكتور محمد المهدي أحمد والدكتور محمد سعد من كلية التربية بجامعة الخرطوم والأستاذ أحمد المكي من معهد الخرطوم الدولي. كما قام تلفزيون جامعة السودان المفتوحة بتصوير وتسجيل المحاضرة لبثها في القريب العاجل بإذن الله تعالى.