تبادل شريكا الحكم المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية الاتهامات بعرقلة تسجيل الناخبين الجنوبيين والتخطيط لتزوير نتيجة الاستفتاء، حيث وصفت الحركة الشعبية المؤتمر الوطني بأنه حزب غير مسؤول ويمارس الكذب، وانه يخطط لتزوير الاستفتاء، وتهيئة الشماليين لرفض نتيجة الاستفتاء اذا جاءت علي غير هواهم، وكشفت عن تسجيل موازٍ يقوم به المؤتمر الوطني الذي نصب «صيوانات» امام مراكز تسجيل الناخبين، وأخذ معلومات الناخبين وارقام تلفوناتهم والقيام باستقطابات واسعة وسط أبناء الجنوب، متهمة المؤتمر الوطني بارهاب الجنوبيين والحث علي التسجيل مقابل اعطائهم الخدمات او بقائهم في الشمال. وقال أتيم قرنق القيادي في الحركة الشعبية ونائب رئيس البرلمان في مؤتمر صحفي امس ، ان المؤتمر الوطني يتلاعب بالاستفتاء في الشمال ويهيئ مواطني الشمال لرفض نتيجة الاستفتاء، واشار بعد جولة تفقديه قام بها وفد من الحركة الشعبية لعدد من مراكز التسجيل، ان الموظفين المتواجدين بمراكز التسجيل رجال أمن ومستعدين لاستخدام العنف، وقال ان المؤتمر الوطني لايثق في الحركة الشعبية، واضاف «من جانبنا نريد استفتاء حر ونزيه وشفاف، وعلي المراقبين الذهاب لمراكز التسجيل ومعرفة ما يدور هناك». من جهته، اتهم المؤتمر الوطني، الحركة الشعبية بإعاقة تسجيل الجنوبيين علي مستوي الشمال لاعتقادها أنهم سيصوتون للوحدة، ووصف اتهامات الحركة الشعبية له بأنها هراء وكذب لا يمت للواقع بأي حقيقة او مصداقية، وقال د.مندور المهدي القيادي بالمؤتمر الوطني في مؤتمر صحفي امس، ان الحركة الشعبية تقوم بمحاولة لعزل الجنوبيين الوحدويين وعزل بعض القبائل التي تظن انها ستصوت للوحدة، وعدد جملة من الخروقات قال انها ستقدح في نزاهة التسجيل بالتالي عملية الاستفتاء برمتها، واضاف «اذا استمر هذا الوضع ستكون العملية غير نزيهة وتشكك في عملية الاستفتاء برمتها» ، وقال مندور ان الجيش الشعبي يسيطر علي بعض مراكز التسجيل بالجنوب بشكل كامل ولا يسمح للاحزاب والمراقبين بدخولها، متهما بعض اعضاء الحركة الشعبية بانتحال شخصية اعضاء المفوضية واصدار عدد من الاوامر، وتحريض الجنوبيين وتهديدهم بعدم التسجيل للاستفتاء، وابدي عددا من الملاحظات حول عملية التسجيل قال انها تمثلت في ارتباك من قبل مفوضية الاستفتاء وعدم توزيع عادل لمراكز تواجد الجنوبيين، وتحديد اثبات الهوية للناخبين، ورفض اعتماد شهادات السلطات المحلية، وبطاقات القوات النظامية، واعتماد كل العريفين القبليين الذين ينتمون للحركة الشعبية فقط، والعزف عن تسجيل بعض القبائل مثل الفراتيت والفلاتة، وحمل مفوضية الاستفتاء مسؤولية ما يجري في عملية التسجيل. وقال الاستاذ اتيم قرنق، في مؤتمر صحفي بالمركز العام للحركة الشعبية، انهم قاموا بزيارة الي مراكز بام درمان وبحري لتقصي مايجري بها في كل من ام درمان وصالحه والريف الجنوبي، وكذلك زرنا ثلاثة مراكز ببحري، وقال ان المؤتمر الوطني غير بممارساته التي يقوم بها يعد حزبا غير مسؤول وغير مؤسس ويمارس الكذب، واضاف «هو يحاول يجهز عقول الشماليين لرفض نتيجة الاستفتاء اذا ما أتت علي غير هواه، وقال في مدارس ابوبكر الصديق وتبوك وجدنا اللجان الشعبية التابعة للمؤتمر الوطني تقوم بعملية تسجيل بعد تسجيل الناخبين ويأخذون معلوماتهم وتلفوناتهم ولديهم صيوان في بوابة كل مركز، وفي مراكز دار السلام جنوبالخرطوم يوفرون الترحيل للجنوبيين ويحثونهم علي التسجيل، وقال ان الاستفتاء يتطلب ان لا يجبر الناس علي الترحيل، واضاف «نعتقد ان المؤتمر الوطني يتلاعب بالاستفتاء بالشمال ويعبئ المواطنين لرفض النتيجة» ، وقال من جانبنا نريد استفتاء شفافا ونزيها، ودعا