تقع موريشص في المحيط الهندي، على بعد 2000 كيلومتر من الشواطئ الجنوبية الشرقية للقارة الإفريقية، وإلى الشرق من مدغشقر، ولا تبعد كثيراً عن شمال مدار الجدي. وتتميز الجزيرة بتضاريسها الرائعة المتنوعة، من الشواطئ الرملية البيضاء، التي تليها سلاسل جبلية شاهقة في الجنوب الغربي، وخلجان وكهوف محمية شمالاً وشرقاً وإلى الغرب. ورغم أن موريشص أقرب جغرافياً لغرب أفريقيا، إلا أنها متأثرة أكثر بروابط بريطانية وفرنسية وكذلك بالعمالة الهندية التي جاءت إليها أكثر من علاقتها الجغرافية مع أفريقيا. ويكمن سر وحدة موريشص في تنوع واختلاف ثقافاتها ، وحملت هذا الاسم تيمناً بالامير الهولندي موريس امير ناسو ابان الغزو الهولندي. لكنها برونقها وجمالها وموقعها الاستراتيجي ظلت مطمعا لكل طامع وغاز. غزاها الفرنسيون فسموها جزيرة فرنسا، وحل مكانهم الانجليز فأتوا بشعوب الهند، حتى أصبحت موريشص تحمل من كل بستان استعماري زهرة ثقافية لكنها جميعها كانت ثقافات قابلة للتمازج لا التناحر. موقعها الاستراتيجي حدا بمختلف الدول للظفر بها حسب الروايات التاريخية، فإن أول قدم وطأت جزر موريشص كانت للبرتغاليين في بداية القرن السادس عشر في العام 1510م عندما حلوا بها بقصد الاستجمام والتزود بالمؤن لتكملة رحلاتهم بين مستعمراتهم الواقعة في الجزء الشرقي للقارة الأفريقية، ولكن ما شاهدوه من جمال جعلهم يتخذون من موريشص ملاذا يهربون إليه من جهد العمل الذي كانوا يمارسونه في المنطقة. افتتن الهولنديون بالجزيرة وأطلقوا عليها اسم «موريشص» عام 1598م تيمناً بأميرهم موريس «Prince Maurice of Nassau»، وقد جلبوا للجزيرة قصب السكر والغزلان، بعدهم دخلها الفرنسيون إثر طردهم الهولنديين عام 1710م، ومنذ ذلك الحين عرفت الجزيرة معنى التطور لأول مرة، فوضعت الحدود وتم بناء ميناء «بورت لويس»، وصارت الجزيرة تمد المناطق المجاورة بالسكر والبن وازدهرت التجارة بأنواعها. دفع الموقع الاستراتيجي للجزيرة عام 1810م السفن البريطانية القادمة من رأس الرجاء الصالح في طريقها إلى الهند لغزوها وإبعاد الفرنسيين عنها لتنضم للإمبراطورية البريطانية عام 1814م، نالت موريشص - مساحتها2040 كيلومتر مربع - استقلالها عن بريطانيا في12 مارس 1968م متبنية معظم الأنظمة البريطانية والفرنسية في جميع أوجه حياتها الشعبية والرسمية. وقد ميز الخليط النادر الشعب الموريشصي بخصائص التعدد الفريدة، ولكن من حيث الترتيب النسبي ينقسم الشعب حسب أصولهم إلى: الهنود 52% ، ويليهم الكرويل أو الأفارقة 27% ، ثم الصينيون 3% ، وكل من الفرنسيين والبرتغاليين 2%، ونسب قليلة من اندونيسيا ، والجزر المحيطة. و يمكن تقسيم عدد السكان حسب دياناتهم كما يلي: 51% هندوس ، 27% مسيحيين و 17% مسلمين، و البقية 5% متنوعة.