المراقبين الي الذهاب لمراكز التسجيل ومعرفة ما يدور بها، وقال «الناس الموجودين بها ناس أمن ومستعدين لاستخدام العنف، ونحن نقول الاستفتاء يجب ان يكون حرا ونزيها» ،وقال ان المؤتمر الوطني لا يثق في الحركة الشعبية. من جهته، قال توماس واني القيادي بالحركة الشعبية في المؤتمر الصحفي، ان المؤتمر الوطني يخطط لتزوير الاستفتاء وخير دليل علي ذلك وجود «الصيوانات» خارج مراكز التسجيل، ووجود «دفارات» بها ابناء الجنوب يستقطبون المواطنين، وقال ان وجود اللجان الشعبية في مراكز التسجيل دليل علي التزوير، واضاف «نرسل رسالة للعالم الخارجي بإن المؤتمر الوطني يخطط لتزوير الاستفتاء». من جهته ، قال دكتور مندور المهدي في مؤتمره الصحافي، ان التسجيل هو القضية الرئيسية في الاستفتاء، وان التسجيل الناجح يعكس رغبة الجنوبيين في الاستفتاء، واضاف «لكن للأسف منذ ان بدأ التسجيل هناك عدد من الملاحظات في الجنوب والشمال، وقال في الشمال الملاحظات ان هناك ارتباكا في التسجيل من قبل مفوضية الاستفتاء، وعدم اعتماد شهادات السكن والاوراق الثبوتية، وان توقيت انطلاقة السجل صادف ايام العيد، وارجاع اعداد كبيرة من المواطنين ومنعهم من التسجيل رغم وجود اوراق ثبوتية، وان كل عريفي المفوضية من منسوبي الحركة الشعبية، وعدم اعتماد بطاقات القوات النظامية رغم اقرار القانون بذلك، ورفض تسجيل الجنوبيين الذين احد اطرافهم شمالي، وتدخل مراقبي المفوضية في العمل بصورة مباشرة وتخويف وطرد المواطنين، ورفض تسجيل المواطنين من القبائل التي ليس لها سلطان في المفوضية، تدخل بعض قيادات الحركة الشعبية وطرد المواطنين من داخل المراكز، وممارسة تهديد بالقتل بمركز الكلاكلة الوحدة من قبل موظف بالمفوضية ضد احد منسوبي المركز الرديف، اعتدت مجموعة من الحركة الشعبية علي مركز مجمع بالجبل وتدخلت الشرطة، واعمار موظفي المفوضية اقل من اربعين عاما، ومعظمهم من طلاب كمبوني والثانويات، ورفض بطاقة العريفين وعدم اعتماد شهادات السلاطين، وتدخل بعض المراقبين الاجانب في سير عمل المراكز، وانتحال بعض افراد الحركة الشعبية لشخصيات موظفي المفوضية ، اصدار الاوامر بعدد من المراكز، وممارسة التهديد بالسلاح للمواطنين بواسطة افراد الحركة الشعبية في مراكز الخرطوم بعربة لاندكروزر وعربة صالون و3 عربات بوكس، وتدمير منزل ناشطة بالسجل في محلية بحري «طيبة الاحامدة» من قبل افراد الحركة الشعبية. وحول الملاحظات بالجنوب قال مندور المهدي، ان هناك عددا من المراكز بولايات البحيرات وغرب الاستوائية والاستوائية الوسطي وولاية الوحدة وولاية واراب يسيطر عليها الجيش الشعبي ولا يستطيع المراقبون الوصول اليها ولا مناديب الاحزاب، كما قامت لجان التسجيل في ولاية اعالي النيل وغرب بحر الغزال بمنع القبائل غير الجنوبية من التسجيل بحجة انهم غير جنوبيين في مراكز مقاطعة الرنك وكذلك بولاية غرب بحر الغزال لقبيلة الفلاتة، واعتقال عدد من القيادات التي تدعو للوحدة وعلي رأسهم زهير حامد سليمان نائب امين الشباب بالمؤتمر الوطني بمطار جوبا امس. من جهته حمل الاسقف قبريال رورج، مفوضية الاستفتاء مسؤولية ما يجري ودعا الجنوبيين الي التوجه لمراكز التسجيل الذي وصفه بالمسؤولية الكبيرة، وقال ان الحركة الشعبية تسيطر علي المراكز في الجنوب، وعزا ذلك لضعف مفوضية الاستفتاء وعجزها عن السيطرة علي الوضع، واضاف «المفوضية بها مشكلة، لماذا تترك الخروقات تحاصر المركز دون ان تتخذ الاجراءات المناسبة، يجب علي المفوضية ان تعمل بنزاهة وحرية، ودعا الحركة الشعبية الي اطلاق سراح المعتقلين وان تنأى بنفسها من الاعتقالات السياسية، وقال يجب ان يكون الاستفتاء حرا ونزيها حتى تقبل نتيجته عالميا.